...كالعادة يبقى مونديال كرة القدم وفيا للمفاجأة بمباريات محملة بالإثارة والتشويق، ومادمنا غائبين ونكتفي بالتفرج ولا نتوفر لا على منتخب وطني حاليا ولا على مدرب، علينا أن نقرأ ونتابع ونقف على ما بلغته كرة القدم من رقي وتطور في مختلف القارات وننتبه أكثر الى مستوى حضور منتخبات افريقيا والعرب لنستخلص الدروس والعبر ونعرف ما ينتظرنا في زمن نطمح فيه للتخلص من التراجع والتردي وكل ما فرض علينا التغيب مضطرين عن نهائيات كأسي افريقيا والعالم؟ وبعد ستة أيام في عمر المونديال الأول في افريقيا خلفت المباريات السبعة عشر توقيع ثمانية وعشرين هدفا وأكبر حصة وقعها منتخب ألمانيا في مرمى منتخب أستراليا (4-0). وتابعنا كيف أطاحت الشيلي بالهوندوراس وكيف أسقط سويسرا بطل أوروبا اسبانيا في مباراة مثيرة، وتعذر على المنتخب الاسباني فرض سيطرته وعرض فنون لاعبيه واستعصى عليه إيجاد الحل أمام فريق سويسري اعتمد الدفاع بأسلوب صارم معزز بحملات خاطفة، وخرج الاسبان بهزيمة مفاجئة حركت الشارع والرأي العام في إسبانيا ولم يستسيغوا النتيجة لأن منتخبهم جمع نجوما من فريقي برشلونة وريال مدريد. وفي فرنسا ارتفعت حدة الانتقادات الموجهة لمدرب المنتخب «دومينيك» لتعادله في لقاء منتخب الأوروغواي، ورأى المتتبعون الفرنسيون أن نهج المدرب لن يفيد. وتابعنا ما واجهه «دومينيك» في فرنسا من انتقادات حادة ورفض منذ انطلاق الاقصائيات. وفي الجزائر لم يرحم الإعلام منتخبه ووجه ضربات قوية للمدرب رابح سعدان ومجموعة من اللاعبين إثر الهزيمة أمام منتخب سلوفينيا، ولم يقبل الرأي العام الجزائري سلوكات بعض اللاعبين وخاصة الذين غيروا لون شعرهم وشكل التسريحة إضافة الى عدم انضباطهم، كما لم يقبلوا عجز المدرب عن التحكم في الفريق وتوجيهه في المسار الإيجابي، وطالب الاعلام تدخل المسؤولين لتقويم سلوك اللاعبين وفرض الانضباط. وبدوره لوح المدرب «سعدان» بعدم تكرار التجربة وأنه لن يعود الى الاشراف على تجمعات المنتخب الجزائري، وجاء ذلك في رده على الانتقادات التي استهدفته. منتخب هولندا لم يقبل غير الانتصار ونفذ ما أعده في أول لقاء وانتزع الفوز على حساب منتخب الدانمارك (2-0)، معلنا رغبته في التألق في جنوب إفريقيا. أما منتخب غانا فقد أكد في أول خطوة جدارته في تمثيل القارة السمراء، واعتمد لاعبين من منتوجه ومن الذين تألقوا في مناسبات دولية وتجاوز منتخب صربيا (1-0). في حين لم يقو منتخب الكامرون على مواجهة منتخب اليابان وانهزم (1-0) وظهر الكامرون دون مستوى ما كان عليه في الإقصائيات القارية. وكان متواضعا في أول ظهور له في المونديال. ولم يكن حال منتخب نيجيريا أفضل من الكامرون وتعثر هو الآخر في لقاء الأرجنتين، وارتكب لاعبوه أخطاء مكنت مجموعة «مارادونا» من التحكم في قيود المباراة والخروج بالأهم. وحقق منتخب البرازيل فوزا صعبا على منتخب كوريا الشمالية في لقاء عانى فيه الأمرين في مواجهة خصم منظم ومنضبط ومهيأ للتوقيع على حضور محترم. وعمل المدرب دونغا على كسب الفوز والرد به على منتقدي اختياراته في البرازيل وخارجها، ومدافعا عن سجل منتخب بلده في المونديال. ومنتخب البرازيل يسعى لاضافة فوز آخر بلقب المونديال يحققه في قارة أخرى معززا رقمه القياسي في المشاركة والفوز. وفي الأربعاء، وبعد التعادل في لقاء الإفتتاح أمام المكسيك تلقى منتخب البلد المضيف درسا في كرة القدم وانهزم أمام منتخب الأوروغواي (3-0) في مباراة ظهر فيها منهارا ومهزوما في آخر الدقائق؟ وتقام المنافسات في طقس بارد ورطب وفي فضاءات يعاني محيطها من مشاكل أمنية حيث تستفحل الجريمة والدعارة المنظمة وتسيطر العصابات. هذه البداية فكيف تكون النهاية وهل نعود للمشاركة في المونديال بعدما قدمناه لكرة القدم في قارتنا التي تحظى اليوم بشرف ناضلنا من أجله؟ نتساءل وننتظر الإفراج عن اسم المدرب الذي سيقود منتخبنا الوطني ونتمنى أن يتابع المسؤولون عن الكرة في بلادنا ما يجري في المونديال حتى يدركوا ما يحتاجه المغرب ليعود الى مكانه ضمن هذا العرس الكوني.