يتهيأ فريق الراك لإقامة النسخة الثالثة والعشرين للدوري السنوي في كرة القدم والمعنون باسم الراحل أحمد النتيفي، وبهذه المبادرة يترجم المدرب والمسير عبد الحق رزق الله «ماندوزا» ومن معه في «الراك» ما تحمل قلوبهم من مشاعر الحب والوفاء والاحترام للرواد وهم مشبعون بثقافة الترميز والانتماء لمؤسسة تربوية رياضية تثبت الوجود بقوة وإصرار وتفرض الاستمرار رغم قسوة العيش والحياة في المجتمع الرياضي وخاصة في مدار كرة القدم. حيث يطغى المال وتفرض الامكانيات المادية والمعنوية الفوارق والأقسام! واختار فريق الراك في هذه الدورة إشراك الفرق المتألقة في الدوري الوطني التي أنهت المسار في المراتب الأولى: الرجاء- الدفاع الحسني الجديدي- أولمبيك خريبكة- الكوكب المراكشي- والمغرب التطواني بدل الوداد الذي تعذر عليه المشاركة لالتزامه بدروي دولي خارج أرض الوطن. وتتنافس الفرق الستة في أربعة أيام 29-30-31 يوليوز وفاتح غشت وتقام المباريات الأولى في ملعب الأب جيكو معقل «الراك» وينتقل الدوري الى ملعب المركب الرياضي محمد الخامس حيث تقام مبارتا الترتيب والنهاية ، وقد ضمنت أسرة «الراك» استمرار دوري أحمد النتيفي والعمل على برمجته سنويا قبل انطلاق منافسات الدوري الوطني، وهو الدوري الوحيد الذي استمر. وكان لابد لكرة القدم الوطنية وغيرها من الرياضات أن تستحضر الرواد في تظاهرات رياضية تكون محملة بالاعتراف والاحترام لتقدم بذلك دروسا لأجيال الحاضر والمستقبل. الراحل أحمد النتيفي لم يرتبط فقط بفريق الراك بل بكرة القدم الوطنية التي أعطاها حتى العظم وخدمها حتى وجد نفسه يرقد على سرير المرض بمصحة في الدار البيضاء يصارع آلام السكري، وبترت إحدى ساقيه. أحمد النتيفي سكنه عشق الرياضة وخدمها في عدة مجالات من بينها السباحة وكرة الماء وكان حكما دوليا في مدارها، وكان طبيعيا أن يتنفس الرجل «كرة القدم» ويرتبط بمدارها وتسكنه همومها، وهو من مؤسسي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وكان ضمن المشاركين في المؤتمر التأسيسي يوم 26 يناير 1957 بالرباط، وكان وسط الرعيل الأول الذي ناقش القوانين واختار تشكيلة المكتب الجامعي وبعده المجلس الجامعي. واختير الراحل أحمد النتيفي ومحمد بن الطاهر خليفتان للكاتب العام السيتل العيساوي وتكون أول مكتب جامعي من الرئيس المؤسس أحمد اليزيدي وعضوية عمر بوستة- عبد السلام بناني- ادريس بنشقرون- ادريس بنعبود- مصطفى بلهاشمي- المعطي الداودي أمينا للمال- عبد اللطيف الغربي- عز الدين بنجلون اضافة الى الستيل العيساوي كاتبا عاما وينوب عنه محمد بن الطاهر وأحمد النتيفي اضافة الى مجموعة من الأعضاء مستشارين. وانضم الراحل أحمد النتيفي الى لجنة القانون وكان يرأسها عبد السلام بناني، وفي عضويتها أحمد بنشقرون، الصديق التجاني، محمد بن الحاج عمر، محمد بن عبد الكريم كوبلا، مولاي ادريس العلوي، صلاح الدين العيساوي، وهي لجنة ضمن اللجن المنبثقة عن المكتب الجامعي. وفي أول جمع عام لجامعة كرة القدم تم تكوين المجلس الجامعي وانضم في نفس المناسبة أحمد النتيفي لعضويته مما يترجم حضوره الوازن بأفكاره وديناميته وإشعاعه، ومن بين مبادرات الراحل أحمد النتيفي إحداث دوري كأس محمد الخامس وجاء ذلك عندما كان في زيارة لإسبانيا وحضر في مدينة «كاديس» تظاهرة دولية يشرك فيها المنظمون فرقا عملاقة في كرة القدم وبدافع الوطنية نقل الفكرة الى المغرب فواجهته عراقيل كثيرة وخاصة من الوزارة الوصية آنذاك وبعد رحيل المغفور له جلالة الملك محمد الخامس عرض أحمد النتيفي مشروع دوري محمد الخامس على الراحل طيب الله ثراه جلالة الملك الحسن الثاني فرحب به وقرر تحمل نفقاته من ماله الخاص. وكان الدوري يقام في الصيف في شهر يوليوز-غشت أو شتنبر، وتابعنا كيف مكنت هذه التظاهرة الجماهير المغربية من الاقتراب من نجوم كرة القدم في العالم من خلال مشاركة أندية كبيرة: ف.س برشلونة- سطاد ريمس- بايرن ميونيخ- اتلتيكو مدريد- دينامو كييف- بوكا جونيور- فلامينغو ريو جانيرو- اندرلخت- ريال مدريد- موناكو- سانتيتيان- صوفيا- فالونس- حوربا كوناكري- كانون ياوندي- وغيرهم اضافة الى فرق مغربية: الوداد- المغرب الفاسي- مولودية وجدة- الجيش الملكي- نهضة سطاد- رجاء بني ملال. والمولعون بقراءة التاريخ تابعوا كيف جر التألق على أحمد النتيفي بلاء بعضهم، وكيف تحاملوا عليه وحملوه أخطاء وسيئات الجامعة وضربوه في جمع عام؟! ورغم الذي حصل فلن ننسى ما قدمه الراحل النتيفي لكرة القدم الوطنية وفي تأهيل المنتخب الوطني لمونديال 1970 وفي عدة مناسبات... كل المبادرات والأعمال تشيد بالرجل. ودوري النتيفي مثال وقدوة للمؤسسات الرياضية التي قد تنكرت أو نست رموزها؟