أعفى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وزير المالية عبد الرحمان راوية من مهامه بعد شهور من تعيينه، في قرار يبدو على صلة بالأزمة التي تسبب فيها قرار تعليق معاهدة التعاون مع إسبانيا الذي اتخذته الجزائر قبل أسبوع على خلفية دعم مدريد لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. وجاء في بيان للرئاسة الجزائرية: "بعد استشارة الوزير الأول السيد أيمن بن عبد الرحمان، وقّع، اليوم، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مرسوما رئاسيا، يقضي بإنهاء مهام وزير المالية السيد عبد الرحمان راوية، وكلّف الأمين العام لوزارة المالية، بتسيير شؤون الوزارة بالنيابة" دون توضيح سبب هذه الإقالة. وجاء إنهاء مهام وزير المالية الذي تقلد المنصب في 17 فبراير، بعد أيام من اندلاع أزمة دبلوماسية جديدة بين الجزائر وإسبانيا، بسبب قرار اتخذته الجزائر، الخميس، بتعليق معاهدة التعاون بين البلدين، بعد تأييد مدريد مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية. وتبع القرار مباشرة إعلان جمعية البنوك وقف التعاملات التجارية مع مدريد، وهو ما لم يتم تأكيده بشكل رسمي، لكنه أثار مخاوف الاتحاد الأوربي، واعتبر أن "التعليمات الصادرة إلى المؤسسات المالية لوقف المعاملات بين البلدين" تنتهك اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوربي والجزائر، خصوصا في مجال التجارة والاستثمار" كما جاء في بيان مشترك لمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل ونائب رئيسة المفوضية المسؤول عن التجارة فالديس دومبروفسكي، الجمعة. ومباشرة نفت بعثة الجزائر لدى الاتحاد الأوربي "إجراء الحكومة المزعوم بوقف المعاملات التجارية مع شريك أوربي" واعتبرت أنه "موجود فقط في أذهان من يدعونه ومن سارعوا إلى استنكاره". كما نفت الجزائر أي اضطراب في تسليم الغاز لإسبانيا، وأورد البيان، "لقد سبق للجزائر أن أوضحت من خلال… رئيس الجمهورية أنها ستستمر في الوفاء بكل الالتزامات التي تعهدت بها في هذا السياق، على أن تفي الشركات التجارية المعنية بكل التزاماتها الواردة في العقود".