بعد الإعلان رسميا عن الاستعدادات للتلقيح في المغرب ضد كورونا، يتساءل المواطنون هل سيكون التلقيح إجباريا أم اختياريا؟ لا أعرف كيف سيتم التعامل، لكن أظن أن هذا السؤال ليس مهما الآن، لأن المغاربة لهم ثقافة التلقيح، ولا يمكن أن يطرح اليوم السؤال عن أهمية التلقيح. هل اللقاح المقصود هو الذي تشتغل عليه الشركة الصينية "سينوفارم"، والذي قام المغرب بتجريبه أم شركة أخرى؟ المغرب لديه استراتيجية واضحة، فقد عقد شراكة مع الشركة الصينية سينوفارم، والتي توجد في مراحل أخيرة لتطوير اللقاح، وغالبا ستطلب الترخيص لها من مديرية الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة في نهاية شهر نونبر، أما الشركات الأخرى، فهي أيضا ينتظر أن تطلب التراخيص في نهاية نونبر. في البلاغ الذي صدر عن جلسة العمل الملكية حول اللقاح تمت الإشارة إلى الاستعدادات للتلقيح. ماذا يعني ذلك؟ جميع الدول تسعى إلى تأمين جرعات من اللقاحات الموجودة بالسوق، سواء أكانت من الشركة الصينية أو الشركة الأمريكية فايزر أو غيرها، وهذا ما فعله المغرب. مثلا، يمكن أن يؤمن المغرب جرعات من شركة "فايزر"، من الولاياتالمتحدة، وأيضا من الشركة الصينية، علما أن معظم الشركات التي تشتغل على اللقاح ستطلب التراخيص في نونبر. لكن الجديد بخصوص فايزر، أنها أصدرت بلاغا تعلن فيه انتهاء المرحلة الثالثة من التجارب على اللقاح. المهم أن للمغرب استراتيجية حول كيفية لانتقال من تطوير اللقاح إلى التجارب السريرية، ثم الموافقة على اللقاح، وبعدها عملية التلقيح الجماعي. وستتطلب مرحلة التلقيح استعدادات لوجيستيكية، يجب إعدادها من الآن ولهذا جرى الإعلان عن الاستعدادات. هل تتوقع بدأ التلقيح في دجنبر؟ من المعروفة عالميا أنه مع نهاية شهر نونبر ستطلب عدد من الشركات في العالم "موافقة الطوارئ" على اللقاح الجديد من السلطات المختصة، وابتداء من نهاية دجنبر، ربما ،يبدأ توفير الجرعات في المغرب، ويتم الشروع في التلقيح بالتدريج حسب الأولوية. هل يمكن تصنيع اللقاح في المغرب ليكون قاعدة لتوفيره لدول إفريقيا؟ هذا أمر متعارف عليه دوليا، فالشركات تعطي تراخيص لصناعة أدويتها في أماكن معينة بجودة تتحكم فيها. في المغرب مثلا، إذا تمكنت الشركة المغربية سوطيما، صناعة الأدوية، من توفير التقنيات الكافية لصنع اللقاح بجودة عالية، فإنها يمكن أن تسوقه في أي دولة وليس فقط إفريقيا. لحد الآن، لم تحصل أي شركة على ترخيص من وزارة الصحة المغربية.. نعم، لم يتم منح أي ترخيص بعد، والجديد هو ما أعلنته شركة فايزر من أن التجارب التي أجرتها أظهرت إمكانية حصول 90 في المائة من الأشخاص الذين خضعوا للقاح على مناعة. وستطلب فايزر الموافقة من السلطات الصحية الأمريكية في نهاية شهر نونبر. ماذا عن نتائج التجارب السريرية للقاح الصيني في المغرب؟ النتائج إيجابية، وأظن أن الشركة الصينية "سينوفارم" ستطلب الموافقة الإدارية في نهاية شهر نونبر من العديد من الدول، منها المغرب.