بعد أشهر طويلة من المعاناة، بسبب تفشي جائحة كورونا، وكلفتها الاقتصادية، والاجتماعية الثقيلة على المغاربة، أعلن الديوان الملكي، أمس الاثنين، بدء الاستعدادات لتنفيذ عملية تلقيح واسعة ضد "كوفيد-19′′، في الأسابيع المقبلة، من شأنها التقليل من مخاطر الجائحة، والحد من خسائرها المتزايدة. الخبر السار، جاء في وقت تعج فيه مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات ساخرة، ترى أن عملية التلقيح من شأنها أن تحول المغاربة إلى "فئران تجارب" لاختبار فعالية اللقاحات، التي أنتجتها، أو بصدد إنتاجها شركات الأدوية في العالم. وأدى تزامن إعلان المغرب استعداده لإطلاق عملية تلقيح واسعة ضد الفيروس، مع إعلان شركة "فايزر" الأمريكية للأدوية، فعالية لقاحها ضد الفيروس، الذي أثبتت النتائج الأولية للتجارب النهائية فعاليته بنسبة 90 في المائة؛ إلى حدوث نوع من الغموض حول هوية اللقاح، الذي سيتم تطعيم المغاربة به. لكن الغموض المذكور، يتبدد مباشرة بعد الرجوع إلى شهر غشت الماضي، عندما وقع المغرب، اتفاقيتي شراكة مع المختبر الصيني "سينوفارم" (CNBG) في مجال التجارب السريرية حول اللقاح المضاد ل"كوفيد-19′′، الأمر الذي يؤكد أنه صيني، هو الأقرب إلى تطعيم المغاربة ضد الفيروس. واللقاح المذكور بدأت تثار حول نجاعته مجموعة من الشكوك، والتساؤلات، خصوصا مع إعلان السلطات الصحية في البرازيل، تعليق التجارب السريرية على لقاح صيني مضاد لفيروس كورونا المستجد، بعد تعرّض أحد المتطوّعين ل"حادث خطير" لم تحدد ما هو. وأمام المستجدات المثيرة، المذكورة، تزداد حدة الخوف، وتتعاظم الشكوك لدى بعض المغاربة حول مدى فعالية، وسلامة اللقاح الصيني، المرتقب أن يطعم أجسامهم ضد كورونا، الأمر الذي تقابله وزارة الصحة بالتزام الصمت حتى الآن، على الرغم من الحاجة الملحة إلى طمأنة الرأي العام حول ما يجري تداوله بشأن الموضوع. وحاول "اليوم 24" نقل هذه التساؤلات، والمخاوف، التي تشغل بال المغاربة لوزارة الصحة، غير أنه لم يحصل على أي "توضيحات بهذا الخصوص، بداعي ازدحام أجندة وزير الصحة، خالد آيت الطالب، طوال صباح الثلاثاء"، بينما أكدت مصادر من رئاسة الحكومة للموقع أن تفاصيل عملية التلقيح الواسعة ضد فيروس كورونا، وهوية اللقاح، الذي سيتم اعتماده تتوفر لدى وزارة الصحة بشكل حصري. وغير بعيد عن المغرب، خرج وزير الصحة في الجارة الشمالية إسبانيا، صباح اليوم الثلاثاء، في مقابلة مع القناة الرسمية الأولى ليؤكد أن بلاده "ستحصل في أوائل عام 2021 على اللقاحات الأولى من تلك التي طورتها شركة الأدوية الأمريكية العملاقة "فايزر" ضد فيروس كورونا، وتبلغ 20 مليون جرعة لقاح". وفي المقابل، يرى بعض أن القلق، والتوجس، الذي عبر عنه جزء من المغاربة في وسائل التواصل الاجتماعي من اللقاح الصيني مبالغ فيه، مذكرين بالدراسة، التي نشرتها مجلة "The Lancet" العلمية البريطانية حول اللقاح الصيني، الذي طورته شركة "سينوفارم" بتعاون مع معهد المنتجات البيولوجية لبكين، منتصف أكتوبر الماضي، وأكدت أن نتائج المرحلتين 1 و2 أثبتت أن اللقاح آمن، وأظهرت أيضا تقبله من طرف الأشخاص، الذين خضعوا للتجارب السريرية، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و80 سنة. ولم يتأخر رد الشركة الصينية "سينوفاك بيوتيك" على تعليق السلطات الصحية في البرازيل، والتجارب السريرية على لقاح "كورونافاك"، الذي تنتجه، حيث أكدت سلامة لقاحها المضاد لفيروس كورونا، وقالت في بيان رسمي: "نحن واثقون من سلامة اللقاح، وملتزمون بدعمه". ويعد اللقاح من إنتاج المختبر الصيني SINOVAC، التابع لمجموعة Sinopharm، وهو ضمن قائمة تجارب اللقاحات، التي جرت بترخيص ومتابعة من طرف منظمة الصحة العالمية، بشراكة مع مختبرات من مجموعة من الدول، من بينها تركيا، والبرازيل. وكان مسؤولون في المختبر الصيني قد أعلنوا، في تصريحات أن 90 في المائة من موظفي الشركة، وعائلاتهم تلقوا جرعات من هذا اللقاح، كما سجل رئيس المختبر الصيني، مطلع الشهر الجاري، أن 56 ألف شخص تلقوا اللقاح، وسافروا خارج البلاد، لم يصب أي منهم بالفيروس، وهو الأمر الذي يعزز الثقة في اللقاح. وعلى الرغم من الانتقادات، التي طالت، وتطال اللقاح الصيني، سمحت الإمارات بالاستخدام الطارئ للقاح الصيني لتلقيح الأشخاص، الذين يوجدون في الواجهة مع المصابين بالفيروس، وهي بذلك أول دولة عربية اعتمدت هذا اللقاح في المنطقة.