على غرار العديد من الدول التي أعلنت حالة الاستنفار وتشكيل خلايا أزمة للطوارئ من مواجهة مستجد الانهيار المفاجئ لمجموعة شركة السياحة البريطانية “طوماس كوك”، بعد 178 عاما من النشاط، وتُعتبر الأقدم وثاني أكبر شركة طيران في العالم؛ دخلت الحكومة المغربية على خط أزمة الشركة البريطانية، إذ أحدثت وزارة السياحة، يوم أول أمس الاثنين، “خلية أزمة بهدف التتبع والإحاطة بترحيل آلاف زبائن أقدم فاعل أوروبي في مجال السياحة والأسفار “طوماس كوك”، والذي أعلن مؤخرا عن إفلاسه”. لكن الوزارة لم تقدم أي توضيحات عن طبيعة وجنسيات هؤلاء الزبناء العالقين في بعض المدن المغربية، كما لم تشرح كيفية معالجة هذا الملف الذي من المرجح أن تكون لديه تداعيات سلبية على قطاعي السياحة والاقتصاد بالمملكة، لاسيما أنه لا يُعرف حجم المنشآت السياحية (فنادق ووكالات أسفار)، التي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بأقدم شركة طيران عالميا. وفي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة البريطانية أنها باشرت أكبر عملية لترحيل مواطنيها، في أكبر عملية منذ الحرب العالمية الثانية، العالقين في 16 دولة على الأقل من بينها المغرب، كشف مصدر وزاري مغربي لوكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، أن عدد زبناء الشركة المفلسة العالقين في المغرب يصل إلى 2000 سائح، علما أن مجموع زبناء الشركة العالقين في مختلف دول العالم يصل إلى 600 ألف سائح. وتابع المصدر ذاته أن جل زبناء الشركة العالقين بالمملكة يحملون الجنسية البريطانية، وأن أغلبهم يتواجدون في وجهات سياحية مثل مدن مراكش ب650 سائحا، وأكادير ب1300 سائح. من جهتها اكتفت وزارة السياحة بالإشارة إلى أن هذه الخلية تضم أطرا بالوزارة، وكذا مهنيي الكونفدرالية الوطنية للسياحة وفرقا من المكتب الوطني المغربي للسياحة. وأضافت أن مندوبيات الوزارة بكل جهات المغرب، وكذا مندوبيات المكتب الوطني للسياحة، تساهم، بدورها، في تأطير هذه العملية، وتزويد الإدارة المركزية بالمعلومات الكافية، حتى تمر هذه العملية في أحسن الظروف. ورغم تجنب بلاغ الشركة الإشارة إلى الانعكاسات السلبية لإفلاس الشركة على بعض الفاعلين السياحيين في المغرب، إلا أنها أصبحت حقيقية. إذ أن الشركة تنقل آلاف السياح سنويا إلى المغرب، وما يجعلها فاعلا مهما هو أنها تدخل في إطار ما يعرف بشركة الطيران العارض، أي شركة تنظم السفريات السياحية ولديها فنادق ووكالات أسفار، بحيث تختلف عن شركات الطيران العادية، يوضح مصدر عارف بقطاع السياحة والطيران للجريدة. أكثر من ذلك، كشف تقرير لصحيفة “إلباييس”، أن إفلاس الشركة يعني تضرر فروعها في العديد من البلدين من بينها المغرب، لأن الشركة تملك فندقا بالمغرب و55 فندق بإسبانيا و11 في تونس، و9 بمصر، واثنين بالبرتغال، و5 بإيطاليا، و29 بتركيا، و3 بأكرانيا، و48 باليونان، و12 بقبرص. علاوة على ذلك، يطرح إشكال كيفية تسوية وضعية بعض الزبناء الذين حجزوا تذاكر السفر والحجوزات في مختلف الفنادق والمنتجعات السياحية بالمغرب في الأيام والشهور المقبلة، وكذلك بعض الفنادق والوكالات والمواقع السياحية بالمغرب التي تتعامل الشركة معها وتخدم زبناءها على أساس أن تستخلص الفاتورة فيما بعد. معطيات حصلت عليها “إلباييس” تفيد أن الشركة تدفع فاتورة الخدمة للمتعاونين معها أو شركائها بعد 30 و60 يوميا، “ما يعني أن الكثير من المتعاملين خلال هذا الصيف يجدون أنفسهم في مهب الريح، رغم أن العديد من الفاعلين السياحيين، وعيا منهم بالأزمة المالية للشركة، كانوا يفرضون عليها دفع فاتورة الخدمة مسبقا”. وفيما لا يوجد رقم رسمي حول عدد زوار المغرب الذين كانت تتعامل معهم الشركة المفلسة سنويا ورقم معاملاتها بالمغرب، توضح الإحصائيات العامة أن “طوماس كوك” تنشط في 16 دولة، ولديها أسطول يتكون من 105 طائرة، وتملك 200 فندق ومركبات فندقية تحمل علامتها، قبل أن تفلس الشركة يوم أول أمس الاثنين بعد محاولات إنقاذ فاشلة، وصل صداها إلى المغرب.