نزل وقع إفلاس عملاق الأسفار البريطاني طوماس كوك كالصاعقة على رؤوس الفاعلين في القطاع السياحي في المغرب، الذين يعيشون منذ الثلاثاء حالة استنفار لمواجهة الوضع هذا غير المسبوق الذي جعل قطاع الفنادق في ورطة لاسيما فنادق أكادير ومراكش الأكثر تضررا من هذه الأزمة العالمية، بحكم علاقتها الوطيدة بالشركة التي أعلنت إفلاسها. كما عقد مهنيو القطاع اجتماعات متواصلة للتصدي لتداعيات الأزمة التي ستلحق بحوالي 80 فندقا تعد من أكبر بنيات الاستقبال السياحي في المغرب وعلى رأسها سلسلة فنادق كنزي . وعلى المستوى الرسمي، استنفرت وزارة السياحة مباشرة بعد إعلان «طوماس كوك» عن إفلاسها ، خلية لتدبير الأزمة على الصعيد الوطني، بعدما تبين أن حوالي 1200 سائح أجنبي معظمهم فرنسيون وألمان ظلوا عالقين في المغرب من أصل 600 ألف من زبناء الشركة الذي علقوا في مختلف أنحاء العالم. ومنذ صباح الاثنين عكفت خلية الأزمة التي ضمت كبار موظفي الوزارة بالإضافة إلى خبراء الكونفدرالية الوطنية للسياحة و فرق من المكتب الوطني المغربي للسياحة على مراقبة الوضع وتجميع الحد الأقصى من المعلومات على المستوى المركزي والإشراف على إعادة زبناء الشركة المفلسة العالقين بالمملكة إلى بلدانهم. من جهته خرج المكتب الوطني المغربي للسياحة ببيان حول الوضعية الراهنة لهذه الواقعة على المستوى الوطني، موضحا أن الفاعل السياحي طوماس كوك ، يعد شريكا تاريخيا المكتب الوطني المغربي للسياحة ، وموجود في المغرب منذ عدة عقود. ومع ذلك شأنه شأن الشركات السياحة الكبرى الأخرى المعروفة ب «الكلاسيكية» ، شهدت حصته في السوق المغربي انكماشا ملحوظا عاماً بعد عام ، لصالح الوافدين الجدد بما في ذلك متعهدو الرحلات السياحية عبر الإنترنت. ورغم ذلك ، ظل طوماس كوك من بين الفاعلين الرئيسيين في السياحة الدولية في المغرب. ويقدر الهدف التعاقدي الذي وقعته الشركة المفلسة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة في عام 2019 بحوالي 102 ألف سائح التزمت طوماس كوك بجلبهم للمغرب من جميع الأسواق ، بالإضافة إلى شراء 50000 مقعد من المقاعد الجوية المخصصة حصريًا لزبنائها البريطانيين والبلجيكيين. وأوضح المكتب أن إعلان الافلاس في 23 شتنبر الجاري ، يعد نهاية لهذا العقد ، ومن المحتمل أن يتسبب هذا الوضع في خسارة المغرب خلال ماتبقى من 2019 لحوالي 40 في المائة من الهدف المحدد في عقد الاتفاق والذي حقق منه الفاعل السياحي البريطاني 60 ٪ من أهدافه من حيث العملاء و 90 ٪ من أهداف شراء المقاعد الجوية . ويعني هذا أن المغرب سيفقد بإفلاس طوماس كوك حوالي 42 ألف سائح كانوا مبرمجين في البيانات التي تبني عليها الحكومة إحصائياتها وتوقعاتها بشأن تطور القطاع. وإلى جانب هذه الأهداف التجارية ، أوضح المكتب الوطني للسياحة أنه يعتمد كثيرا على مثل هذه الشركات التجارية الدولية المعروفة لترويج وتسويق الوجهات السياحية المغربية المختلفة لدى السياح المحتملين داخل أسواق المصدر. و خلال عام 2019 ، أجرى المكتب بمساعدة طوماس كوك مجموعة من عمليات الترويج السياحي في الأسواق البريطانية والألمانية والبلجيكية والفرنسية من خلال علامة Jet Tours التجارية. ومن هذا المنطلق عبر المكتب عن أسفه ، مثله مثل أي ممثل سياحي في العالم ، لرؤية شركة عالمية رائدة في المجال السياحي تختفي عن الأنظار . وأعلن المكتب أنه سيبقى على اتصال بموظفي طوماس كوك مستقبلا لدراسة خطط العمل الممكنة لاستعادة حصة السوق المفقودة. ويذكر أنه في نهاية يوليو 2019 ، سجل الوافدون من السياح الأجانب نحو المغرب زيادة بنسبة 8.3 ٪. كما سجلت أسواق طوماس كوك التقليدية نحو المغرب بدورها نموا ملحوظا لاسيما الذي جلبتهم الشركة من فرنسا (10٪) ، وألمانيا (9٪) ، المملكة المتحدة (8 ٪ ) و بلجيكا ( 9٪).