الأرقام والمعطيات التي كشفها الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، يوم أول أمس الخميس بالرباط، عقب اللقاء الصحافي الذي تلا اجتماع المجلس الحكومي برئاسة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني؛ تتناقض مع الإحصائيات والأرقام التي قدمت منظمة الهجرة العالمية ووزارة الداخلية والاتحاد الأوروبي، إذ في الوقت الذي يؤكد فيه الخلفي تراجع نسبة المغاربة ضمن المرشحين للهجرة غير الشرعية، توضح المنظمة الدولية والحكومة الإسبانية ارتفاع عدد المهاجرين المغاربة السريين الواصلين إلى إسبانيا في هذه السنة، مقارنة مع العام الماضي. هكذا تجنب الخلفي تقديم توضيحات بخصوص وصول 10600 حرّاك مغربي إلى إسبانيا منذ يناير 2017 (في أقل من سنتين)، علاوة على وجود أكثر من 250 ألف مهاجر غير نظامي مغربي بإسبانيا في السنوات الأخيرة. ورغم اعتراف الخلفي بوجود محاولات للهجرة إلى إسبانيا، انطلاقا من سواحل المملكة، إلا أنه عاد ليؤكد وجود صورة غير حقيقية حول الموضوع. وتبين الأرقام التي قدمها، انخفاض نسبة المغاربة المرشحين للهجرة غير الشرعية إلى 13 في المائة، إلى غاية نهاية غشت 2018، مقابل 20 في المائة في الفترة نفسها من سنة 2017. من جانب آخر، يوضح تقرير حديث لمنظمة الهجرة الدولية أن المغاربة يتربعون على عرش المهاجرين السريين، الذين وصلوا بحرا( دون الحديث عن سبتة ومليلية)، إلى إسبانيا منذ يناير الماضي إلى حدود التاسع من الشهر الجاري، إذ يزيد عدد المغاربة عن 6000 حرّاك، متبوعين ب4800 حراك من غينيا كوناكري، و4150 حراكا من مالي، و2000 حراك من ساحل العاج، فيما لم يتجاوز عدد الغامبيين والكاميرونيين وغيرهم 2000 حراك عن كل بلد. وفيما يقول الخلفي إن عدد المغاربة من مجموع المهاجرين السريين، الذين جرى إحباط عملياتهم، بلغ 7100 شخص إلى غاية نهاية غشت 2018، وذلك مقابل 8200 شخص في متم غشت من سنة 2017؛ توضح أرقام الاتحاد الأوروبي ووزارة الداخلية الإسبانية ومنظمة الهجرة الدولية أن عدد المهاجرين السريين، الذين وصلوا إلى إسبانيا سنة 2018 بلغ 6000 حراك، مقابل 4594 حراكا سنة 2017، مبرزة أن المغاربة كانوا يمثلون السنة الماضية 23.1 في المائة من مجموع (20 ألفا) الواصلين إلى إسبانيا، متبوعين بالجزائريين ب20.9 في المائة، فيما تمثل كل بلدان إفريقيا جنوب الصحراء 55.8 في المائة. وفي مقابل ذلك، قال الخلفي إن محاولات الهجرة السرية، التي تهم في الغالب مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ارتفعت بشكل عام خلال هذه السنة، بحيث وصلت إلى 54 ألف محاولة تم إحباطها إلى غاية نهاية غشت، في الوقت الذي لم يتجاوز فيه الرقم 39 ألف حالة، خلال الفترة نفسها من السنة الماضية. فيما تجنب الحديث عن عمليات ترحيل المهاجرين الأفارقة إلى جنوب ووسط المملكة بالقوة، وهو التعامل الأمني الذي وصفته منظمة العفو الدولية ب”القاسي وغير القانوني، ووصفته جمعية محلية بالقمعي. كما أشارت إلى أن مجموعة محاربة العنصرية ومواكبة الأجانب والمهاجرين (GADEM) في تقرير لها، حصلت “أخبار اليوم” عليه، أن الأجهزة الأمنية أوقفت ورحلت بالقوة ما بين يوليوز الماضي وبداية شتنبر الجاري ما يزيد عن 6500 مهاجر إفريقي غير نظامي إلى وسط وجنوب المملكة، من بينهم نساء وقاصرون ورضع. وأضاف أنه “منذ يونيو 2018، تمت هاته العمليات الأمنية بشكل منتظم في شمال المغرب، وبشكل رئيس في الثغرين المحتلين سبتة ومليلية وطنجة وتطوان والناظور ووجدة”. يأتي هذا في الوقت الذي فتحت فيه وزارة الداخلية تحقيقا لمعرفة من يقف وراء بعض الحملات “الفايسبوكية”، التي تحرض على الهجرة السرية انطلاقا من شواطئ شمال المملكة، بالموازاة مع انتشار عدد كبير من مقاطع فيديو أليمة، توثق لعشرات المغاربة الذين يركبون “قوارب الموت” نحو الضفة الأخرى. الناطق الرسمي باسم الحكومة أشار إلى أن مقاطع الفيديو المتعلقة بالهجرة غير الشرعية تكون موضوع بحث من قبل المصالح الأمنية، كما أن هناك تعبئة لمصالح الإدارة الترابية والقطاعات المعنية للتصدي لشبكات الهجرة السرية. وحول مسؤولية الحكومة في وجود كل حالات الهجرة السرية هذه، قال الخلفي بأنها معنية “بمواصلة المجهود المرتبط بمعالجة الأسباب والإشكاليات التي تغذي الهجرة غير الشرعية وتنتجها”. المسؤول الحكومي جدد التأكيد على أن نشاط شبكات الاتجار في البشر بعدد من مدن الشمال أصبح أخطر من أي وقت مضى. ففي سنة 2018 تم تفكيك 74 شبكة من هذا النوع وحجز أزيد من 1900 آلية تستعمل في مجال تهريب البشر من زوارق مطاطية ودراجات مائية (جيتسكي) ومحركات مستعملة في الإبحار. على صعيد متصل، تشير تقارير إسبانية اطلعت “اليوم24” على البعض منها رسمية وغير الرسمية، إلى أن عدد المغاربة يصل إلى 1235187 مغربيا تقريبا. يتوزعون بين 250000 مغربي غير نظامي، و773478 يقيمون بطرق غير قانونية، وأكثر من 211709 مغربي حصلوا على الجنسية الإسبانية في السنوات ال17 الأخيرة. المجنسون يعتبرون أصلا في التقارير الرسمية إسبان.