المغاربة يزيحون الفنزويليين الهاربين من القمع والفقر في ظل حكم الديكتاتور مادرور، من عرش الشعوب الأجنبية الأكثر هجرة إلى إسبانيا سنة 2017 من أجل البحث عن حياة أفضل. هذا ما كشفه تقرير جديد أصدره المعهد الإسباني للإحصاء بخصوص المهاجرين الأجانب الذين انتقلوا للعيش في إسبانيا سنة 2017، وهو تقرير يصدر كل شهر يونيو سنويا. مصادر إسبانية أشارت إلى أن احتلال المغاربة المرتبة الأولى السنة الماضية، راجع إلى تعافي الاقتصادي الإسباني، إلى جانب الاحتقان الاجتماعي الذي يعرفه المغرب منذ سنة 2016، لاسيما بعد الاحتجاجات التي شهدتها بعض المناطق، مثل الريف، علاوة على ارتفاع البطالة وانسداد الأفق. هذا الارتفاع الواضح في عدد المغاربة الذين يهاجرون إلى إسبانيا في السنوات الأخيرة، أكده تحليل قامت به "أخبار اليوم" لأربعة تقارير أخيرة لنفس المعهد، تشير إلى أن 108 ألف مغربي هاجروا إلى الجارة الشمالية ما بين 2014 و2017. ويبرز التقرير أن 19919 مغربيا هاجروا إلى إسبانيا سنة 2014، فيما ارتفع العدد إلى 23960 سنة 2015، ليحافظ تقريبا على نفس الرقم سنة 2016 ب23889 مهاجرا، قبل أن يقفز العدد إلى 39847 سنة 2017. وبالمقارنة مع الشعوب الأخرى، يكشف تقرير 2017 أن المغاربة احتلوا المرتبة الأولى ب39847 مهاجرا، متبوعين بالكولومبيين ب34210 مهاجر، والفنزويليين ب31468 مهاجرا. فيما احتل المغاربة المرتبة الثانية سنة 2016 ب23889 مهاجرا، مسبوقين بالفنزويليين ب29623 مهاجرا، والكولومبيين في المرتبة الثالثة ب22424 مهاجرا، والرومانيين، رابعا، ب22212 مهاجرا. وفي سنة 2015 احتل المغاربة، أيضا، المرتبة الثانية ب23960 مهاجرا، مسبوقين بالرومانيين ب28899 مهاجرا، والإيطاليين في المرتبة الثالثة ب18574 شخصا، البريطانيين، رابعا، ب14882 شخصا، والفزويليين، خامسا، ب110529 شخصا. وإذا كان الفنزويليون يهاجرون إلى إسبانيا بسبب انتشار الفوضى والعنف وانعدام الأمن والقمع والفقر والهشاشة في البلد في ظل حكم الديكتاتور مادورو، فإن أغلب المغاربة، حسب مصادر إسبانية، هاجروا إلى إسبانيا بعد تعافي اقتصادها الذي تأثر بالأزمة الاقتصادية التي ضربتها سنة 2008، علاوة على الاحتقان الاجتماعي الذي تعيش عليه المملكة منذ سنة 2016، خاصة بعد اندلاع الاحتجاجات في الريف ومناطق أخرى، إلى جانب ارتفاع البطالة وانسداد الأفق، مما جعل العديد من الشباب، حتى الذي يعملون منهم، يهاجرون أو يفكرون في الهجرة. مصادر أخرى أكدت للجريدة أن القنصليات الإسبانية والفرنسية تتلقى طلبات عدة وبشكل غير مسبوق، مبرزة أن أغلب الشباب يقررون البقاء في أوروبا بدل العودة إلى المغرب، ضاربة المثل ببعض الشباب الذي سافروا لتشجيع المنتخب المغربي في روسيا، غير أنه بعد وصولهم إلى هناك حاولوا التسلل إلى الاتحاد الأوروبي. هذا وكانت وكالة الأنباء الإسبانية كشفت رقما مهولا، يؤكد أن عدد "الحرّاكة" المغاربة– ليست لديهم أوراق الإقامة- بإسبانيا بلغ إلى حدود الشهر الماضي 250 ألف شخص. تقارير أخرى اطلعت عليها "أخبار اليوم" تبرز أن عدد المغاربة بإسبانيا يصل إلى 1235187 مهاجرا. يتوزعون بين 250000 مغربي غير نظامي و773478 يقيمون بطريقة غير قانونية، وأكثر من 211709 مغربيا حصلوا على الجنسية الإسبانية في السنوات ال17 الأخيرة. المجنسون يعتبرون أصلا في التقارير الرسمية إسبان.