إسبانيا تحارب ارتفاع معدل الشيخوخة الذي سيتجاوز لديها 30% في أفق 2050، بتجنيس أكبر عدد من المهاجرين المغاربة، خاصة الشباب منهم. هذه المعطيات توضحها أرقام أوردتها وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، نقلا عن وزارة العدل الإسبانية، تكشف فيها أن عدد المغاربة الذي حصلوا على الجنسية الإسبانية في ال16 سنوات الأخيرة بلغ 211709 مجنسا. وتبين الأرقام، كذلك، كيف ان إسبانيا انتقلت من منح الجنسية ل1928 مغربي فقط سنة 2000 إلى منحها ل28505 مغربي سنة 2016، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ للمجنسين المغاربة سنة 2013 ب45754 جنسية، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المجنسين الأجانب في الجارة الشمالية. هذه الأرقام أثارت الكثير من النقاش في إسبانيا، لا سيما عودة المغاربة لاحتلال المرتبة الأولى في عدد المجنسين منذ 2013، إذ تحدثت العديد من التقارير الإسبانية عن كون عدد المتحدرين من المغرب في الجارة الشمالية يبلغ المليون نسمة، أكثر من 50 في المائة من مسلمي إسبانيا الذي يقدرون ب1.7 مليون. غير أن الأرقام الرسمية –لا تحين بشكل مستمر- تتحدث تقريبا عن 900 ألف متحدر من المملكة، إذا ما أضفنا رقم 211709 مجنس إلى رقم 680513 مهاجر مغربي يقيمون بطريقة شرعية بإسبانيا، دون احتساب المهاجرين المغاربة غير النظاميين. أرقام موازية سبق ونشرتها وكالة الأنباء "اوربا بريس" تكشف انه فعلا منذ سنة 2005 بدأت إسبانيا تركز على تجنيس المغاربة، إذ حصل 5555 مغربيا على الجنسية الإسبانية سنة 2005، و5690 مغربيا سنة 2006، و7864 سنة 2007، و8615 سنة 2008، و6683 سنة 2009، و10703 سنة 2010، و14427 سنة 2011، و16163 سنة 2012 و46547 سنة2013. هذا، علاوة على الأرقام الأخيرة التي أشارت إلى حصول 35000 مغربيا عليها سنة 2014، و19.904 في 2015، و28505 سنة 2016. هكذا تم تجنيس في ال11 سنة الأخيرة فقط 205656 مغربي. أرقام "إيفي" تكشف أن أكبر حالات تجنيس المغاربة سجلت في إقليم كتالونية، إذ فقط ما بين 2012 و2016 حصل 43644 مغربي على جواز السفر الإسباني، علما ان الجالية المغربية تمثل 1.3 في المائة من مجموع سكان كتالونية الذين يقدرون ب7.5 مليون نسمة. هذا ربما يفسر في محاولة إدماج حكومة كتالونية المغاربة في مخطط الحصول على المطالبة في الحصول على الاستقلال، خاصة أن منابر إعلامية إسبانية بمدريد سبق واتهمت حكومة كتالونية باستقطاب المغاربة لخدمة مشروعها الانفصالي. على صعيد متصل، ترفض الحكومة الإسبانية ربط تجنيس عدد كبير من المغاربة في السنوات الأخيرة بوجود سياسة معتمدة لمواجهة الشيخوخة التي يعاني منها المجتمع الإسباني، إذ أكدت مصادر من وزارة العدل الإسبانية ل"إيفي" ان الأمر يتعلق بتراكم عدد كبير من ملفات طلبات الحصول على الجنسية التي تقدم بها المغاربة منذ سنوات، حيث بدات الحكومة سنة 2013 عبر مخطط مكثف في معالجة هذه الملفات. غير أن تقارير معهد الإحصاء الإسباني ومراكز بحث أخرى تؤكد ان معدل الأشخاص فوق 65 سنة يتجاوز 18 في المائة وسيصل 30 في المائة سنة 2013، وان الحل هو تجنيس أكبر عدد ممكن من الشباب الأجانب. وتشير معطيات "إيفي" على أن المهاجرين المغاربة رغم الأزمة الاقتصادية التي عاشتها إسبانيا لم يعودا إلى المغرب بشكل نهائي، بل لقضاء العطلة الفقط، على عكس مهاجري أمريكا اللاتينية الذين عاد البعض منهم بشكل نهائي إلى بلدانهم الاصلية هروبا من الأزمة الاقتصادية. يشار إلى أرقام المكتب الأوروبي للإحصاء تبين أن المهاجرين المغاربة يحتلون المرتبة الأولى بين الأجانب في الحصول على الجنسية الأوروبي، لاسيما في دول مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا، علما ان عدد المغاربة في أوروبا يتراوح ما بين 3 و5 ملايين مهاجر.