يبدو أن الإجراءات الجديدة، التي اتخذتها الحكومة الإسبانية، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الخميس الماضي، من شأنها تعقيد وضعية مجموعة من المهاجرين المغاربة الراغبين في الحصول على الجنسية الإسبانية، إذ تنص الإصلاحات الأخيرة، التي طرأت على السجل المدني الإسباني، الرفع من تكاليف المساطر المتبعة للحصول على الجنسية، والتي ستصل إلى ما بين 1850 و3060 درهما حسب البلد الأصلي لكل مرشح، علاوة على توسيع الاختبارات لتشمل اللغة والثقافة ومعرفة بالدستور والمجتمع الإسبانيين، وهو الأمر الذي من المنتظر أن يصعب الطريق أمام مغاربة إسبانيا، خاصة وأن أغلبهم بالكاد يتحدثون اللغة الإسبانية، فكيف يمكن أن تكون لديهم معرفة بالدستور أو الثقافة الإسبانيتين. لهذا فإن الإجراءات الجديدة تستهدف المغاربة بشكل كبير، باعتبارهم أكبر جالية أجنبية بالجارة الشمالية، كما أنها الأكثر طلبا للجنسية الإسبانية. ووفقا للجرد الذي قام به الموقع للعدد المهاجرين المغاربة الحاصلين على الجنسية الإسبانية في السنوات العشر الأخيرة والذي وصل 141.977 فإن عددهم ظل في ارتفاع مستمر منذ سنة 2005 حيث حصل 5555 مغربيا على الجنسية الإسبانية، وكانت الارقام في السنوات الموالية على الشكل التالي : 5690 مغربيا سنة 2006، و7864 سنة 2007، و8615 سنة 2008، و6683 سنة 2009، و10703 سنة 2010، و14427 سنة 2011، و16163 سنة 2012 و46547 سنة2013، و19730 مغربيا سنة 2014، هكذا فإن عدد المغاربة الذين حصلوا على الجنسية الإسبانية تراجع سنة 2014 بأكثر من 55 في المائة مقارنة مع سنة 2013، وهو أكبر تراجع والوحيد من نوعه منذ سنة 2005. في حين أنه بلغ عدد المهاجرين الموريتانيين الذين حصلوا على الجنسية الإسبانية في السنوات العشر الأخيرة ال1707 شخصا، متبوعين بالجزائريين ب6391 شخصا، و590 شخصا من تونس. كما أنه من بين 25884 إفريقيا الذين حصلوا على الجنسية الإسبانية سنة 2014، حوالي 19730 منهم مغاربة أي 90 في المائة تقريبا. وبخصوص الجهات الإسبانية التي احتل فيها المغاربة المرتبة تصدروا فيها قائمة الحاصلين على الجنسية الإسبانية سنة 2014 نجد لإقليم كتالونية ب6465 مغربيا، والأندلس ب2504 مغربيا، وأراغون ب685 مغربيا، وجزر بالياريس ب4200 مغربيا، وكاستيا لامانشا ب1094 مغربيا، وفالينسيا ب2195 مغربيا، وإكستريمادورا ب258، ونافارا ب406، وريوخا ب245 مغربيا، في حين حصل على الجنسية الإسبانية تقريبا 300 مغربيا ينحدرون من المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، فيما احتل المغاربة الرتبة الثانية والثالثة في مدن أخرى.
يذكر أن ارتفاع عدد المغاربة الحاصلين على الجنسية الإسبانية في السنوات العشر الأخيرة مقارنة مع جاليات أخرى، من شأنه أن يجعل المغاربة يلعبون دورا مهما في الانتخابات المحلية والجهوية والبرلمانية في الجارة الشمالية، علما أنه من بين 20 ألف الذي حصلوا السنة الماضية (2014) عليها، 11679 منهم لديهم حق التصويت، دون الحديث عن السنوات السابقة؛ إلا أن الرقم يبقى محدودا إذا قورن بالمليون مغربي- حسب أرقام غير رسمية- الذين يعيشون فوق التراب الإسباني.