يؤكد ناشطون محليون أن الاحتجاجات التي تشهدها مدينة الحسيمة شمالي المغرب قد بدأت في الاتساع بعدما عدم جدوى خيارات الردع وأسلوب التجاهل أو استخدام العنف ولا حتى إخراج مسيرات مضادة، في حين تتهم السلطات المغربية وسائل الإعلام بممارسة التضليل وتصوير الحسيمة مدينة مشتعلة. ولأن الحراك الذي تعرفه المنطقة أخذ طابعا خاصا، ترى عضو بلدية الحسيمة سعاد الشيخي أن استقطاب فئات جديدة سيتواصل، وأن رقعة الاحتجاج آخذة بالاتساع، "فقد أبدع المحتجون طرقا سلمية في الاحتجاج بدءا بحمل الشموع والورود وانتهاء بالاحتجاج بطنطنة الأواني المنزلية، وهو ما جعله يمتد إلى العديد من المناطق والأقاليم المجاورة". وفي تصريح الجزيرة نت ، قال رئيس جمعية أمازيغ صنهاجة شريف أدرداك إن الدولة جربت جميع الخيارات الردعية من أجل إنهاء الحراك بالحسيمة، بدءا بسياسة التجاهل ومرورا باستخدام العنف، وصولا إلى إخراج مسيرات مضادة للحراك الشعبي، و"رغم ذلك، فإن رقعة الاحتجاجات تتسع يوما بعد يوم لتشمل مختلف قبائل الريف". تجاهل يعتقد أدرداك أن الدولة أخطأت عندما تجاهلت مطالب المحتجين بالحسيمة منذ اليوم الأول، حيث راهنت على عامل الزمن لطيّ صفحة هذه الاحتجاجات ونسيان مقتل محسن فكري ، لذلك عليها أن لا تستهين بما يحدث حاليا بالحسيمة. وينبّه أدرداك إلى أن اعتماد الدولة على الأعيان المحليين الذين يستفيدون من امتيازات وإكراميات مقابل خدمة مصالح السلطة المركزية على حساب مصالح السكان لن يجدي نفعا، حسب قوله. أما الشيخي فترى في حديث للجزيرة نت أنه رغم التنوع والتغير الذي يطرأ على مستوى الخطاب لناشطي الحراك، فإن هناك إجماعا على مستوى المطالب، وتمسكا بالوثيقة المطلبية التي المعلنة التي تتضمن مطالب اجتماعية عادية ومشروعة تستلزم الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل مناقشتها وتحديد المطالب العاجلة وفق الأولويات، كما تقول. وفي هذا السياق، قال أدرداك إن قادة الاحتجاجات لم يُستدعوا إلى الجلوس على طاولة الحوار طيلة فترة الحراك الذي تشهده المنطقة منذ أكثر من ستة أشهر. ولاحظ المتحدث أنه جرى تكليف وزارة الداخلية بهذا الملف رغم أن مطالب المحتجين ذات طابع اقتصادي واجتماعي "وهذا يدل على أن الدولة ما زالت تعتمد المقاربة الأمنية بعيدا عن المقاربة التنموية". وعن نتائج زيارات وزير الداخلية السابق والوزير الحالي للمنطقة، قالت الشيخي إن الحوار الحقيقي لم يفعل إلى الآن، كما لم تفتح قناة للحوار المباشر مع ناشطي الحراك. بينما يفسر أدرداك ذلك بغياب الثقة، فوزير الداخلية -يقول المتحدث- اجتمع فقط بالمنتخبين الذين لا يملكون قنوات اتصال مع المحتجين. ويضيف "هم لا يمثلون غالبية الساكنة نظرا لضعف نسبة المشاركة في الانتخابات، وكذا استعمال أغلبهم للمال السياسي لجذب الناخبين، فضلا عن كون فئة واسعة من الذين يقودون الاحتجاجات بالحسيمة لا يعترفون بالأحزاب". تضليل وتشير آخر التعليقات الرسمية على ما يحدث في الحسيمة وضواحيها إلى اتهامات مباشرة لوسائل الإعلام بممارسة التضليل، حيث نقلت وكالة الأنباء الرسمية بالمغرب عن والي جهة طنجةتطوانالحسيمة محمد اليعقوبي قوله إن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تصور الحسيمة مدينة مشتعلة "وهذا تضليل حقيقي، وتغليط لجمهور واسع، وتبخيس للجهود التنموية التي بذلتها الدولة في السنين الأخيرة". وقلّل المسؤول المذكور من أهمية الحراك الذي تعرفه المنطقة، معتبرا أنه لا فرق بينه وبين المظاهرات التي شهدتها مدن أخرى من المغرب "لكن المحرضين يحاولون إعطاء صورة خاطئة عن المنطقة التي عرفت استثمار حوالي 25 مليار درهم ( نحو 2.5 مليار دولار) خلال 12 سنة في برامج تنموية مختلفة بإقليم الحسيمة". نقلا عن الجزيرة نت