تجددت احتجاجات نشطاء مغاربة في منطقة الريف أقصى شمال البلاد، خصوصا في مدينة الحسيمة وجوارها ليل أمس، عبر شكل احتجاجي جديد أطلقوا عليه اسم "طن طن" أو "الطنطنة". وضجت عدد من مناطق الريف بأصوات قرع السكان والنشطاء على الأواني دفعة واحدة وفي وقت محدد، امتد مدة ربع ساعة ليل أمس، ترافق مع إطفاء الأنوار في كثير من المنازل والمحال التجارية والمقاهي. ويقول ناصر زفزارفي، أحد النشطاء الذين يتزعمون حراك منطقة الريف، إنهم من خلال احتجاج "الطنطنة"، وهو الصوت المزعج الذي يصدره قرع الأواني المختلفة، يرومون إيصال رسالة للدولة مفادها أنهم لا يعدمون الأشكال الاحتجاجية السلمية والذكية. واحتج قارعو الأواني، الذين خرجوا للتظاهر ربع ساعة ليل السبت الأحد تجاوبا مع نداء روجه نشطاء في مقطع فيديو، ضد ما سموه "عسكرة الريف"، أي تحويله إلى منطقة عسكرية من خلال حشد الأجهزة والعناصر الأمنية والعسكرية في الشوارع. ورأى طارق المشاشي، ناشط بنواحي الحسيمة، في تصريحات ل"العربي الجديد"، بأن هذا الشكل الاحتجاجي الجديد هو من ابتكارات نشطاء المنطقة الذين يصرون على خوض مختلف طرق الاحتجاج ووفق الناشط المشاشي، فإن "سكان الحسيمة وإمزورن والناظور وغيرها، جربوا الاحتجاج بمسيرة الشموع وإطفاء الأنوار، كما خاضوا مسيرة الورود، ومسيرة الأكفان، والآن قرع الأواني، وكلها أشكال احتجاجية تبغي هدفا واحدا هو تلبية مطالب التنمية ورفع التهميش عن الريف". وقال ناشطون من منطقة الريف "إن قرع الأواني أسلوب راق وحضاري للتعبير عن رفض السكان لسياسة الحصار التي ينهجها النظام السياسي القائم ضد أبناء الريف"، في حين اعتبر آخرون أن قرع الأواني مأخوذ من احتجاجات أميركا اللاتينية. وشهد الشكل الاحتجاجي الجديد نوعا من حياد القوات الأمنية الرابضة في عدد من كبريات شوارع الحسيمة، ولم يُسجل أي تدخل أمني ضد الناشطين الذين واصلوا ضرب الأواني في ساحات المدينة، كما انضم رواد المقاهي والمطاعم إلى الاحتجاج أيضا. وكانت أشكال احتجاجية سابقة في الحسيمة شهدت تدخلات أمنية يصفها الناشطون بالعنيفة، تهدف إلى فك الاحتجاجات بدعوى أنها غير مرخص لها، في حين يصرّ المحتجون على مواصلة المظاهرات التي انطلقت منذ مصرع بائع السمك محسن فكري في شاحنة للقمامة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.