استجابة للنداء الذي اطلقه نشطاء الحراك لشعبي بالحسيمة، عمّ ضجيج وصخب قوي ناتج عن قرع الأواني او ما يُعرف ب"الطاباج" وهو الشكل الاحتجاجي الذي خاضه الآلاف من المواطنين في مختلف المناطق الحضرية للاقليم وكذا بعض المداشر، ومناطق اخرى بالريف. هذه الطريقة الاحتجاجية، التي أطلق عليها باللفظ الملحي "طن طن"، جاءت رداً على الانزال الأمني الكبير الذي تعرفه منطقة الحسيمة، والتعامل الذي ابدته السلطات في الآونة الأخيرة مع بعض احتجاجات الحراك بمختلف مناطق الاقليم، حيث اتهم النشطاء السلطات ب"التضييق على الخرجات الاحتجاجية، وتسخير أشخاص لتنفيذ احتجاجات مضادة للحراك". وتحوّل هذا الشكل الاحتجاجي بعد ربع ساعة من قرع الأوني الى مسيرات عفوية، بكل من بني بوعياش وامزورن والحسيمة، جابت عدد من الشوارع على وقع شعارات تُندد ب"عسكرة المنطقة"، وأخرى تطالب بالاستجابة للمطالب التي رفعها الحراك. وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق الحراك الشعبي الذي تعرفه منطقة الريف، منذ وفاة بائع السمك محسن فكري، وهو الحراك الذي عرف في الآونة الأخيرة توسعاً كبيراً ليشمل مختلف حواضر وبوادي المنطقة، التي تتحدث لغة الاحتجاج، ضد الاقصاء والتهميش والحصار الاقتصادي الذي تتعرض له المنطقة، في الوقت الذي تحاول فيه الدولة منذ عدة اشهر احتواء هذه الاحتجاجت عبر اجراءات مختلفة، لم تُأتي أكلها لحدود المرحلة.