اتهم نشطاء الريف قوات الأمن بمحاصرة مدينة الحسيمة وضواحيها، مناشدين الجميع ب"التحرك العاجل من أجل فك الحصار على المنطقة وتحصين سلمية وحضارية الاحتجاجات"، بينما توعدت المصالح الأمنية بمتابعة من وصفتهم ب"المعتدين". وقالت "لجنة الإعلام و التواصل للحراك الشعبي بإقليم الحسيمة"، إن قوات الأمن قامت بإنزال لم تشهدها المدينة والإقليم منذ انتفاضة 58/59، متهمة الأمن ب"ممارسة التنكيل والقمع في حق النشطاء سواء بالمدينة قبل التحاقهم بساحة بكالا بونيطا، أو نشطاء الحراك الذين كانوا يتوافدون بالآلاف من كل مداشر الريف". وأوضحت اللجنة في بيان لها نشره ناصر الزفزافي، قائد الاحتجاجات بالحسيمة، أن عناصر الأمن "حاصروا كليًا الطرق الرابطة بين الدواوير ومدينة الحسيمة، واقتحموا المحلات التجارية والمقاهي، مع التنكيل بالمواطنين دون تمييز"، وذلك خلال محاولة النشطاء تنظيم وقفات بالحسيمة تخليدا للذكرى 54 لرحيل محمد بن عبد الكريم الخطابي. وأدانت اللجنة ذاتها، ما وصفته ب"القمع الوحشي" في حق المحتجين في كل من الحسيمة، تماسينت، تاركيست، أيث حذيفة، أيث عبد الله، بوكيدان، أمزورنو أيث بوعياش، محملة المسؤولية "لمسيري الشأن العام في هذا البلد لما قد يترتب عن هذا التدخل من ويلات عليهم". بالمقابل، قالت السلطات المحلية لإقليم الحسيمة، إن 27 عنصرا أمنيا أصيبوا اليوم الأحد، أثناء تعرضهم للرشق بالحجارة بعد تدخلهم لفض احتجاجات النشطاء بمنطقة "بوكيدارن"، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية. وأضاف المصدر ذاته، أن هذه الاحتجاجات "لم تستفي الشروط الواجبة قانونا لتنظيمها"، متهمة المتظاهرين ب"رشق قوات الأمن العمومي بالحجارة مما أسفر عن إصابة 27 عنصرا، وتعمدهم قطع الطريق العام"، مشيرة إلى أن السلطات العمومية "تدخلت في امتثال تام للضوابط والأحكام القانونية، لفض هذه التجمهرات وإعادة حركة السير والمرور". وتوعدت السلطات الأمنية المختصة المتظاهرين "بتحديد هويات الأشخاص المعتدين وترتيب الجزاءات القانونية في هذا الشأن"، مشيرة إلى أنها فتحت بحثا في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة، حسب ما نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء. واتهم المحتجون قوات الأمن بالاعتداء عليهم وشن حملة اعتقالات في صفوفهم، مشيرين إلى أن الأمن منعهم من التظاهر في مختلف أرجاء المدينة وضواحيها، اليوم الأحد، تخليدا للذكرى 54 لرحيل رمز المقاومة الريفية في عهد الاستعمار، محمد بن عبد الكريم الخطابي، ومواصلةً لاحتجاجاتهم المطالبة برفع ما يعتبرونه "عسكرة الريف". وأوضح عدد من نشطاء الحراك، أن قوات الأمن طوقت مختلف الساحات بالمدينة، ومنعت متظاهرين من مناطق تماسينت وامزورن وبوكيدان من دخول الحسيمة للمشاركة في الاحتجاجات، مشيرين إلى أن سيارات الأمن وقاذفة المياه تطوق ساحة "كاربونيطا" القريبة من المحطة الطرقية، حيث كان يعتزم النشطاء تنظيم احتجاجاتهم اليوم. وكشفت مصادر "العمق"، أن المواجهات لازالت مستمرة بين قوات الأمن والمتظاهرين بمنطقة "بوكيدارن"، مشيرة إلى أن عناصر الأمن يتعقبون النشطاء في الأحياء.