منعت قوات الأمن بمدينة الحسيمة، نشطاء "حراك الريف" من التظاهر في مختلف أرجاء المدينة وضواحيها، اليوم الأحد، تخليدا للذكرى 54 لرحيل رمز المقاومة الريفية في عهد الاستعمار، محمد بن عبد الكريم الخطابي، ومواصلة لاحتجاجاتهم المطالبة بما يسمونه "رفع العسكرة عن الريف". وأوضح عدد من نشطاء الحراك، أن قوات الأمن طوقت مختلف الساحات بالمدينة، ومنعت متظاهرين من مناطق تماسينت وامزورن وبوكيدان من دخول الحسيمة للمشاركة في الاحتجاجات، مشيرين إلى أن سيارات الأمن وقاذفة المياه تطوق ساحة "كاربونيطا" القريبة من المحطة الطرقية، حيث كان يعتزم النشطاء تنظيم احتجاجاتهم اليوم. قاد الاحتجاجات في الحسيمة، ناصر الزفزافي، اتهم حزب الأصالة والمعاصرة بالانخراط في صفوف من وصفهم ب"القوى القمعية"، متهما زعيم الحزب إلياس العماري بالخيانة، كما هاجم باقي الأحزاب التي سماها ب"الدكاكين السياسية المخزنية" بسبب صمتها المطبق تجاه ما يقع من قمع وترهيب للمتظاهرين السلميين والحضاريين، وفق تعبيره. وأوضح الزفزافي في تدوينة على حسابه بفيسبوك، أن تعرض للضرب رفقة نشطاء آخرين من طرف ضابط أمن برتبة رائد، مشيرا إلى أن الأمن حاول اعتقاله، مشيرا إلى قوات الأمن تطارد المحتجين في شوارع الحسيمة وتعتدي عليهم، حسب قوله. وناشد المتحدث جميع النشطاء "بضبط النفس والحفاظ على سلمية الحراك "، مطالبا بتأجيل التظاهر تفاديا للاصصدام مع الأمن، قائلا في هذا الصدد: "سلمية حراكنا أظهر للعالم أن هذه الدولة هي دولة مخزنية قمعية"، مهددا بفضح ما وصفها باعتداءات الأمن ضد المحتجين عبر مقاطع فيديو. وكان نشطاء ما يعرف ب"الحراك الشعبي" بالريف، قد دعوا عبر حسابهم بموقع التواصل الاجتماعي، إلى مظاهرات شعبية اليوم الأحد، لعرض الملف المطلبي على المواطنين وتخليدا لذكرى وفاة محمد عبد الكريم الخطابي. وأفاد نشطاء أن مواجهات وقعت في بعض المناطق بين قوات الأمن ومتظاهرين، خلف إصابات في الطرفين واعتقال عدد من النشطاء، حيث أوضح شهود عيان أن الأمن تدخل بقوة لمنع المحتجين من التظاهر في إمزورن وبوكيدان، فيما واجه بعض المحتجين رجال الأمن بالحجارة. إلى ذلك، حمل القيادي عن حزب الاتحاد الاشتراكي، مكي الحنودي، مسؤولية "قمع" المحتجين إلى المسؤولين الأمنيين، وقال في تدوينة : "أنتم من حولتم بقمعكم تظاهر واحتفال سلمي إلى انتفاضة جارية الآن، فلتتحملوا مسؤولية الآتي"، معتبرا الاحتفال بذكرى رحيل الخطابي بأنه "ليس جريمة". وأضاف رئيس جماعة لوطا بالحسيمة بالقول: "تضامني المطلق مع المتظاهرين سلميا بالحسيمة ونواحيها، واحتج بشدة على القمع والمطاردات العبثية"، وتابع قوله: "اعقلوا جحافلكم واتركوا الشباب يعبرون بسلمية عن مطالبهم ، وإلا تحملوا مسؤولية التبعات والتداعيات ". ويأتي هذا الاحتجاج، بعد أزيد من شهر على التدخل الأمني في حق متظاهرين كانوا يستعدون لخوض اعتصام مفتوح داخل الساحة الكبرى وسط الحسيمة احتجاجا على ما اعتبروه "احتلالا" للساحة لإنشاء معرض للصناعة التقليدية الغرض منه إبعاد المحتجين من الساحة التي يتخذونها مكانا لأشكالهم الاحتجاجية.