التأم العشرات من شباب الحسيمةوالناظور والنواحي بساحة التحرير، وسط مدينة الناظور، رافعين شعارات مطالبة برفع التهميش و"الحكرة" عن المنطقة، مشددين على ضرورة الكشف عن نتائج التحقيق في مقتل "سمّاك الحسيمة" محسن فكري، رافعين أعلاما لجمهورية الريف وأخرى أمازيغية. واتهم النشطاء السلطات بحشد من أسموهم "البلطجية" ل"نسف الحراك وخلق البلبلة في صفوف المحتجين"، مشددين على استمرارهم في الخروج إلى الشارع بغاية تحقيق المطالب المرفوعة. وأكد النشطاء القادمون من مدينة الحسيمة على أن انتقالهم إلى مدينة الناظور، ومجموعة من المناطق الأخرى، يروم توسيع رقعة التفاعل مع الاحتجاجات، لتشمل جميع مناطق الريف. ناصر الزفزافي، أحد قادة الحراك في الحسيمة، وفي كلمته أمام الحاضرين، اعتبر أن "النظام الحاكم لا يقوم بتنمية المنطقة وإنما بحصارها"، مشددا على أن "المحتجين بالشارع خرجوا للإعلان عن رفضهم للحكرة والتهميش". واعتبر الزفزافي أن الأحزاب، التي وصفها ب"الدكاكين السياسية"، هي "متورطة في التهميش الذي تعرفه المنطقة" التي أكد على أن "اقتصادها قوي دون أن ينعكس على مستوى معيشة قاطنيها"، منتقدا مدبري الشأن العام المحلي. ودعا المتحدث نفسه ساكنة الريف إلى ترك الخلافات جانبا والانخراط في الحراك، وعدم الاكتفاء بالتضامن بمواقع التواصل الاجتماعي، معتبرا أن "الخروج إلى الشارع يبقى الحل الأوحد لتحقيق مطلب الحرية والكرامة والعدالة والاجتماعية". في المقابل، خرج متظاهرون آخرون إلى الساحة ذاتها وسط مدينة الناظور، معبرين عن رفضهم للاحتجاجات الشعبية، ومعتبرين أنها "تدعو إلى الفتنة"، مشددين على "ضرورة الحفاظ على الاستقرار الذي يعرفه المغرب". ولم تخلو الوقفتان من مناوشات بين الجانبين؛ حيث تطورت إلى تبادل للضرب مع تسجيل إصابات في صفوف "نشطاء الحراك"، في غياب للقوات الأمنية التي ظلت عناصرها بزي مدني تراقب الوضع من بعيد، قبل أن يتحرك المنخرطون في "حراك سمّاك الحسيمة" في مسيرة جابت مختلف شوارع المدينة. أحد المحتجين تعرض للضرب بآلة حادة على مستوى فخذه، ما تطلب نقله صوب مستعجلات المستشفى الإقليمي الحسني، ليتم رتق جرحه ويغادر المستشفى. مسيرة المحتجين توقفت أمام مقر المنطقة الإقليمية للأمن؛ حيث رددوا شعارات هناك قبل أن يظهر أمنيون من رتب مختلفة عملوا على تأمين مقر الإدارة الأمنية، فيما حمّل النشطاء المسؤولية لعناصر الشرطة في ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع، مطالبين بفتح تحقيق فوري في الاعتداءات التي طالت المحتجين، وتوقيف الفاعلين. واختتمت المسيرة، بعد مغادرة نشطاء الحراك بالحسيمة، باتخاذ قرار معاودة الخروج إلى الشارع يوم الجمعة القادم للتنديد بما أسموه الاعتداء الذي طال المحتجين.