بشعارات مؤكدة على سلمية الحراك ومنددة باستمرار "عسكرة الإقليم" ومطالبة بالتنمية الحقيقية، وفي غياب تام للعناصر الأمنية، انطلق تخليد أربعينية "سماك الحسيمة" محسن فكري، وسط ساحة محمد السادس بمدينة الحسيمة. متضامنون من مدن عدة قصدوا المدينة لتخليد أربعينية محسن فكري، رفعت خلالها شعارات تطالب بكشف نتائج التحقيق ومعاقبة المتورطين، قبل أن يعلن نشطاء الحراك التحرك في مسيرة في حالة استمرار منع الوفود من الوصول إلى المدينة؛ حيث منحوا وزير الداخلية عشر دقائق للسماح للجميع بالالتحاق بساحة محمد السادس، وهو ما تم بعد لحظات، وفق ما أوردوه من منصة التظاهرة. ناصر الزفزافي، أحد نشطاء الحراك، أكد، في ندوة صحافية وسط الساحة، أن الاحتجاج بالشارع سيستمر، معلنا التصعيد في حالة عدم الاستجابة للمطالب المرفوعة، رافضا الكشف عن الخطوات المستقبلية، وقال: "لسنا أغبياء لنعلن للمخزن عن خططنا". المتحدث أكد، بعد قراءة تقرير عن تحركات النشطاء منذ مقتل "سماك الحسيمة"، أن أشخاصا حاولوا مساومته للتراجع عن الخروج إلى الشارع والاحتجاج، مشددا على أنه لن يقبل بالمساومات، في حين لم يكشف هويات الأشخاص أو الجهات التي ترتبط بما ذكره. النشطاء الذين اعتلوا منصة الساحة أكدوا على ضرورة الكشف عن مسار التحقيقات في قضية مقتل "سماك الحسيمة" ونتائجها وتقديم المتورطين الحقيقيين للمحاكمة، وزادوا: "نرفض أكباش الفداء"، مركزين على توجيه سهام النقد إلى وزير الداخلية. وانتقد المتحدثون أمام الجماهير قرار إلغاء مجانية التعليم، معتبرين أن ذلك يمس الفئات الضعيفة دون غيرها، منتقدين ما أسموها ب"دولة القائد"، محملين الدولة مسؤولية ما يقع في المنطقة، وفي المغرب عموما. وبعد رفع الشعارات، شرع المحتجون الحاملون لأعلام الجمهورية الريفية والأمازيغية، في إطلاق صافرات الاستهجان، معلنين الغضب من عدم الاستجابة لمطالبهم الاجتماعية المرفوعة منذ مقتل "سماك الحسيمة" محسن فكري قبل أربعين يوما من الآن. بعد ذلك، انطلقت حشود المحتجين في مسيرة ضخمة فاقت التوقعات، جابت مختلف شوارع الحسيمة رافعة شعارات من قبيل "حقوقي حقوقي دم في عروقي لن أنساها ولو أعدموني"، "الشهيد خلاّ وصية لا تنازل على القضية"، "فكري ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، "كرامة حرية عدالة اجتماعية". متابعون للحراك قدروا عدد المشاركين في المسيرة بالآلاف، مؤكدين أنه يصعب تدقيق عدد الحشود التي جابت شوارع الحسيمة بنظام وانتظام، مؤكدين على تشبتهم بالتنمية الحقيقية والكرامة والحرية.