بعد أسبوع من تشييع جنازة الفقيد محسن فكري الذي قُتل "طحنا" داخل شاحنة للنفايات بمدينة الحسيمة، لازال الحراك الاحتجاجي الذي تمخض عن هذه الحادثة متواصل بمختلف ربوع منطقة الريف، حيث خرجت اليوم الأحد 06 نوفمبر الجاري، إحتجاجات بكل من الدريوش وإمزورن وبوكيدارن. وإستجابة لنداء إئتلاف شباب الدريوش، خرج العشرات من المتظاهرين في مسيرة إحتجاجية، إنطلقت من ساحة المقاومة لتجوب مجموعة من شوارع المدينة، على إيقاع شعارات تُطالب برفع "التهميش" و"الحكرة" و"الحصار الاقتصادي" عن منطقة الريف، ومعاقبة كل المتورطين في حادثة مقتل تاجر السمك محين فكري، وغيرها من الشعارات التي يتقاسمها المحتجون في مختلف التظاهرات التي تشهدها المنطقة منذ آواخر أكتوبر الماضي. واختتمت هذه الخرجة الاحتجاجية بكلمات تناوب على القاءها مجموعة من النشطاء والفعاليات بمدينة الدريوش، أجمعوا خلالها على الاشادة بالحراك الاحتجاجي الحضاري الذي تعرفه منطقة الريف، مُشدّدين على ضرورة إستمراره إلى غاية تحقيق المُبتغى. وفي إمزورن تميّزت خرجة اليوم أو بالأحرى خرجات اليوم، بالتخبط والتشرذم، حيث عرفت المدينة أشكال احتجاجية متفرقة فَصَلت بينها نزاعات وتدافعات "ضيقة" بين النشطاء، وجمعت بينها وحدة الشعارات. وكان لهذا التشرذم آثر واضح على هذا اليوم الاحتجاجي، تجلى في الاستجابة والتفاعل الضغيف الذي أبداه المواطنين مع الاحتجاجات، حيث تجمع بعض العشرات فقط من المحتجين في ساحة 24 فبراير، فيما تجمع نفس الكم من المتظاهرين في الساحة الجديدة لإمزورن. التجمع الذي احتضنته ساحة 24 فبراير، اختتم هناك بكلمة لاحد النشطاء أكد خلالها على الرفض القاطع للسياسات التي تنهجها الدولة مع المنطقة، والتشبث بخيار الاحتجاج ضد هذه السياسات، ليُعلن عن رفع الشكل الاحتجاجي، فيما إختار المتظاهرين في الجانب الآخر تتويج تجمعهم بمسيرة اتجهت صوب بلدة بوكيدارن التي كانت بدورها تشهد وقفة إحتجاجية، إلتئم فيها المتظاهرين، واختتمت هناك بكلمات ألقاها بعض النشطاء، وفي هذا الصدد لنتقد أحد النشطاء ما أسماه ب"مركزة الاحتجاجات" في اشارة إلى الخرجات الاحتجاجية الأخيرة بمدينة الحسيمة. وفي السياق ذاته أثار هذا التشرذم الذي أبداه نشطاء الحركة الاحتجاجية بإمزورن، رودو أفعال على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّرت مجموعة من التدوينات على الفضاء الأزرق، عن رفضها لتجزيء الاحتجاجات وتقسيمها، وتوظيف خطابات التهجّم والتخوين في هذه المرحلة الحساسة التي تفرض رص الصفوف وتوحيد الكلمة، كما شدّدت التدوينات ذاتها على ضرورة ترك التدافعات السياسية والايديولوجية والنزاعات الشخصية وردود الأفعال النفسية جانباً، وعدم توظيفها في هذا الحراك الذي فجّرته قضية تبقى إنسانية في المقام الأول. دليل الريف