استنفرت الاحتجاجات التي تشهدها منطقة الريف، السلطات الأمنية على المستوى الوطني، التي عملت على ايفاد تعزيزات أمنية مكثفة نحو المنطقة وبالأخص اقليمالحسيمة. وشهد اقليمالحسيمة، طيلة أيام الأسبوع الماضي توافد تعزيزات أمنية مكثفة، من قوات الدرك الملكي والدرك الحربي والقوات المساعدة وفرق التدخل السريع، وكذا القوات المسلحة الملكية، حيث اكتضت مختلف الثكنات بعناصر القوات العمومية، فيما بدت مظاهر التواجد الأمني غير العادي واضحة في شوارع مدينة الحسيمة، وفي محيط مقرات الشرطة لاسيما المقر الاقليمي وسط مدينة الحسيمة. ومنذ يوم الأحد الماضي بدأت السلطات الأمنية، تُفعّل تواجد قواتها في محيط الاحتجاجات بمختلف مناطق الريف، حيث عملت يومه الأحد على تطويق تظاهرة احتجاجية ببلدة آيث قمرة، وكذا منع مسيرة بمدينة الناظور، دون أن استعمال العنف. نفس التعامل جسّدته السلطات الأمني ببني بوعياش أمس الاثنين، حيث عرفت المدينة انزال أمني مكثف في محيط الساحة الجديدة، قبل أن تتحوّل صوب محيط "السكن الشعبي" حيث نظّم هناك العشرات من النشطاء وقفة احتجاجية، وسط ترقب أمني دون أن تتدخل القوات العمومية لفض هذا الاحتجاج، وهو السيناريو نفسه الذي تكّرر في مدينة الدريوش حيث تدخلت القوات الأمنية لتطويق تظاهرة احتجاجية، دون أن تستعمل العنف. وفي بلدة أجدير باقليمالحسيمة، حجّت عشية اليوم الثلاثاء 02 ماي الجاري، تعزيزات أمنية مكثّفة بالتزامن مع وقفة احتجاجية دعت اليها لجنة الحراك الشعبي بأجدير، أمام مقر البلدية، حيث راقبت القوات الأمنية التظاهرة عن كثب دون أن تتدخل، كما هو الشأن كذلك في جماعة النكور التي عرفت بدورها وقفة احتجاجية وسط حضور أمني مكثف. وبالموازاة مع هذا التواجد والاستنفار الأمني الشديد، تعرف رقعة الاحتجاجات توسعاً في مختلف مناطق الريف، حيث برزت مواقع احتجاج جديدة، كتفرسيت واكزناية وقاسيطة، في الوقت الذي تستمر فيه الاحتجاجات بعدد من المناطق الأخرى كايث قمرة وايث حذيفة وتماسينت وتمسمان وبودينار وابن الطيب...، فيما اختار نشطاء الحسيمة المدنية تعليق خرجاتهم الاحتجاجية في ظل هذا الانزال الأمني الذي ركّز تواجده بالأساس في هذه المدينة. ويرى متتبعون أن هذا التواجد الأمني المكثف في محيط الاحتجاجات يُشكّل بداية لتعامل جديد من السلطات مع احتجاجات الحراك الريفي لاسيما بمركزه الحسيمة، بعد أن استمرت احتجاجات هذا الحراك لأزيد من ستة أشهر وتمدّدت غرباً وشرقاً في منطقة الريف، ولم يخفي عدد من المتتبعين توجّسهم من وقوع اصطدامات بين المحتجين والقوات العمومية، في ظل استمرار هذا الاستنفار الأمني من جهة والاحتجاجات التي تتخذ طابعا مشحونا أحياناً من جهة ثانية.