تعيش مدينة الحسيمة والمناطق المجاورة على وقع توتر خطير، اثر أحداث الشغب التي أحدثتها الجماهير المرافقة لفريق الوداد البيضاوي، بعد انتهاء مبارة هذا الأخير مع فريق شباب الريف الحسيمي. وكانت جماهير محسوبة على الفريق البيضاوي، قد انخرطت في أعمال شغب وتخريب مباشرة بعد انتهاء المبارة المذكورة، حيث زحفت على شوارع مدينة الحسيمة، مُخلّفة خسائر مادية طالت سيارات وممتلكات المواطنين. وانتقلت أحداث الشغب إلى المحطة الطرقية للحسيمة، حيث استأنفت هناك جماهير الفريق الأحمر، أعمال التخريب والاعتداء على الموطنين وممتلكاتهم. وبعد أن تمكنت القوات العمومية من ادخل جماهير الوداد الى بهو المحطة الطرقية وتطويقهم هناك، اندلعت مواجهات عنيفة بين مجموعات من المواطنين بالحسيمة والقوات العمومية، حيث لم تستسغ الجماهير الحسيمية الغاضبة الطريقة التي تعامل بها الأمن مع جماهير الوداد أثناء إحداثها لأعمال الشغب، واتهموا في هذا الصدد السلطات الأمنية ب"التساهل" وفسح المجال لجمهور كازا الأحمر لتخريب ممتلكات المواطنين. واستمرت المواجهات لأزيد من ساعة في محيط المحطة الطرقية "كلابونيتا"، حيث استعمل الشبان الغاضبون الذين كانوا يرفعون شعارات احتجاجية، الحجارة وهي نفس الوسيلة التي كانت ترد بها القوات العمومية، مما تسبب في إصابات متفاوتة الخطورة. وفي معمعان هذا التوتر أحرق مجهولون سيارة من النوع الكبير، إضافة إلى حافلة لنقل المسافرين يُفترض انها كانت تقل الجماهير البيضاوية، قرب محطة "كلابونيتا". ويشهد قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس، حالة استنفار قصوى، حيث تتقاطر عليه العشرات من حالات الجرحى، وسط تواجد أمني مكثف، بعد أن تجمهر في محيط المستعجلات العشرات من المواطنين، الذين انفجروا في وجه العناصر الأمنية احتجاجاً على "تهوان" السلطات في تعاملها مع جمهور الوداد. وعلى طول الطريق الوطنية رقم 2 من الحسيمة الى بني بوعياش، تجمهر العشرات من الشبان بأجدير وامزورن وغيرها على شكل مجموعات متفرقة أغلبهم ملثمين، حيث يعملون على توقيف اي سيارة لا تحمل لوحة ترقيم تابعة للحسيمة، مستفسرين عن هوية ركابها، وذلك بحثاً عن جمهور الوداد، هذا في الوقت الذي رفعت فيه السلطات الأمنية جميع حواجزها من الطريق. وفي الوقت نفسه لازالت التعزيزات الأمنية تتوافد على مدينة الحسيمة، حيث استنفرت السلطات الأمنية جميع ثكناتها، لتعزيز تواجدها بالحسيمة، كما عملت على تفعيل انزال أمني مكثف بأجدير. ولازال جمهور الوداد لحدود اللحظة متواجد ببهو المحطة الطرقية، وسط توتر كبير في محيطها، حيث تسارع السلطات الأمنية الزمن لإيجاد مخرج آمن للجمهور لمغادرة المنطقة، لاسيما في ظل تواجد شبان غاضبون على طول الطريق الوطنية رقم 2، وهو ما حذا بالسلطات الى الاحتفاظ بالجمهور البيضاوي داخل المحطة تفادياً لحدوث "الانتقام" من جانب الجماهير الحسيمية الغاضبة.