شهدت مجموعة من شوارع مدينة أكادير أحداث عنف غير مسبوقة، أسفرت عن تحطيم العشرات من السيارات والحافلات وأثارت حالة من الهلع والرعب في عدد من الأحياء المجاورة لملعب أدرار شمال شرق المدينة، حيث انطلقت شرارة الأحداث بعد أن عمد مجموعة من الشبان إلى رشق جمهور الوداد الذي خرج مشجعوه للاحتفاء بلقب البطولة، إذ تم استهدافهم بالحجارة ومختلف أدوات التخريب. أحداث الشغب العنيفة حولت أحياء الداخلة والهدى والسلام والقدس إلى ساحة حرب حقيقية، إذ ملأت الحجارة الطرقات وزجاج السيارات، كما عمد أصحاب المقاهي إلى إغلاق محلاتهم خوفا من تعرضها للتخريب. ومن بين الحوادث المؤسفة التي شهدتها مدينة أكادير عشية يوم السبت السادس عشر من ماي الجاري الهجوم الذي تعرضت له حافلة للنقل العمومية حيث تم تكسير زجاج النوافذ وإثارة حالة من الرعب والهلع في صفوف ركابها اللذين كان من بينهم سياح أجانب، إذ وثقت كاميرات الركاب صعود أحد الشبان إلى الحافلة قبل أن يمعن في التكسير والتخريب. أحداث العنف والتخريب انطلقت مباشرة بعد انتهاء المباراة حيث استهدفت حافلات النقل الحضري التي نالت نصيبها من التخريب حيث تظهر الصور التي تم تداولها على أوسع نطاق حجم التخريب الذي ألحقه مجموعة من الشبان والمراهقين اللذين صبوا جام غضبهم على زجاج السيارات والحافلات. هذا وقد شوهدت أعداد من رجال الأمن وأفراد من القوات المساعدة التي دشنت تدخلا من أجل الحيلولة دون امتداد أعمال الشغب إلى أحياء أخرى وكذا للحد من تداعيات هذه الأحداث خاصة بعد اتسعت دائرة الأضرار التي لحقت المحلات والسيارات والممتلكات العامة، حيث لم يسلم العديد من المواطنين من مناوشات الجموع الغاضبة من المشجعين. وتبعا لذلك علمت «المساء أن المصالح الأمنية على مستوى ولاية أمن أكادير قد وفرت أزيد من ثلاثة ألاف من عناصر الأمن وقوات التدخل السريع وأفراد من القوات المساعدة من أجل تأمين ظروف أمثل للمباراة، إلا أن ذلك لم يحل دون وقوع انفلات أمني تم تطويقه بعد ذلك خاصة وأن إنزالا أمنيا كثيفا قد شوهدا على امتداد شارع عبد الرحيم بوعبيد كما أن الحافلات التي كانت تقل جمهور الوداد البيضاوي قد تم تخصيص ممر خاص بها بعيدا عن المحاور الطرقية التي تمر وسط المدينة من أجل أن تغادر نحو الطريق.