عاكست مجموعة من المظاهرات بعدة مدن مغربية، التوجه العام، الذي رسمته حركات 20 فبراير، فبعدما شهدت مدن عديدة تنظيم مظاهرات سلمية حضارية، دعت إلى تحقيق عدة مطالب من قبيل محاربة الفساد، وحل الحكومة والبرلمان بمجلسيه، والإصلاح السياسي، ووضع دستور ديمقراطي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وختمت دون تسجيل أي مظاهر للعنف أو التخريب، سجلت مظاهرات أخرى في مدن تطوانوالعرائش وطنجة وصفرووالحسيمةومراكش ، وقوع حوادث مؤسفة شاذة، وصلت إلى حد سقوط قتلى، فبعدما انطلقت التظاهرات بالمدن المذكورة في أجواء سلمية، عمد أشخاص أجمع شهود عيان على أنهم مراهقين وشباب طائش، إلى ممارسة أعمال تخريب وسلب ونهب طالت عددا من المنشآت العمومية والخاصة، كما طالت ممتكات المواطنين، مخلفة جوا من الرعب في نفوس المواطنين الذين استنكروا بشدة هاته الأعمال التخريبية. الحسيمة: 5 قتلى في محاولة سرقة وكالة بنكية بعد إضرام النار فيها أفادت مصادر ل''التجديد'' سقوط قتلى عند محاولتهم سرقة وكالة بنكية بعد إضرام النار فيها، إلى ذلك تحولت مدينة الحسيمة أول أمس الأحد إلى ساحة حرب بين آلاف المتظاهرين وقوات الأمن والقوات المساعدة، وأوضح شهود عيان أن شبابا أغلبهم في العشرينات من العمر من الذين استغلوا مسيرة 20 فبراير، عاثوا في المدينة فسادا بعد اعتدائهم على الممتلكات العامة والخاصة، مما تسبب في الرعب والهلع في صفوف المواطنين والمواطنات، وقد عمد المحتجون إلى إحراق ثلاث سيارات أمن من نوع بارتنير، وسيارة رباعية الدفع في ملكية نيابة التعليم، كما قام بعض المحتجين الذين ينحدرون من مناطق بني بوعياش وإمزورن وبوكيندار بإحراق ثلاث وكالات بنكية تابعة لكل من البنك الشعبي والقرض العقاري والسياحي والتجاري وفابنك، كما رشقوا مقر الأمن الإقليمي للأمن بالحجارة، واقتحم البعض منهم بعض المكاتب، ونهبوا آلات ووسائل عمل لها علاقة بمدونة السير. كما قاموا بعد ذلك بمهاجمة مقري البلدية وباشوية الحسيمة، حيث أضرموا النار في المؤسستين، وتحدثت المصادر عن إتلاف وثائق مكتب له ارتباط بالجمعيات والنقابات المهنية. وفي السياق ذاته، تمت مهاجمة أحد الفنادق قبل أن يعمد المخربون إلى إضرام النار في بعض جنباته. وقد أكدت المصادر، أن أبناء مدينة الحسيمة لزموا الصمت، مستنكرين ما حدث من طرف العناصر المخربة التي لا علاقة لها بالمدينة، خصوصا خلال إحدى الفترات التي غاب فيها رجال الأمن. كما أوضحت لجنة الدفاع عن الحسيمة أن ما حدث من تخريب للممتلكات وقع على يد أناس غرباء عن المدينة، ودعت اللجنة في بيان حصلت ''التجديد'' على نسخة منه إلى التصدي لما أسمته بالبلطجية هدفها زرع الرعب بين سكان الحسيمة. إلى ذلك أكد شهود عيان آخرين أن قوافل الإمداد حلت بالمدينة قادمة من مدينة تازة ضمت عناصر من القوات المساعدة وقوات التدخل السريع. العرائش: نهب قرابة عشر وكالات بنكية وحرقها وبالعرائش، تعطلت الدراسة أمس، وسادت موجة من الهلع والخوف في صفوف المواطنين، على إثر أحداث التخريب والشغب التي عرفتها المدينة يوم الأحد 20 فبراير، حيث تحولت المسيرة التي بدأت سلمية إلى فوضى عارمة بعد وقوع انفلات أمني حقيقي، استغلته بعض العناصر التي قيل إن بعضها من ذوي السوابق وينحدر أغلبهم من براريك بضواحي المدينة مدججين بالسيوف، حيث تم نهب قرابة عشر وكالات بنكية وحرقها، كما تم تخريب مفوضية الشرطة، ونهب شركة الكهرباء وجميع وكالاتها، وفي السياق ذاته، هاجم المخربون إدارة الجمارك بالمدينة، وقاموا بالسطو على جميع المحجوزات من مخدرات وسجائر وخمور، وطال التخريب جميع الحواسيب والتجهيزات المكتبية، كما هاجم آخرون بناية اتصالات المغرب، وقاموا بالسطو على جميع التجهيزات، فيما قام آخرون بالهجوم على بعض الحانات وسرقة قنينات الخمر التي لعبت بعقولهم بعد أن شربها بعضهم، مما ساهم في المزيد من الجرائم كتكسير واجهات بعض المقاهي والمحلات التجارية والسيارات، وذكر شاهد عيان من المدينة، أن عمليات التخريب والنهب استمرت إلى ساعات متأخرة من صباح أمس، دون أي تدخل أمني، باستثناء تحليق 3 طائرات مروحية لفترة وجيزة على مسافة قريبة، قبل أن تغادر. طنجة: إضرام النار بمؤسسات وسيارات في الشارع العام الوضع ذاته، عاشته مدينة طنجة، والتي شهدت أعمال شغب وتخريب بأهم شوارع المدينة، وسط استنكار شعبي كبير، حيث قام المخربون حسب موقع طنجة نيوز بإضرام النار بالطابق الأرضي لوكالة أمانديس الرئيسية، وفي الطابق الأرضي للوكالة الرئيسة للبنك الشعبي، وفي واجهة وكالة مديتيل بشارع باستور. وبإلحاق أضرار كبيرة بمقر الوقاية المدنية ببلاص موزار بعد رشقه. كما قام المخربون بإحراق سيارتين قرب بنك المغرب بشارع محمد الخامس، وإحراق سيارتين قرب ولاية أمن طنجة، وتكسير واجهة الفنادق (الريف، شهرزاد، ميرامار، والموحدين)، وتكسير واجهة جل الملاهي الليلة الموجودة بمنطقة البلايا، وقلب عدد من السيارات بمنطقة البلايا قدر عددهم ب ,6 ورشق الوكالة الرئيسية لبريد المغرب، وتكسير الواجهة الأمامية لعدد من المحلات التجارية والمقاهي بشارعي محمد الخامس وباستور، والسطو على عدد من المحلات التجارية بشارع باستور، والسطو على أحد الملاهي الليلية. تطوان: تخريب مقر ولاية الأمن وعدد من الأبناك والمتاجر أجواء مماثلة عاشتها مدينة تطوان، حيث تحولت المسيرة التي بدأت سلمية إلى فوضى، حيث تم تخريب كل من شركة أمانديس، ومقر ولاية الأمن، وعدد من الأبناك، والمقاهي والمحلات التجارية، وسوقا ممتازا...، على يد عدد من المراهقين والشباب الذين لم يتوانوا عن خلق حالة من الفوضى في غياب تام للأجهزة الأمنية التي انصبت اهتماماتها على ملعب سانية الرمل الذي كان يشهد إجراء مقابلة المغرب التطواني في اليوم نفسه. هذا وقد عرفت هذه الأحداث إصابة نائب والي الأمن بإصابة على مستوى الرأس بواسطة حجارة من أحد المتظاهرين. صفرو: فشل محاولة اقتحام السجن المحلي هذه الصورة، طبعت كذلك الأجواء أول أمس بمدينة صفرو بسبب انفلات أمني غير مسبوق، قبل أن يعم الهدوء صباح أمس، فقد ذكر شهود عيان تابعوا أحداث التخريب بالمدينة، أن المسيرة وكباقي المدن المغربية انطلقت سلمية تنادي بمحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية، قبل أن تنقلب الأمور بباب المقام، حيث حاول بعض المتظاهرين إحراق حافلة الغزاوي، ثم توجهوا بعد ذلك إلى السجن المحلي محاولين إحراقه وإخراج السجناء، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل، وقد قامت قوات الأمن بمطاردتهم عبر حي ''ستي مسعودة''، وفي السياق ذاته، قام هؤلاء بتدمير عدد من المنشآت العمومية، كمقر عمالة الإقليم والخزينة العامة، كما شملت أعمال تخريب وكالات بنكية، والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل، ومقر المجلس البلدي، والمحافظة العقارية وإدارة الماء والكهرباء والمدارس، ومحلات تجارية ومقاهي، وممتلكات المواطنين وسيارات المصالح الحكومية والخاصة، وعدد كبير من الأعمدة الكهربائية والمخادع الهاتفية. وذكرت المصادر ذاتها، أن مسؤول النهج الديموقراطي تعرض لهجوم، نتج عنه كسر على مستوى يده، مضيفا أنه لم تتم السيطرة على الوضع إلا حوالي الساعة الثامنة مساء تقريبا. مراكش: أعمال تخريب ونهب في مؤسسات عمومية وأبناك بمراكش ينتظر أن تفتح مصالح الأمن بمراكش تحقيقا عميقا في أحداث النهب والتخريب التي عرفتها بعض أحياء المدينة عقب تنظيم مسيرة 20 فبراير الداعية إلى التغيير والإصلاح، وتضاربت أرقام المعتقلين، ما بين 30 و100 شخص مرشحة للارتفاع، تقول الأخبار الأولية إنهم من ذوي السوابق العدلية وغريبون عن الأحياء التي وقعت فيها أعمال الشغب، وأشارت المصادر أن من بين المخربين قاصرون بعضهم لا يتعدى عمره 15 سنة، في حين أصيب عدد من قوات الأمن بجروح بعد رميهم بالحجارة. وذكر شهود عيان أن المخربين كانوا يتنقلون على متن دراجات نارية وينتقلون بين حي وآخر بشكل جماعي. وأوضحت المصادر أن قوات الأمن تدخلت في اللحظات الأخيرة مستعملة القنابل المسيلة للدموع بعد غياب في بداية الأحداث، وبعدما سعى المخربون إلى إحراق مزيد من المؤسسات العمومية والخاصة، فيما كون المواطنون ''لجانا شعبية'' مسلحة بالعصي والهراوات لحماية ممتلكاتهم. وتضررت مقاطعة سيدي يوسف بن علي بشكل كبير، إضافة إلى أماكن قرب ساحة جامع الفنا والحي العصري جيليز، في حين سادت أجواء من الخوف والهلع باقي أحياء المدينة، حيث تم اقفال جميع المحلات التجارية في وقت مبكر، وقال شهود عيان إن المدينة عاشت هدوء حذرا صباح أمس الإثنين مع حضور لقوات التدخل السريع والقوات المساعدة في بعض محاور الطرق، في حين مازالت المدينة تحصي خسائرها، حيث ذكر شهود عيان أنه تم إحراق وكالة البنك الشعبي بكاملها بساحة جامع الفنا ونهب محتوياتها، وكسرت العديد من المحلات في شارع مولاي رشيد، كما تم إحراق مقرين للوكالة المستقلة للماء والكهرباء بكل من قشيش وسيدي يوسف بن علي، إضافة إلى احراق وكالة لمصرف المغرب ونهب محتوياتها، ومقر جهة مراكش، ومقر مقاطعة سيدي يوسف بن علي الملتصقين، وذكر شهود آخرون أن مقر غرفة الصناعة القريب من ولاية مراكش ومن ولاية الأمن تم إحراقه أيضا، فيما تم تكسير واجهات متاجر زارا وماكدونالد والعمران بجيليز. واستنكرت جمعيات حقوقية ومدنية وشخصيات إعلامية محلية أعمال التخريب، مشيرة أنها حركات غير مسؤولة. ونددت حركة 20 فبراير في بيان غير مختوم توصلت ''التجديد'' بنسخة منه عبر البريد الإلكتروني بالأعمال التخريبية التي وقفت وراءها عناصر دخيلة ومشبوهة بعد نهاية المسيرة التي اتسمت بطابعها السلمي. وطالبت بفتح تحقيق عاجل لتحديد الجهات المسؤولة عن تحريك العناصر المخربة عندما شارفت المسيرة عند نهايتها في حدود الساعة الواحدة والنصف زوالا.