زرع مناصرو فريق الجيش الملكي الذين حلوا بالعاصمة الاقتصادية أول أمس الخميس الرعب في قلوب سكان الدارالبيضاء، قبل إجراء مباراة الفريق العسكري أمام الرجاء برسم الجولة الثالثة والعشرين من البطولة «الاحترافية». وتحول وسط المدينة إلى ما يشبه الخراب، بعد قيام الآلاف من مشجعي الجيش، والذين قدموا من الرباط، بكسر واجهات المقاهي والمحلات التجارية الموجودة على مستوى شارع محمد الخامس، كما تعرض عدد من المواطنين إلى اعتداءات بالسلاح الأبيض، وتم أيضا تخريب عشرات السيارات وعربات الترامواي وحافلات النقل العمومي. وعاينت «المساء» أول أمس الخميس، أحداث الشغب التي تسبب فيها مناصرو الجيش الملكي، والتي انطلقت من محطة القطار «البيضاء المسافرين»، وانتهت قرب أزقة حي المعاريف. ونزل أكثر من 3 آلاف مشجع للفريق العسكري بمحطة القطار، على أكثر من دفعة، وبعد تجمعهم انطلق الحشد في شكل «كورتيج»، التي تعني بلغة «الأولترا»، احتلال مدينة الفريق المنافس بالقوة وتحدي جمهور الفريق الخصم في عقر داره. وخرج جمهور الجيش عن سيطرة رجال الأمن، وأتى على الأخضر واليابس، واعترض سبيل المارة، كما تمت سرقة هواتف نقالة ونقود وتكسير زجاج السيارات وواجهات المحلات والمقاهي والإقامات السكنية، كما لم يسلم الترامواي من شغب جماهير الجيش، التي عطلت سيره لأزيد من أربعين دقيقة. وفي حدود الخامسة وأربعين دقيقة، وصلت جماهير الفريق العسكري إلى تقاطع شارعي محمد الخامس والحسن الثاني، وقامت برشق محطة ترامواي «ساحة الأممالمتحدة» بالحجارة، مما تسبب في إتلاف بعض المعدات ونشر حالة من الذعر وسط الركاب. وجاء تدخل رجال الأمن متأخرا، كما ارتُكب خطأ في الخطة الأمنية التي تسبق المباراة، إذ تم السماح لجمهور الجيش بالقيام ب»الكورتيج» رغم ما ترتب عن ذلك من أحداث شغب في مباريات سابقة، كما لم تتم مراقبة تحرك الجمهور من محطة القطار إلى غاية وسط المدينة، إذ ظل حرا طليقا. هذا وأعلنت وزارة الداخلية أن قوات الأمن العمومي اعتقلت 193 شخصا يشتبه في تورطهم في أعمال الشغب. وأوضحت الوزارة في بلاغ لها أنه رغم «كل الاحتياطات الاحترازية والتدابير الأمنية التي نصت عليها تعليمات وزارة الداخلية٬ تم تسجيل عدة عمليات تخريب وأضرار بالممتلكات العامة والخاصة قام بها أشخاص بمجرد وصولهم إلى محطة القطار بمدينة الدارالبيضاء قادمين من الرباط». وأضافت وزارة الداخلية أن «أعمال التخريب أسفرت عن تكسير زجاج ثماني قاطرات للترامواي وسبع حافلات للنقل العمومي و13 سيارة وتكسير واجهات 15 محلا تجاريا٬ مشيرة إلى أن قوات الأمن العمومي قامت إثر هذه الأعمال بعدة تدخلات مكنت من عودة الهدوء واستتباب الأمن».