كائنات غريبة حلت بالدارالبيضاء لتحول شوارعها إلى فضاء للشغب والفوضى الأمن يعتقل 193 فردا، والتخريب يطال قاطرات الترامواي والسيارات الخصوصية والمحلات التجارية... تحولت أحياء بمدينة الدارالبيضاء أول أمس الخميس إلى مرتع للتخريب وأعمال شغب من لدن جماهير محسوبة على فريق الجيش الملكي، وذلك قبيل انطلاق مباراة الأخير أمام مضيفه فريق الرجاء البيضاوي بالمركب الرياضي محمد الخامس، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله. وعاش البيضاويون مساء الخميس ليلة رعب قبيل ساعات من انطلاقة المباراة، حيث بدأت جماهير الفريق العسكري بالتوافد على العاصمة الاقتصادية عبر 3 محطات للقطارات (محطة المسافرين، ومحطة الميناء، ومحطة الوازيس)، ومعها بدأت عمليات تكسير زجاج السيارات والمحلات التجارية واقتحامها، ناهيك عن أعمال سرقة المواطنين. وكان شارع محمد الخامس أبرز الشوارع المتضررة من شغب العسكريين القادمين من محطة المسافرين، حيث قاموا بتخريب وتكسير زجاج السيارات والمحلات التجارية والمباني السكنية، كما شملت أعمال الشغب أبرز الطرق المؤدية إلى الملعب قادمين من محطتي الميناء والوازيس. وأجمعت شهادات مواطنين بثتها القناتين الأولى والثانية على أن العاصمة الاقتصادية عرفت حالة من الفوضى بسبب شغب جماهير الجيش، حيث خلق هؤلاء حالة من الذعر، وقاموا بعمليات سرقة ونهب المواطنين وأصحاب المحلات التجارية مستعملين السيوف وأسلحة بيضاء والحجارة والماء الحارق. وتطرح حالة الفوضى علامات استفهام عن دور المعالجة الأمنية المتبعة في حماية مصالح المواطنين، بعدما أثبتت فشلها في التحكم بأنصار الفريق العسكري خلال مباراة لكرة القدم، علما أنها ليست المرة الأولى التي تقع فيها مثل هذه الأحداث اللارياضية، دون إغفال عن البلبلة الإعلامية التي تحدثت عن استنفار أمني لم يتوج على أرض الواقع، وحصل ما حصل. ورغم توقعات حدوث انفلات أمني، إلا أن المسؤولين عن أمن الدارالبيضاء لم يفلحوا مرة أخرى في احتواء شغب المرافق للمباريات الرياضية خاصة كرة القدم، في وقت يبقى المتضرر هى الساكنة البيضاوية التي باتت تعيش حالة من الذعر في كل مناسبة يتم الإعلان فيها عن مباراة تجمع الرجاء والجيش،المغرب الفاسي، الكوكب المراكشي أو الرجاء والوداد أو غيرها، ويأتي هذا في سياق شهد توترا قبل المباراة بين جماهير الناديين بسبب موضوع تأجيل المباراة التي كانت مقررة الأربعاء، ناهيك عن الحرب الفايسبوكية التي اندلعت بين أنصار الرجاء والجيش، ووصلت إلى ترويج فيديو يحمل تهديدا واضحا من الرباطيين بالقيام بأعمال شغب تحت ما سموه «عاصفة أبريل». وقد اضطرت المصالح الأمنية إلى حجز الرباطيين بجنبات المركب الرياضي محمد الخامس إلى حين إجلاء جماهير فريق الرجاء تفاديا لوقوع مواجهات بين الطرفين، خاصة عقب نهاية المقابلة بلا غالب ولا مغلوب. وعلى خلفية أعمال الشغب، اعتقل رجال الشرطة، حسب بلاغ لوزارة الداخلية أمس الجمعة، 193 مشجعا عسكريا بسبب تورطهم في تخريب الممتلكات العامة والخاصة، وذلك رغم الاحتياطات والتدابير المأخوذة من طرف الأجهزة الأمنية بالدارالبيضاء. وأوضح بلاغ وزارة الداخلية أن عمليات الشغب أسفرت عن تكسير زجاج ثماني قاطرات للترامواي وسبع حافلات للنقل العمومي و13 سيارة وتكسير واجهات 15 محلا تجاريا٬ مشيرة إلى أن قوات الأمن العمومي قامت إثر هذه الأعمال بعدة تدخلات مكنت من عودة الهدوء واستتباب الأمن . وأشارت إلى أنه يجري حاليا التحقيق مع الأشخاص المعتقلين تحت إشراف النيابة العامة المختصة قصد اتخاذ ما تراه مناسبا في الموضوع ٬مضيفة أنه تم أيضا فتح تحقيق إداري لمعرفة أسباب الاختلالات التي تم تسجيلها على مستوى المحافظة على الأمن العام لتحديد المسؤوليات. وذكرت الوزارة أنها أصدرت بالنظر لأهمية هذه المباراة وتحسبا لما قد يسفر عنه تنقل عدد كبير من مشجعي فريق الجيش الملكي إلى الدارالبيضاء لمناصرة فريقهم ٬تعليمات صارمة من أجل الإعداد الجيد لضمان إجراء المباراة في أجواء رياضية وضمان أمن وسلامة وممتلكات المواطنين .