عادت مظاهر الشغب والفوضى لتطغى على الأحداث الكروية ببلادنا ، وعادت أجواء التسيب مرة أخرى لتفسد وتخدش وجه الرياضة الوطنية لتزيدها تعبا ، مضافا لمتاعبها العديدة من خلال أعمال الشغب والفوضى التي واكبت كلاسيكو الرجاء والجيش الملكي مساء الخميس قبل وبعد المباراة برسم الدورة 23 من البطولة الوطنية . ساكنة العاصمة الاقتصادية عاشت أول أمس لحظات حقيقية من مسلسل للرعب و الخوف قام بها مشجعون محسوبون على فريق الجيش الملكي لم يتورعوا في ترويع المارة وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة وتكسير زجاج ثماني قاطرات للترامواي وسبع حافلات للنقل العمومي و13 سيارة وتكسير واجهات 15 محلا تجاريا ، في الطريق الرابطة بين محطة القطار الوازيس ومركب محمد الخامس ، أدى في نهاية المطاف إلى اعتقال ما لا يقل عن 193 مشاغب وفوضوي وفي حوزتهم أسلحة بيضاء ومواد محظورة ، قبل أن تتمكن قوات الأمن من إعادة الهدوء واستتباب الأمن . ويجري الآن التحقيق مع الأشخاص المعتقلين تحت إشراف النيابة العامة المختصة قصد اتخاذ ما تراه مناسبا في النازلة ، كما تم فتح تحقيق إداري لمعرفة أسباب الاختلالات التي تم تسجيلها على مستوى المحافظة على الأمن العام لتحديد المسؤوليات ، على الرغم من الإستنفار الأمني الكبير الذي سبق مباراة الكلاسيكو بحشد أكثر من 2000 رجل أمن لتفادي وقوع أي انفلاتات ممكنة ، لكن مع ذلك عاشت مدينة الدارالبيضاء قبل وبعد المباراة قلقا كبيرا تسبب في ترويع السكان ، والعبث بكثير من سيارات وممتلكات المواطنين، وهو ما فرض على بعض التجار الذين ينتعشون بتجارتهم على مقربة من ملعب محمد الخامس غلق محلاتهم مبكرا، حيث بلغت الأضرار حجما كبيرا بعد تهشيم عدد من الواجهات التجارية والعبث بسيارات كانت مرابطة على مقربة من الملعب ، دون أن ينجح الأمن في الحد من الإنفلات الذي تداخل فيه جمهور الرجاء و الجيش وهو ما خلق حالة من الإرتباك داخل المدينة.