خرجت زوال اليوم مسيرات تلاميذية بكل من إمزورن وآيث بوعياش والحسيمة المدنية في وقت واحد، اصطدمت بكل من إمزورن وآيث بوعياش بقوى الأمن بعد أن تدخلت هذه الأخيرة لمنع التظاهر فيما جابت أخرى بعض شوارع الحسيمة لكن بعدد قليل من التلاميذ والتي انفضت بحديقة 3 مارس دون أن يسجل أي تدخل أمني. واندلعت المواجهات بمنطقة بوسرامة مساء اليوم بين إمزورن وآيث بوعياش أدى إلى اندلاع النيران في منزل كان يختبأ داخله عدد من رجال الأمن بعد أن حوصروا بألسنة اللهب والأدخنة المتصاعدة من كل الجوانب المحيطة للمنزل مما جعلهم ينزلون من على سطحه عبر استعمال الحبال للافلات من حصار النيران والمحتجين، وكذا إحراق شاحنة وسيارتين تابعة للأمن وحصول عدد من الخسائر في الممتلكات العامة والخاصة بسبب تبادل الرشق بالحجارة بين الأمن والمحتجين، وحسب بعض المصادر فإن أزيد من 30 فرد من قوات الأمن والقوات المساعدة تم نقلهم إلى مستعجلات الحسيمة وقد أصيبوا بجروح طفيفة باستثناء ثلاثة منهم أصيبوا بكسور خطيرة ، كما أصيب عدد من المحتجين بجروح متفاوتة لا يعرف عددهم بسبب خوفهم من الذهاب إلى المستشفى لتفادي اعتقالهم المحتمل من طرف السلطات الأمنية. ولا تزال المواجهات مستمرة في المنطقة الفاصلة بين إمزورن وآيث بوعياش واستمرار إحراق مزيد من سيارات الشرطة وتصاعد الأدخنة في سماء المنطقة، وتسود حالة من الارتباك والقلق بسبب عدم معرفة إلى أين تتجه هذه المواجهات في الوقت الذي يصر رجال الأمن على إخماد الاحتجاج بأي ثمن، بعد أن شن حملة اعتقالات واسعة في صفوف عدد من المواطنين. وإذا كان لا يلام التلاميذ، باعتبارهم من أطلق هذه الشرارة، بعد أن وصل التعليم إلى أفقه المسدود زادته ظروف الاحتقان الشديدة التي تعرفها المنطقة منذ مقتل محسن فكري في 28 أكتوبر من السنة الماضية، فإنه من غير المقبول الزج بهم في معارك كبرى يجب أن تكون شأن سياسي للكبار وليس الصغار على اختلاف توجهاتهم السياسية والفكرية، أما التلاميذ فمكانهم المدرسة ومن حقهم أن يناضلوا من أجل مطالبهم كتلاميذ وبشتى الأشكال المشروعة. يشار أن هذا الفصل الجديد من المواجهات لم يكن أحد يتوقع أن تصل الأمور إلى هذه الحدة، خصوصا أن السلطات كانت قد حاذت خلال الأسابيع الأخيرة عن التدخل لمنع الاحتجاج على الأقل بكل من تماسينت وآيث بوعياش وإمزورن وبوكيدارن، قبل أن تتدخل من جديد بكل عنف لمنع الاحتجاجات حيث استخدمت بكثافة الغازات المسيلة للدموع من أجل تفريق المحتجين. ويسود حالة من القلق البالغ في صفوف الساكنة بكل من إمزورن وآيث بوعياش فيما لا تزال أطوار المواجهات مستمرة خصوصا في مدخل إمزورن وسدت كل المحلات التجارية أبوابها وهرع المواطنون إلى مساكنهم فيما لا تسمع سوى أصوات سيارات الإسعاف والامن التي تجوب الشوارع بسرعة جنونية ما خلق حالة الهلع والترقب مما ستؤول إليها هذه المواجهات.