تم، عصر اليوم الثلاثاء بالرباط، تشييع جثمان الراحل علال بن قصو الحارس الأسبق للمنتخب الوطني وفريق الجيش الملكي، الذي وافته المنية صباح اليوم الثلاثاء بالرباط عن عمر يناهز 72 سنة. وبعد أداء صلاتي العصر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير حيث ووري الثرى بمقبرة الشهداء، في موكب جنازي مهيب، بحضور أفراد أسرة الفقيد، وعدد من الرياضيين في مقدمتهم رشيد الطاوسي المدرب السابق للمنتخب الوطني لكرة القدم والحالي لفريق الجيش الملكي وأصدقاء الراحل من المدربين واللاعبين الدوليين، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية التي تنتمي إلى عالم الرياضة. وتليت بهذه المناسبة الأليمة آيات بينات من الذكر الحكيم، كما رفعت أكف الضراعة إلى الله العلي القدير، بأن يتغمد المدرب الراحل بواسع رحمته، ويشمله بمغفرته ورضوانه، ويجعل مثواه فسيح جنانه. كما توجه الحاضرون بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بأن يطيل سبحانه وتعالى عمر جلالته ويحفظه ويحيطه ويكلأه بعنايته الإلهية، وأن يقر عينه بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وأن يحفظ جلالته في كافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما يعتبر الراحل أحد أبرز الحراس الذين حملوا قميص فريق الجيش الملكي والمنتخب الوطني المغربي في فترة الستينات من القرن الماضي، إذ عاصر لاعبين كبار من طينة إدريس باموس وعبد الله باخا وسعيد غاندي وبوجمعة بنخريف وقاسم السليماني ومحمد المعروفي وحمان جرير وغيرهم. وارتبط اسم الحارس علال بفريق الجيش الملكي خلال فترته الذهبية الأولى في ستينات القرن 20، إذ توج مع الفريق العسكري بسبعة ألقاب للبطولة الوطنية وكأسين للعرش، كما خاض معه عدة مباريات في كأس محمد الخامس واجه خلالها أشهر أندية أوروبا وأمريكا اللاتينية. وقد ازداد الحارس علال سنة 1941 بمدينة الرباط وكانت بدايته مع كرة القدم ضمن فرق الأحياء إلى أن التحق بشبان نادي الجيش الملكي سنة 1959، بعدها تم اختياره ضمن المنتخب المغربي للشبان قبل أن يصبح في موسم 1962 1963 الحارس الرسمي لفريق الجيش الملكي، وهي السنة التي تمت فيها المناداة عليه لأول مرة لتمثيل المنتخب الوطني في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بنابولي الإيطالية (شتنبر 1963). وبعد التحاقه بالمنتخب الوطني، لعب الحارس علال أول مقابلة دولية ضد منتخب فرنسا انتهت بفوز "أسود الأطلس" بنتيجة 2-1، كما شارك مع النخبة الوطنية في أكبر التظاهرات الدولية، لا سيما الألعاب الأولمبية في طوكيو 1964 وألعاب البحر الأبيض المتوسط في نابل 1963 وتونس 1967 وإزمير 1971 والبطولة العالمية العسكرية وكأس العالم 1970 في المكسيك، والتي لعب خلالها مباراتين ضد كل من ألمانيا حين قدم مباراة كبيرة وكذا البيرو، كما شارك الفقيد في كأس إفريقيا للأمم 1972 بالكاميرون، وكانت آخر مقابلة دولية له ضد منتخب الجزائر سنة 1974 ليختم مسيرته الدولية بعدما حمل القميص الوطني خلال 116 مباراة دولية. وبعد انتهاء مشواره كحارس مرمى مع نادي الجيش الملكي، شغل الفقيد منصب مدرب الحراس بالفريق العسكري، ثم انتقل لتدريب كل من المغرب التطواني والاتحاد الزموري للخميسات. وفي سنة 1995 عاد لتدريب حراس الجيش الملكي.