منذ الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، تقاطرت أعداد كبيرة من الجماهير الكاميرونية التي ملأت كل جنبات ملعب أحمدو أحيجو وكانت محملة بكل أنواع التشجيع· صامويل إيطو كان أول من وطأت قدماه أرضية الميدان حيث كان يستمع إلى الموسيقى، ربما هذه طريقة من أجل الإبقاء على التركيز، وإمتصاص الضغط النفسي الذي كان عليه، وقد قوبل بتصفيقات حارة من قبل الجماهير الغفيرة، وحوصر بعدسات المصورين· تغطية أمنية مشددة عرفتها جنبات ملعب أحمدو أحيجو، بحيث تم قطع الطريق المؤدية إليه منذ الصباح الباكر، وتم السماح فقط للبعثات الرسمية بالمرور، وظل الجمهور الغفير يعبر الطريق مشيا على الأقدام· إمتلأت جنبات المدرجات برجال ونساء الأمن للحفاظ على الأمن· جمعيات اجتماعية وثقافية ورياضية كاميرونية خصصت حافلات للجمهور·· لتشجيع منتخب بلادهم· أحد الأشخاص الذي تم تكليفه بتنشيط المباراة، صال وجال في العبارات التي تشيد بالمنتخب الكاميروني وبنجومه، وعندما ينطق بالإسم الأول يردد الجمهور الإسم الثاني، ووقف كثيرا بالتنويه بالنجم صامويل إيطو صاحب الألقاب مع فريق إف س برشلونة الإسباني· محمد أبرغاز الوزير المفوض بالسفارة المغربية بالكاميرون كانت له أيادي بيضاء مع البعثة المغربية وكذلك مع الجمهور، خاصة الذين يقيمون بياوندي ودوالا حيث إقتنى قبعات حمراء تحمل النجمة الخضراء وأقمصة تحمل إسم المغرب وباللغة العربية والفرنسية والعلم الوطني· حكام المباراة الذين أداروا هذه المباراة، كانوا ثاني من وطأت قدماهم أرضية الميدان لمراقبته بعد صامويل إيطو، وقد عاينوا كل جنبات سطاد أحمدو أحيجو، وبالمقابل قاموا بعملية إحماء قبل إنطلاق المباراة· أجواق موسيقية كانت تملأ جنبات الملعب وخلقت أجواء إحتفالية إفريقية خالصة· برغم أن هذه المباراة تملك شركة راديو وتلفزيون حقوق بثها، فقد شوهد عدد من الصحافيين الأجانب يقومون بتغطية هذه المباراة من قنوات أجنبية وصحافة مكتوبة· خصصت اللجنة المنظمة غرفة للصحفيين من أجل سحب تشكيلة المنتخبين، لكن الصحفيين وجدوا صعوبة خاصة في ظل الأدوات العتيقة·· كون اللائحة كانت باهتة تماما·· ليتداركوا الأمر فيما بعد· المنتخب الوطني المغربي دخل إلى أرضية الميدان في حدود الساعة الثانية و50 دقيقة، وشارك جميع اللاعبين في عملية الإحماء وقوبلوا بتصفيقات حارة من قبل الجمهور الكاميروني مع العلم أن الحارس نادر المياغري كان قد دخل إلى الأرضية برفقة مدربه الكتامي قبل ذلك ب 10 دقائق· بعد ذلك تبعه منتخب الكاميرون الذي حظي باهتمام كبير من قبل الجمهور الكاميروني وخاصة صامويل إيطو· في المنصة الشرفية جلس رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيد علي الفاسي الفهري إلى جانب مستشاره نور الدين نيبت وممثل وزارة الشباب والرياضة السيد عبد الرحمان البكاوي ثم سفير المغرب السيد عبد الفتاح عمور· غادر الفريق الوطني المغربي فندق هليتون على الساعة الواحدة والنصف، على متن حافلة فاخرة، وفي كل جنبات الطريق كانت الجماهير تحيي اللاعبين· أولحاج، درار، فكروش وضعهم الناخب الوطني روجي لومير خارج التشكيلة الرسمية، بحيث أنه اختار 18 لاعبا الذين يدخلون ضمن منظومته الطاكتيكية وقد جلسوا مع الجمهور المغربي·· عدد كبير من الجمهور الكاميروني اقتحم الجناح الخاص بالجمهور المغربي وجلس إلى جانبهم بوجود عناصر أمنية مهمة، وبرغم قرار ممثل الفيفا بإخلاء الأمكنة، لكن الوضع ظل قائما·· موسيقى إفريقية تسمى كوجي ديكالي كانت قد عمت كل فضاءات الملعب، الذي امتلأ عن آخره، وقدرت الجماهير بحوالي 40 ألف متفرج· برغم أن هذه المباراة كانت لها أهمية كبيرة، إلا أن الجانب المتعلق بالمصورين الرياضيين كان قليلا مقارنة مع ما يوجد بالمغرب· من ضمن المؤسسات المغربية التي وضعت لوحاتها الإشهارية هناك التجاري وفاء بنك، يومي واتصالات المغرب· أشرف وزير الشباب والرياضة الكاميروني برفقة السادة رئيس الجامعة الملكية المغربية ورئيس الجامعة الكاميرونية وسفير المغرب على السلام على الحكام وعلى اللاعبين وأخذوا معهم صورا تذكارية وأعطوا انطلاق المباراة· أثناء عزف النشيد الوطني المغربي، كانت الجماهير المغربية القليلة تردده بحماس كبير وقد أبان الجمهور الكاميروني على إحترام كبير للنشيد الوطني الذي عزفته فرقة موسيقية باتقان كبير· الجو الذي جرت فيه المباراة كان معتدلا، وكانت الشمس تظهر وتختفي بين الفينة والأخرى· إلى جانب اللاعبين الثلاثة الذين جلسوا في المدرجات عزيز الميلاني، علاء، كريم وفرحات ويوسف لبلاوي ثم أيمن وبقي رضاء محمد مع الفريق الوطني في دكة الإحتياط· نور الدين نيبت عميد الأسود السابق وأثناء وصول المنتخب إلى الملعب اصطحب اللاعبين نحو مستودع الملابس وحمسهم من أجل تقديم مباراة جيدة· لم يحضر عيسى حياتو رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، هذه المباراة حيث كان منتظرا أن يحضرها باعتباره أيضا كاميرونيا· وليد الركراكي العائد إلى أحضان الأسود، ظل يحمس زملاءه من دكة الإحتياط، وأبان عن روح رياضية عالية·· لم نسجل أي تجاوزات في الجولة الأولى من طرف الجمهور، إنما ظل الجمهور الكاميروني يعاتب لاعبيه لعدم إنهائها بالفوز· أحمد غيبي فضل الجلوس مع الجالية المغربية وانسل في هدوء من المنصة الشرفية قبل إنطلاق المباراة· بين الشوطين أقامت إحدى الشركات بخلق أجواء ترفيهية إفريقية خالصة على أرضية الميدان· أفراح عارمة وسط الجمهور المغربي الذي تابع هذه المباراة حيث عند العودة رقص على إيقاع الأغاني الشعبية في الحافلة· أبدى الجمهور الكاميروني طيبوبة كبيرة مع الجمهور واللاعبين المغاربة، بحيث أنه على طول الطريق كان هذا الجمهور يحيي البعثة المغربية بدون أي محاولة لرشق الحافلات بالحجارة·