لم يكن غريبا أن يصف الألماني بيرند شوستر ، المدير الفني السابق لفريق ريال مدريد الإسباني، اللاعب الكاميروني صامويل إيطو، مهاجم منافسه العنيد برشلونة سابقا ونجم انتر ميلان الإيطالي حاليا، ب «ملك الكاميرون» لأن إيطو بالفعل هو اللاعب الأبرز والأهم بين صفوف «الأسود غير المروضة» منذ سنوات. ولا يختلف اثنان على أن إيطو يعد من أبرز النجوم الموهوبين الذين أنجبتهم القارة السمراء على مدار التاريخ وأنه الوحيد الذي كان قادرا على انتزاع جائزة أفضل لاعب في العالم، إلا أن الإصابات أبعدته عن تحقيق ذلك أكثر من مرة. وتمثل بطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة «أنغولا 2010» التي تنطلق في العاشر من الشهر الجاري، تحديا خاصا لإيطو، حيث إنها تمثل بالنسبة إليه مسألة حياة أو موت ولذلك يخوضها بشعار «أكون أو لا أكون». وربما تحفل صفوف المنتخب الكاميروني بالعديد من النجوم أصحاب الأسماء البارزة في عالم الاحتراف وفي أكبر الأندية الأوروبية ولكن صامويل إيطو، هداف برشلونة الإسباني ونجم انتر ميلان الإيطالي حاليا، يظل أبرزهم جميعا. وأعاد إيطو الحياة للأسود قبل بداية بطولة 2006 عندما أكد مشاركته في البطولة الإفريقية حيث كانت تعتمد عليه الجماهير الكاميرونية لإعادة الهيبة الإفريقية إلى الأسود بعد أن أثبت وجوده بالدوري الإسباني. وتكرر الوضع قبل البطولة الماضية في غانا، حيث أصر إيطو العائد إلى صفوف برشلونة بعد فترة غياب طويلة، بسبب الإصابة، على المشاركة مع منتخب بلاده في كأس إفريقيا. ويشارك إيطو في البطولة الجديدة بأنغولا بدوافع جديدة لتحقيق النجاح، خاصة وأنه ترك برشلونة مضطرا، ويسعى إلى التأكيد على فائدته الكبيرة من خلال انتر ميلان والمنتخب الكاميروني. ونجح إيطو على مدار السنوات الماضية في تعويض المنتخب الكاميروني عن نجومه السابقين أمثال الثعلب الماكر روجيه ميلا والمهاجم العملاق باتريك مبومبا. بل إن إيطو خرج من عباءة هؤلاء النجوم إلى سماء العالمية وكان الأقرب إلى تكرار إنجاز الليبيري جورج ويا، النجم الإفريقي الوحيد الذي نجح في الحصول على لقب أفضل لاعب في أوروبا والعالم. ويؤكد الجميع أن إيتو ليس مجرد هداف عادي وإنما قناص من نوع فريد يجيد التعامل مع المدافعين وحراس المرمى بفضل تسديداته القاتلة التي يطلقها من كل زاوية ومن أي مسافة. تجدر الإشارة إلى أن بداية ظهور إيطو بقوة كانت مع المنتخب الكاميروني حيث شارك لأول مرة في مباراة دولية مع منتخب الأسود أمام نظيره الكوستاريكي في التاسع من مارس 1997 قبل يوم واحد من احتفاله بعيد ميلاده السادس عشر. ليلفت أنظار المدريديين الذين انتدبوه قبل أن يعيروه إلى مايوركا ومن ثم الانتقال إلى صفوف برشلونة الإسباني الذي حقق معه جميع الألقاب باستثناء بطولة العالم للأندية والكأس الممتازة.