بعد تراجع الموجة الأولى من مرض إنفلونزا الخنازير دون أن يرتفع عدد الضحايا إلى توقعات منظمة الصحة العالمية، أصبحت هذه الأخيرة في موضع اتهام من قبل جهات متعددة في العالم وفي أوربا بشكل خاص. وتتهم المنظمة، اليوم، بتواطئها مع خبراء المنظمة من أجل تضخيم خطر المرض للرفع من مداخيل المختبرات المنتجة للأدوية الخاصة به واللقاحات. أربعة خبراء يوجدون، اليوم، في مواجهة هذه الاتهامات باعتبارهم مستشارين معتمدين لدى المنظمة العالمية، التي تمولها الأممالمتحدة وكذلك جهات خاصة تتمثل بالخصوص في مصنعي الأدوية العالميين. ومن التفاعلات الأخيرة التي أثارها الموضوع، نشر صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية لمقال يشير بأصابع الاتهام إلى المنظمة من حيث إنها انساقت وراء التهويل الذي قاده خبراء المنظمة لتضخيم حجم الجائحة خدمة لمصالح المختبرات العالمية. قبل ذلك، كان برلماني روسي، وهو رئيس لجنة الصحة في مجلس الدوما، ألح على الممثلين الروس بمنظمة الصحة العالمية في جنيف السويسرية بأن يسرعوا بالقيام بتحقيق رسمي لكشف الدلائل التي تثبت فساد مختبرات صنع الأدوية ومدى تورط أو انخداع منظمة الصحة العالمية. وفي جوابها عن الاتهامات الموجهة إليها قدمت منظمة الصحة العالمية مجموعة من الأدلة التي بنت عليها إعلانها بأن المرض خطير وأن اتساعه بات يشكل جائحة عالمية. في هذا السياق، قالت المنظمة إن التحليلات بينت أن الفيروس مختلف عن بقية الفيروسات المسببة للزكام على المستوى الجيني، وأن هذا المعيار يعتبر جزءا من معايير تحديد مفهوم الجائحة. وأضافت المنظمة أن المعطيات المتعلقة بالمرض المحصل عليها من المكسيك والولايات المتحدة وكندا تؤكد سرعة انتقال العدوى من شخص إلى آخر، وأن المعطيات السريرية أظهرت أن الفيروس يمكنه أن يتسبب في حالات مرضية خطيرة وفي الوفاة. كما دافعت المنظمة عن نفسها بالقول إن الأطباء لا حظوا من خلال تطور الجائحة وجود شكل خطير من الإصابة الرئوية سريعة الانتقال وغالبا ما تكون مميتة، وأن الانتشار الجغرافي السريع يؤكد وجود الجائحة... ومن الأمور التي تبنى عليها الاتهامات الموجهة إلى المنظمة العالمية كون الجائحة تسببت في 14 ألف وفاة عبر العالم منذ ظهورها قبل أقل من سنة، أي أن الوفيات أقل من تلك التي تسببها حالات الزكام الموسمي العادية. وعلى هذا الأساس، انتقد الطبيب الألماني «وولفغانغ وودارغ»، النائب الأسبق في البرلمان الألماني، منظمة الصحة العالمية واتهمها ب «زرع الرعب» في تدخل له أمام الاجتماع البرلماني لمجلس أوربا، الذي كان أسسه بنفسه. وقال إن المنظمة ارتكبت خطأ كبيرا من الناحية العلمية عندما هولت من خطورة الفيروس عندما قالت إنه سيتسبب في 500 ألف ضحية. وهو ما مكن المختبرات العالمية، يقول الطبيب الألماني، من كسب أرباح طائلة.