أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء عن ارتفاع عدد الإصابات بمرض أنفلونزا الخنازير إلى 5251 إصابة بينها 61 حالة وفاة في 30 دولة. وسجلت الولاياتالمتحدة أكبر عدد من الإصابات لتبلغ 2600 إصابة بما في ذلك ثلاث وفيات كما سجلت المكسيك 2059 إصابة بينها 56 حالة وفاة منذ انتشار المرض الشهر الماضي. وأعلنت كوبا أول حالة إصابة مؤكدة بأنفلونزا الخنازير فيما أكدت السلطات الصحية في تايلاند ثاني إصابة بانفلونزا الخنزاير ... وكشفت الحكومة المكسيكية عن خطة خاصة لدعم المؤسسات التي تأثرت بنتائج انفلونزا الخنازير بقيمة تزيد عن المليار دولار. وتقدر الخسائر في المكسيك ب 2.3 مليار دولار ما أدى إلى تراجع الاقتصاد الوطني بمعدل 3% . ومن جهة أخرى كشفت دراسة أن الانتشار السريع للمرض يبرر رفع درجة التحذير الوبائي وأن هناك تضارب في نسب الإصابة بالمرض خصوصا أمام تحيين النسب وعدم الإخبار بجميع ما تم التوصل إليه. وذكرت دراسة بريطانية جديدة أن انتشار إنفلونزا الخنازير بشكل سريع يبرر رفع منظمة الصحة العالمية مستوى التحذير الوبائي من خمس درجات إلى ست. وقال نيل فرغوسون من كلية "امبريا ل كوليدج" في لندن والمشرف على الدراسة إن التحليل الأولي للمعطيات يظهر أن انتشار المرض الجديد يشابه انتشار الوباء في القرن العشرين باللجوء إلى مستوى الانتشار. وأضاف أن الباحثين وجدوا أن فيروس "اتش1 ان1" يبدو مشابهاً للانفلونزا التي انتشرت عام 1957 إلا انه أقل عنفاً نوعاً ما من الانفلونزا القاتلة التي انتشرت عام 1918. وأضاف الباحثون أن البيانات المتوفرة حول قوة المرض لا تزال ناقصة إلا أن الاستنتاجات التي توصلوا إليها حتى الآن واستخدام عدة أساليب لتقدير كيفية انتقال المرض يمكن أن تساعد في اتخاذ قرارات معينة لمنع انتشار المرض. وكانت الصين قد أعلنت عن اكتشاف أول إصابة بالفيروس الجديد من سلالة أنفلونزا الخنازير لمواطن عاد مؤخراً من الولاياتالمتحدة، وقد أثبتت الفحوصات إصابته بالفيروس. وأكد الباحثون أن هذه الحالة هى الأولى من نوعها فى البر الرئيسى الصينى حتى الآن وهى لرجل فى الثلاثين من عمره، وكان الرجل عاد إلى تشنجدو عاصمة سيتشوان قادماً من الولاياتالمتحدة عن طريق طوكيو حيث كان يدرس بإحدى الجامعات الأمريكية. ملايين الوفيات عبر التاريخ وقد شهد العالم وفاة أعداد كبيرة من البشر بسبب فيروس أنفلونزا الخنازير، ففي عام 1968، تفشى فيروس "أنفلونزا الخنازير" في هونج كونج"، وقد أدى إلى وفاة مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، وفي عام 1918، تفشى فيروس "الأنفلونزا " وأدى إلى وفاة 100 مليون إنسان. وفي عام 1976، تم الإعلان عن إصابة 200 شخص، وأعلن عن حالة وفاة واحدة. في عام 1988، أصيب سيدة أمريكية حامل بالفيروس، وتلقت العلاج، لكنها توفيت بعد أسبوع. وقد وقعت إصابات بالمرض عام 2005، حيث أصيب 12 شخصاً بالفيروس في الولاياتالمتحدة، غير أنه لم تقع أي حالة وفاة بالمرض. وفي عام 2007، وردت أنباء عن إصابات بالفيروس في كل من الولاياتالمتحدةوإسبانيا. حالة ذعر في بعض دول العالم ترجع أحداث انتشار أزمة مرض أنفلونزا الخنازير إلى بداية شهر أبريل الجاري، وأعلنت حكومة المكسيك عن وفاة عدد من الأشخاص بأنفلونزا الخنازير.وتوقفت جميع أشكال الحياة في مكسيكو سيتي وهي واحدة من أكبر مدن العالم، كما أغلقت المطاعم ودور السينما أبوابها وبقي ملايين الأشخاص داخل منازلهم. في الوقت الذي أعلنت فيه الولاياتالمتحدة حالة طوارئ صحية لمكافحة المرض بعد التأكد من إصابة 40 شخصا في عدة ولايات. وفي كندا أعلنت سلطات صحية إقليمية ظهور ست حالات إصابة بالمرض في البلاد لطلاب سافروا للمكسيك في الآونة الأخيرة، وفي نيوزلندا يخضع عشرة طلاب من مجموعة مدرسية عادت لتوها من المكسيك للفحص الطبي بعد ظهور أعراض مثل الأنفلونزا.أما إسبانيا فقد بلغت الإصابات فيها 3 حالات عادوا من زيارة للمكسيك وظهرت عليهم أعراض المرض. كما أعلنت البرازيل أنها عزلت مشتبها في إصابته بأنفلونزا الخنازير بعد عودته من المكسيك. وأكدت مصادر طبية أنها تجري فحوصا كإجراء وقائي، كما وضع تسعة أشخاص تحت المراقبة في كولومبيا بعد وصولهم من المكسيك الأسبوع الماضي. وفيما يتعلق بالدول العربية فقد أعلنت وزارة الصحة المصرية في بيان لها أنه لم تسجل في البلاد أي إصابات بالمرض، كما علق الأردن استيراد منتجات الخنازير من الدول التي سجلت إصابات بالأنفلونزا كإجراء احترازي. الإصابة بالمرض تصيب فيروسات أنفلونزا الخنازير البشر حين يحدث اتصال بين الناس وخنازير مصابة، وتحدث العدوى أيضا حين تنتقل أشياء ملوثة من الناس إلى الخنازير. ويمكن أن تصاب الخنازير بأنفلونزا البشر أو أنفلونزا الطيور، وعندما تصيب فيروسات أنفلونزا من أنواع مختلفة الخنازير يمكن أن تختلط داخل الخنزير وتظهر فيروسات خليطة جديدة. وعن أسباب الإصابة بالمرض، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الأسباب الرئيسية لإصابة الإنسان بالعدوى تكمن في الاختلاط المباشر بين الخنازير، والأدوات الملوثة التي تستخدم بين الخنازير المصابة وغير المصابة، وأشارت إلى أن القطعان التي تم تحصينها ضد أنفلونزا الخنازير قليلاً ما تصاب بالمرض أو يظهر عليها علامات المرض. كما جاء في تقرير لوزارة الصحة المصرية، أنه ليس هناك دليلاً لانتقال المرض عن طريق لحم الخنزير المطهي، وكذلك منتجات لحم الخنازير، وتكون اللحوم آمنة عند وصولها بدرجة71 درجة مئوية خلال الطهى وذلك لقتل الفيروس. ويمكن أن تنقل الخنازير الفيروسات المحورة مرة أخرى إلى البشر ومن شخص لآخر، ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الأنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات أنفلونزا، ثم لمس الفم أو الأنف ومن خلال السعال والعطس. أعراض المرض وتبدو أعراض إنفلونزا الخنازير في البشر مماثلة لأعراض الأنفلونزا الموسمية من ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات، وإجهاد شديد ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تسبب مزيدا من الإسهال والقيء أكثر من الإنفلونزا العادية. وتوجد لقاحات متوفرة تعطى للخنازير لتمنع أنفلونزا الخنزير، لكنه لا يوجد لقاح يحمي البشر منها. سبل الوقاية من أنفلوانزا الخنازير غسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات في اليوم خاصة بعد التعامل مع الحيوانات تجنب الاقتراب من الشخص المصاب بالمرض. ضرورة تغطية الأنف والفم بمناديل ورق عند السعال. أهمية استخدام كمامات على الأنف والفم لمنع انتشار الفيروس. تجنب لمس العين أو الأنف في حالة تلوث اليدين منعا لانتشار الجراثيم. يجب تشخيص الإصابة سريعاً بأخذ عينة من الأنف أو الحلق لتحديد ما إذا كنت مصاباً بفيروس أنفلونزا الخنازير.