بعد هدنة استمرت نحو شهرين، عاد عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، ليشن هجوما حادا على إلياس العماري، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، خلال المهرجان الختامي للأبواب المفتوحة، الذي نظمته الكتابة الإقليمية بسلا، أول أمس السبت، متهما إياه ب»التجرؤ» على الملك وإمارة المؤمنين، وواصفا إياه ب»الثعبان». ووجد بنكيران، في المهرجان الختامي، فرصة موائمة لتصفية ما تبقى من حساباته مع خصمه السياسي العماري، حيث كال له سيلا من الاتهامات الثقيلة، استهلها بتهمة التجرؤ على ملك البلاد، وقال: «كيف تتجرأ على الملك والسدة العالية بالله وتطالب بتقنين زراعة الكيف من أجل أن تنتشر، ويعم الشر..إيوا راه الملك هذا، والملوك العلويون كانوا دائما ضد انتشار هذه العشبة؟»، مضيفا: «أنا تلاقيت مع البانضية اللي جاو كذبو على الشعب المغربي، ويقولون إنهم يدافعون عن الفقراء الذين يزرعون الكيف.. وهل الشر يأتي بالخير؟». زعيم «البيجيدي» تابع هجومه على العماري، معتبرا أن حديثه عن حماية الدين من الإسلاميين جرأة على الملك وإمارة المؤمنين. وقال: «كيف تدعي حماية الدين؟ أليس أمير المؤمنين هو من يحميه؟ وراه الملك هذا باراكا.. ياك انت وليت تستدل بكلام الحسن الثاني، وقلت إن أفضل سلاح لمواجهة الإسلاميين هو الإسلام.. إيوا أسيدي مزيان ورينا غير هاذ الإسلام اللي كتهدر عليه واحنا مستعدين نتبعوك.. هاذ السيد اعترف بأنه كان يصلي بالناس بدون وضوء، وعلى إلياس ابن لفقيه، كما يدعي ويعتز بذلك، أن يعيد قراءة ما علمه والده، لأنه قرأ القرآن بالمقلوب». إلى ذلك، قلل أمين عام العدالة والتنمية من حظوظ حزب «البام» خلال محطة الانتخابات التشريعية المقبلة، داعيا الشعب المغربي إلى تلقينه درسا يوم 7 أكتوبر القادم، وقال إن «الحزب المعلوم هزم هزيمة نكراء في انتخابات 4 شتنبر، وسينهزم مرة أخرى في الانتخابات التشريعية.. علاش غادي يجي الأول؟ آش من زين عندو؟ آش من إيديولوجيا؟ وآش من خير قدم لهاذ لبلاد؟» قبل أن يضيف موجها خطابه إلى العماري: «سير قاد حالتك وشوف إيلا درتي شي حاجة في 2021. أما الآن فلا يمكنك أن تتصدر الانتخابات إلا إذا استخدمت الألاعيب، وأنا أعرف أنك بارع في ذلك». وأوضح بنكيران أن دور حزبه هو معارضة الفساد والتحكم الذي لا يمكن ضبط خيوطه لأن «الحزب المعلوم يصطف عنده رجال الأعمال ورؤساء المؤسسات العمومية والوزراء في فيلا توجد بحي السويسي بالرباط»، قبل أن يطالب أمين عام «البام» بالكشف عن مصدر 6 مليارات سنتيم لبناء إمبراطوريته الإعلامية، مضيفا بنبرة ساخرة: «كون كنا احنا اللي جبنا ديك الفلوس كون شنقونا في باب الأحد». من جهة ثانية، لم يفوت بنكيران الفرصة لبعث رسائل مباشرة إلى القصر، مشيرا إلى أن طبيعة «العلاقة التي تربطه وحزبه بالملكية هي علاقة دينية شرعية، قائمة على طاعته في المعروف، وقال: «نحن جنود مجندون وراءه، ونقول له دوما توكل على الله، ونحن معك في كل قضايا الوطن». وتابع: «غادي نقول ليكم واحد الحاجة واخا غادي تجيكم قاسحة، ولكن هادي هي الحقيقة، أنا مرة قلت لسيدنا، شوف أسيدنا واخا تديني للسجن أنا معك..هكذا يجب أن نكون جميعا، يمكنكم أن تنتقدوا الملك في السياسة نعم، ولكن في حدود الأدب وحدود الطاعة، وأن تبقوا دوما متمسكين بالحبل المتين الذي يجمعكم بالملكية، هذه قناعتنا ونحن لا نبتز الدولة.. لا تفرطوا بالحبل الذي بينكم وبين الملكية، ولا تسكتوا عن العفاريت والتماسيح». وفيما حرص بنكيران على أن يوصي «إخوانه» خيرا بالملكية، كان لافتا بعثه رسائل ود إلى حليفه السابق في الحكومة، حزب الاستقلال، وقال: «لم نكن يوما أعداء لحزب الاستقلال، لأننا لا يمكن أن نكون أعداء لحزب علال الفاسي وغيره من رجالات هذا الوطن، فنحن وحزب الاستقلال بحال الخوت، صاحبك دابز معه تفارق معه، ولكن خوك متقدرش، ولذلك مايمكنش لينا نتعاداو مع حزب علال الفاسي».