بعد فترة من الهدوء ستعود شوارع الدارالبيضاء ابتداء من الشهر المقبل إلا الاكتظالظ من جديد، في صورة تسهاهم في تعقيد الحياة في أكبر مدينة في المغرب. فخلال الأيام الماضية تمكن الكثير من السائقين في العاصمة الاقتصادية من السياقة بشكل سلس وبدون أي تعقديات، على اعتبار أن العديد من المواطنين فضلوا قضاء عطلتهم الصيفية بعيدا عن مشاكل وهموم هذه المدينة. الاكتظاظ في شوارع العاصمة الاقتصادية أصبح مشكلا يؤرق الكثير من المواطنين، فرغم إحداث مشروعين في الآونة الأخيرة، ويتعلق الأمر بقنطرتين، الأولى في ساحة شميكلور والثانية في شارع عبد الرحيم بوعبيد، فإن ذلك لم يغير في الصورة أي شيء، وظل الإشكال المتعلق بالاكتظاظ في شوارع العاصمة الاقتصادية يؤرق الكثير من المواطنين والسلطات العمومية، حيث ظل هذا الإشكال حاضرا في الكثير من المناسبات. ويؤكد مصدر ل"المساء" أن الأزمة المرتبطة بالاكتظاظ في الشوارع من شأنها أن تساهم في تقليص حجم معدلات الاستثمار، في مدينة تسعى إلى أن تتحول إلى قطب مالي، على اعتبار أن بعض المستثمرين لا يرغبون في استثمار أموالهم في مدينة يشكل التجول فيها عبر السيارة أرقا للجميع، سواء بالنسبة إلى السائقين أو الراجلين. وتؤكد بعض المصادر أن من بين الأشياء التي ساهمت في تعميق حدة الاكتظاظ القضية المرتبطة بالارتفاع المرعب في عدد السيارات، إذ تضاعف عددها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وفي هذا السياق يقول أحد سائقي سيارات الأجرة "إن التسهيلات في منح القروض هي التي ساهمت في تعميق أزمة التنقل في المدينة، ولم يواكب ذلك شق طرق وشوارع جديدة". وخلال المرحلة السابقة لإنجاز مشروع "الطرامواي" في الدار البيضاء، ظل المدافعون عن هذا المشروع يؤكدون أن من شأنه تقليص حجم الاكتظاظ في الشوارع، على اعتبار أن مجموعة من المواطنين سيعتمدون على هذه الوسيلة في تحركاتهم، إلا أن هذا الأمر ظل مجرد حلم جميل، يقول سائق سيارة الأجرة ل"المساء" إن "الطرامواي قلص عرض بعض الشوارع، وهو الأمر الذي زاد من تعميق مشكل الاكتظاظ في المدين. وللإشارة، كانت السلطات العمومية في الدار البيضاء رصدت حوالي 34 مليار سنتيم، لإنجاز قنطرتي "شميكلور" وعبد الرحيم بوعبيد، حيث تم رصد 12 مليارا لنفق عبد الرحيم بوعبيد الذي يوجد بمنطقة الوازيس، والذي يمر من تحت محطة القطار الوازيس وتحت شارع مكة وصولا إلى شارع تدارت، نحو مخرج الطريق السريع الحضري. و22 مليار سنتيم لنفق "شميكلور" الرابط بين شارع محمد السادس مرورا بساحة دكار، ثم شارع المقاومة تحت شارع محمد الخامس وينتهي في ساحة الزلاقة، إلا أن هذين المشروعين لم يتمكنا لحد الساعة من تخفيف العذاب اليومي الذي يعانيه