يتضمن برنامج تهيئة البنيات التحتية في الدارالبيضاء الذي التزمت السلطات العمومية بتنفيذه خلال الخمس سنوات المقبلة مجموعة من الأنفاق تحت أرضية، بهدف التخفيف من حدة حركة السير والجولان في مجموعة من النقاط السوداء في العاصمة الاقتصادية. وحسب معطيات تتوفر لدى "المساء"، فإنه سيتم إنجاز أنفاق تحت أرضية في شارعي الزرقطوني وغاندي بمبلغ 800 مليون درهم، إضافة إلى إنجاز نفق تحت أرضي بشارع الموحدين بمبلغ 600 مليون درهم ومرائب علوية للسيارات بمبلغ 400 مليون درهم، لكن هل بهذه الأنفاق سيتم حل الإشكال المرتبط بالاكتظاظ في شوارع الدارالبيضاء، لاسيما أن المدينة عرفت قبل شهور إنجاز نفقين مهمين في ساحة "شميكلور" وبوعبيد"؟. العديد من المصادر المتطابقة تؤكد أن الإشكال المرتبط بالاكتظاظ في الدارالبيضاء يحتاج إلى رؤية شمولية تستحضر جميع المعطيات المتعلقة بهذا الإشكال، من بينها القضايا المتعلقة بركن السيارات في الشوارع والباعة المتجولين الذين "يستعمرون" بعض الشوارع، إضافة إلى الزيادة الكبيرة في عدد السيارات، حيث تضاعف عدد السيارات بشكل كبير في العشرية الأخيرة. الاكتظاظ في العاصمة الاقتصادية لم يعد يطيقه أحد والمشاريع المرتبطة بالأنفاق يمكنها أن تخفف من حدة الاكتظاظ في الشوارع التي سيتم إنجازها، لكن دون أن ينعكس ذلك على باقي مناطق الدارالبيضاء، خاصة أن هذا الاكتظاظ لم يعد مرتبطا فقط بوسط المدينة أو المعاريف كما كان الحال في السابق، بل إن الأمر وصل إلى مناطق محيطية كثيرة في المدينة (الحي الحسني، الحي المحمدي، اسباتة، عين الشق الفداء.. مولاي رشيد...". ومن بين الاقتراحات التي يتم الترويج لها منذ سنوات من قبل بعض المتتبعين للشأن المحلي لتفادي حالة الاكتظاظ ضرورة تخصيص أماكن خاصة بالحافلات، لاسيما في الشوارع التي لا يمر فيها الطرامواي، حيث ستمكن هذه العملية من التحكم في مواعيد مرور الحافلات، كما أنها ستخفف من حدة الأزمة الخانقة على مستوى حركة السير والجولان، بالإضافة إلى الإكثار من عدد خطوط "الطرامواي" ووسائل النقل الجماعية، لأن هذه الوسائل ستجعل الكثير من البيضاويين يستغنون عن استعمال سياراتهم في أوقات العمل ويستعينون بخدمات هذه الوسائل، والإكثار من إنجاز مرائب السيارات. هذه الاقتراحات وغيرها ما تزال معلقة، الأمر الذي يدفع مصادر للتأكيد على ضرورة فتح نقاش عمومي لإيجاد حلول ناجعة لهذه الإشكالية، لأن هذه الأنفاق، رغم أهميتها، يبقى دورها محدودا، لأنها تخفف فقط الاكتظاظ في المحيط الذي توجد به، وذلك في حالة استعمالها من طرف السائقين. وفي السياق المتعلق بالبنيات التحتية في جهة الدارالبيضاء الكبرى تم رصد مبلغ 11 مليار درهم ضمن مخطط تنمية الجهة يهدف إلى إنجاز برنامج تهيئة الطرق الحضرية داخل العمالات والأقاليم (إقليمي النواصر ومديونة وعمالتي المحمديةوالدارالبيضاء) ومشاريع مهيكلة لتهيئة الطرق ما بين العمالات، ومشاريع مهيكلة لتهيئة الطرق بالنواصر والمحمدية ووضع كاميرات للمراقبة وتحديث مخطط التنقلات الحضرية وبرنامج تهيئة الطرق السيارة بالدارالبيضاء الكبرى وتحسين الربط بين الدارالبيضاء ومطار محمد الخامس.