ينعم السائقون في الدارالبيضاء، هذه الأيام، بالقليل من الراحة والطمأنينة في تحركاتهم اليومية، والسبب لا يرجع إلى شق طرق جديدة وإحداث قناطر، ولكن بكل بساطة بفضل الاحتفال بعيد الأضحى، فالعديد من سكان العاصمة الاقتصادية يفضلون قضاء هذه المناسبة الدينية بين أحضان أسرهم في مدنهم الأصلية، وهو ما يخفف بشدة من حركة السير والجولان. ومنذ سنوات طويلة اعتاد المواطنون الذين يفضلون قضاء عيد الأضحى في الدارالبيضاء على مشهد الشوارع التي تكاد تكون خالية من السيارات فيما جل المحلات الموصدة، ومن بين هؤلاء المواطنين من لا يخفي إعجابه بوضعية المدينة خلال أيام العيد، وقال أحد المواطنين "راه الدنيا باقي خاوية شوية، تقدر توصل لمقر العمل ديالك في حوالي 20 دقيقة تقريبا". وتعتبر أيام عيد الأضحى والعطلة الصيفية، خاصة شهر غشت من الأيام المفضلة لدى العديد من السائقين في العاصمة الاقتصادية، ففي هذه الأيام تصبح حركة السير أقل من المتوسط، وهو ما يتيح سيولة كبيرة على مستوى حركة السير والجولان، وإلى جانب السكان الذين يفضلون قضاء عطلة العيد مع عائلاتهم خارج هذه المدينة، فإن العطلة المدرسية تساهم كذلك في تخفيف حركة السير على مستوى المدينة كما يقول أحد المواطنين "مباشرة بعد دخول التلاميذ من العطلة المدرسية ستعود شوارع المدينة إلى الاكتظاظ من جديد". وتضاعف عدد السيارات في الدارالبيضاء في العشرية الأخيرة بشكل لافت، ففي الوقت الذي لم يكن عددها يناهز 300 ألف سيارة في بداية الألفية الحالية، وصل العدد حاليا إلى أزيد من مليون و200 ألف سيارة، الرقم المرعب لعدد السيارات في الدارالبيضاء أصبح يثير الكثير من الإشكاليات المرتبطة بالنقل والتنقل. ومن المشاريع التي تعول عليها المدينة لتخفيف حركة السير والجولان طيلة أيام السنة المدار الجنوبي- الغربي الذي سيساهم في تخفيف حدة الازدحام الذي تعاني منه المدينة وتحسين السلامة الطرقية، مع تيسير الولوج للطرق السيارة الثلاثة الموجودة (الدارالبيضاء- الجديدة، الدارالبيضاء- مراكش، والدارالبيضاء- الرباط)، وطريق المنطقة السياحية على الشريط الساحلي الغربي، والمناطق العمرانية الجديدة، إضافة إلى مشاريع تمديد خطوط الطرامواي، وتعزيز أسطول الحافلات، وتهيئة الطرق الحضرية والإقليمية والطرق السيارة، وإنجاز المنشآت الفنية والأنفاق تحت أرضية، والذي يعد ثاني محور في مخطط التنمية والذي حدد له مبلغ 27 مليار درهم. ويعتبر فاعلون في الدارالبيضاء أنه من أجل إحداث منظومة جديدة في حركة التنقل بالدارالبيضاء لابد من تفاعل جميع المتدخلين، وأكد مصدر ل"المساء" أنه لا يمكن لأي مشروع أن يفي بالغرض لوحده، على اعتبار أن الدارالبيضاء في حاجة ماسة إلى منظومة متكاملة تضع بعين الاعتبار التغيرات المجالية التي تعرفها المدينة، لاسيما مع ظهور الكثير من المناطق السكنية في محيط المدينة، وهو الأمر الذي يستدعي الإسراع في تنفيذ المحور الثاني ضمن مخطط التنمية المحلية والمرتبط بتعزيز الحركية على مستوى الجهة.