تعرف حركة السير بمدينة الدار البيضاء شللا تاما مما يسبب أزمة حقيقية لسكانها، وعائقا كبيرا أمام مجلس المدينة، فالبرغم من التوصيات الكثيرة المتعلقة بحل أزمة التنقل في أكبر مدينة بالمغرب، وبالرغم من بعض المشاريع المتعلقة بشق الطرق وإحداث الأنفاق والمرتبطة أساسا بعملية توسيع الطريق الحضري السريع لينتقل من ممرين إلى ثلاث ممرات، وإحداث الخط الأول للترامواي، وإنجاز نفقي عبد الرحيم بوعبيد و"شيمي كولور" الذي تم تدشينه خلال الأيام الماضية، فإن المدينة لاتزال تعرف مشكلا عويصا في حركة السير. ويكفي أن يقوم أي مواطن بجولة صغيرة في شوارع المدينة ليقف على حقيقة هذا الأمر، إذ سيجد نفسه مجبرا على الانتظار لساعات للبحث عن وسيلة للخروج من زحمة واكتظاظ الشوارع، خاصة الرئيسية منها كشارع الزرقطوني، ودرب عمر... وغيرها من الشوارع الرئيسية التي تعرف شللا مزمنا في أوقات الذروة. فبالإضافة إلى هشاشة البنية التحتية، يساهم التوسع العمراني، كذلك، في استفحال أزمة السير بالبيضاء، إضافة إلى الأشغال التي تعرفها معظم الشوارع لإعادة هيكلتها، وقلة حافلات النقل وتدهور أغلبيتها، ناهيك عن احتلال الباعة المتجولين لأرصفة الشوارع بطريقة فوضوية وغير مهيكلة، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يعرف عددهم ارتفاعا كبيرا يساعد بشكل مباشر في خنق ممرات وسبل السير. وتساهم كثرة السيارات وعدم احترام الراجلين لقانون السير وضيق الطرقات في تكريس الازدحام الذي تزيد حدته خلال أيام الشهر الفضيل، يقول أحد سائقي السيارات الصغرى: نحن دائما على هذه الحال، بسبب الاختلالات الموجودة في حركة السير والجولان، التي يسببها بعض الراجلين أو السائقين"، فبل أن يضيف: "لا أحد يلتزم بواجباته في ما يخص قانون السير". و للحد من هذه الأزمة مستقبلا ما زال مجلس المدينة يدرس خططا جديدة قد تعود بالنفع على العاصمة الاقتصادية، كإحداث مجموعة من خطوط الطرامواي، بعدما تم الاستغناء عن مشروع "الميترو" العلوي واستكمال مشروع توسيع الشوارع، وتوفير حافلات نقل جديدة تليق بمستوى وقيمة المواطنين. ومن المفترض أن تتم مناقشة القضية المتعلقة بالنقل في مدينة الدارالبيضاء خلال أشغال الدورة العادية للمجلس الجماعي لمدينة الدار البيضاء التي ستنعقد غدا الخميس، بعدما قرر المكتب المسير للمدينة الاستغناء عن مشروع "الميترو" العلوي وتعويضه بأربعة خطوط. القضية التي ما تزال تثير مجموعة من ردود الفعل، حيث يؤكد بعض المنتخبين أن الاستغناء عن هذا المشروع بهذه الطريقة لم يكن قرارا صائبا. وفي الشق المرتبط بالنقل، أفاد مصدر مهني ل"المساء" أن العديد من مهنيي النقل الطرقي الذين ينتمون إلى نقابات مختلفة بالبيضاء يرفضون بشدة طرح قضية تجديد أسطول الطاكسيات في هذه الظرفية، خاصة أن مجموعة من المهنيين يعانون مشاكل اجتماعية صعبة. وقال المتحدث ذاته: "إنه كان على الحكومة الاستجابة للمطالب الاجتماعية لمهنيي النقل الطرقي قبل اتخاذ أي قرار آخر، وأضاف أن الاعتراض ليس فقط على خطة تجديد الأسطول ولكن أيضا على جميع القرارات الأحادية التي تتبناها الحكومة مؤخرا. سمية واعزيز