احتل المحور المرتبط بتعزيز الحركية بجهة الدارالبيضاء ضمن مخطط تنمية المدينة المرتبة الأولى من حيث المبلغ المالي المخصص لهذا الغرض (27 مليار درهم)، وهو ما يعني أن هناك إحساسا عاما لدى جميع المتدخلين في المدينة بخطورة الوضع الذي آلت إليه العاصمة الاقتصادية في ما يخص حركة السير والجولان. فلم يعد ينعم سكان المدينة بلحظات من الهدوء والطمأنينة بسبب الاكتظاظ الكبير الذي تشهده الشوارع، وعجزت العديد من الاستراتيجيات السابقة في وضع حد للمشاكل الكثيرة التي يعانيها المواطن البيضاوي مع قلة وسائل النقل الحضري، بما فيها التجربة التي بشر بها العمدة محمد ساجد ومن يدورون في فلكه قبل أزيد من عشر سنوات، والمرتبطة بالتدبير المفوض لقطاع النقل الحضري، فحافلات شركة "نقل المدينة" تقف عاجزة عن سد الخصاص الكبير الذي يعرفه قطاع النقل في أكبر مدينة في المغرب. وإذا كان الخط الأول ل"الطرامواي" خفف ولو نسبيا من أزمة التنقل في الأحياء والمناطق التي يمر منها، فإن سكانا كثيرين في أحياء عديدة بالعاصمة الاقتصادية لا يجدون وسيلة نقل تقلهم إلى وجهتهم، بسبب عدم ربطها بالحافلات أو الطاكسيات من الحجم الكبير، وهو الأمر الذي يجعلهم يتسعينون إما بالعربات المجرورة أو "الخطافة" في أحسن الأحوال. المخطط تنمية الدارالبيضاء استحضر بشكل كبير هذا المعطى وتحدث بإسهاب عن ضرورة تمديد خطوط الطرامواي، وتعزيز أسطول الحافلات، وتهيئة الطرق الحضرية والإقليمية والطرق السيارة، وإنجاز المنشآت الفنية والأنفاق تحت أرضية، وتم تحديد مدة خمس سنوات لإنجاز هذه المشاريع، التي ينتظرها سكان عديدون بفارغ الصبر، لأنهم ضاقوا ذرعا من الأزمة الخانقة في المواصلات. السؤال الذي يتبادر لأذهان المتتبعين للشأن المحلي البيضاوي هو: هل ستتمكن السلطات العمومية من تحقيق أهداف مخطط التنمية في شقه المرتبط بتعزيز الحركية على مستوى الجهة في المدة التي تم الإعلان عنها (خمس سنوات)، مصدر مطلع سبق أن أكد ل"المساء" أن الخط الثاني لمشروع الطرامواي ستبدأ الأشغال فيه خلال السنة المقبلة، على اعتبار أن الدراسات المرتبطة بهذا المشروع تكاد تكون منتهية، وأضاف أن المشروع متعلق بالحي المحمدي وعين السبع، وقال: "لقد تقدمت الأشغال في الخط الثاني بشكل كبير، ويمكن القول إن الأشغال ستبدأ خلال السنة المقبلة. وأوضح المصدر ذاته أن الأمر لا يتعلق بهذا الخط فقط، بل سيتم ذلك استغلال الدراسات السابقة للميترو العلوي، لإنجاز خط ثالث من الطرامواي، وهو الأمر الذي سيساعد على إنجاز ثلاثة خطوط من الطرامواي، ما سيساعد في ظهور وسائل نقل جماعية ينتظرها سكان المدينة بفارغ الصبر، وهو ما يعني أنه بإمكان الدارالبيضاء في غضون خمس سنوات المقبلة إنجاز مجموعة من خطوط الطرامواي، فهل سيكون بمقدور البيضاويين رؤية خطوط جديدة لهذه الوسيلة في السنوات الخمس المقبلة؟ أم أن ذلك سيبقى ذلك مجرد حلم جميل بالنسبة إليهم؟