قال علال العمراوي، نائب رئيس الجماعة الحضرية لفاس، إن مدينة فاس ستتوفر بدورها، وعلى غرار مدينتي الرباطوالدار البيضاء، على ( الترامواي ) كوسيلة نقل جديدة وذلك في السنوات القليلة القادمة. صورة لترامواي الدارالبيضاء أكد العمراوي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن دراسات الجدوى الخاصة بهذا المشروع "قد انتهت عمليا"، مشيرا إلى أن مدينة فاس سيكون لها هي الأخرى وسيلة جديدة لتأمين النقل الحضري هي (الترمواي). وذكر بأن مدينة فاس كانت شرعت منذ سنة 2003 في وضع مجموعة من التصورات والاختيارات حول الكيفية المثلى للنهوض بقطاع النقل الحضري، وذلك بهدف تنويع العرض لفائدة سكان المدينة مشيرا إلى أن (الترامواي) جاء في مقدمة هذه الاختيارات التي تقرر اعتمادها، بالنظر لانعكاساته الإيجابية على جودة النقل وعلى الحركية الاقتصادية والاجتماعية، وكذا باعتباره وسيلة نقل "تحافظ على البيئة ومضمونة ومريحة". وأوضح أن دراسات الجدوى الخاصة بهذا المشروع، التي شرع في إنجازها منذ ذلك الوقت بدعم ومساعدة من بعض المدن التي لها شراكة مع مدينة فاس، مثل ستراسبورغ ومونبليي "قد جرى الانتهاء منها"، مؤكدا على أن هذه الدراسات كشفت أن بنية العاصمة العلمية للمملكة قادرة على احتضان هذا المشروع، كما أنها حددت المحاور التي ستشغلها خطوط هذه الوسيلة المعتمدة في مجال النقل الحضري. وأشار نائب رئيس الجماعة الحضرية لفاس إلى أنه، وبعد الانتهاء من دراسة الجدوى التقنية الخاصة بهذا المشروع، سيجري إطلاق "دراسة جدوى مالية" من أجل الوقوف على مردودية مثل هذا النوع من المشاريع. وتابع قائلا "بعد أن انخرطت مدينتا الرباطوالدار البيضاء في هذا المشروع قررنا أن نراقب هذه التجربة، ونتتبع تطورها من أجل اتخاذ قرار صائب حول مشروع الترامواي، كوسيلة للنقل الحضري، ولمعرفة الغلاف المالي الإجمالي الذي سيكلف إنجازه". وأكد على أن هذا النوع من المشاريع "يتطلب استثمارا مهما"، وأعرب عن أمله في أن تساعد الحكومة أو جهات أخرى على بلورة هذا المشروع، وتحقيقه على أرض الواقع. وأوضح العمراوي أن هذا المشروع "لم يجر تجاهله، كما قد يعتقد البعض، بل سينجز ليساهم بدوره في تعزيز قطاع النقل الحضري بمدينة فاس". وكانت بلدية فاس عقدت سنة 2006 اجتماعا تشاوريا مع خبراء في مجال النقل الحضري ينتمون لمدن ستراسبورغ ومرسيليا وبرشلونة، خصص للتفكير في إمكانيات إطلاق مشروع الترامواي بالمدينة. وأكد العمراوي على أهمية تنمية وتطوير وسائل النقل الحضري الأخرى قبل التفكير في إطلاق مشروع الترامواي. وأشار إلى أن أوربا وقبل أن تعتمد الترامواي كوسيلة جديدة للنقل الحضري، "قامت بتطوير وسائل النقل الأخرى، كسيارات الأجرة وحافلات النقل ومترو الأنفاق، وبالتالي فإن التراموي يأتي من أجل تحقيق التكامل في عرض خدمات النقل الحضري وليس العكس". وبعد أن ذكر بأن قضية النقل الحضري تحظى بالأولوية على مستوى مدينة فاس، بالنظر لانعكاساته المباشرة على الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، استعرض مختلف الجهود التي بذلت من أجل تحسين وتطوير هذا القطاع. وأوضح أن هذه الجهود مكنت من تسجيل تحسن كبير على مستوى النقل الحضري، الذي يعتمد، لحد الآن، على قطاع حافلات النقل الحضري، مضيفا أن التفكير سيتجه الآن لتنويع هذا القطاع، من خلال إدخال مكونات جديدة كالترامواي. وكانت الجماعة الحضرية لفاس فوتت خلال الشهور الأخيرة قطاع النقل الحضري لإحدى الشركات الخاصة، بهدف عصرنة القطاع وتحسين الخدمات التي يوفرها لسكان المدينة. وشرعت هذه الشركة الخاصة في العمل وفق دفتر تحملات يتضمن اقتناء حافلات جديدة وفتح خطوط وتعزيز أخرى، وذلك عبر استثمار 180 مليون درهم خلال السنة الأولى من الاستغلال، و410 مليون درهم على امتداد الخمس سنوات المقبلة.