يسعى مجلس المدينة، في سياق مشاريع هيكلة الدارالبيضاء الكبرى إلى تحسين خدمات النقل العمومي للبيضاويين عبر تحسين البنيات التحتية، وتعزيز أسطول الحافلات، وإحداث وسيلة "المترو الهوائي". نحو عصرنة العرض الحالي من حافلات النقل العمومي كشف المجلس، أخيرا، عن بعض التدابير الجارية، لترجمة القرارات المتخذة في إطار مخطط النقل الحضري. وذكر مصدر مطلع، ل"المغربية"، أن مجلس المدينة يحرص في كل لقاء على كشف مستجدات المشاريع الهيكلية بالعاصمة الاقتصادية، موضحا أن شركة الدارالبيضاء للنقل التي أحدثت، لها مهام يتمثل بعضها في إنجاز جميع الدراسات والاستشارات المتعلقة بتطوير مجال النقل الحضري، ووضع مخططات عمل وكذا تأمين وتتبع مشاريع هذا المجال، مع تأمين ومراقبة الاستغلال وفق التفويضات المخولة من طرف المجلس الجماعي، إلى جانب التنسيق بين مختلف مشاريع النقل الحضري المزمع إنجازها. كما تتجلى مهام الشركة في التخطيط ومتابعة إنجاز البنى التحتية، ومشاريع التجهيز الخاصة بوسائل النقل الحضري، وكذا السهر على احترام مقتضيات القوانين المتعلقة باحترام البيئة بكل مشروع للنقل داخل الدارالبيضاء. ويعمل مجلس المدينة، وفق المصدر ذاته، على إيجاد حلول ناجعة لمواجهة إشكاليات حركة السير والتنقل الحضري، من خلال مواصلة وتسريع إنجاز نظام للنقل بمسارات خاصة، مثل الميترو الهوائي والحافلات بجودة عالية، ثم عصرنة العرض الحالي من حافلات النقل العمومي، باقتناء حافلات جديدة وتحسين جودة الخدمة، (وتيرة الرحلات وسرعتها وتقديم المعلومات للركاب)، بالإضافة إلى تحقيق التوافق بين حافلات النقل العمومي والطرامواي بتسريع تكامل التسعيرة بين الحافلات والطرامواي، ووضع شبكة مهيكلة من الحافلات. وهناك مخططات تهم المترو الجوي، الذي سيربط الأحياء الجنوبية للدارالبيضاء بمركز المدينة، ويتعلق الأمر بمولاي رشيد وسيدي عثمان وسباتة ودرب السلطان وبلفدير، ومرس السلطان والمعاريف وبوركون، وسيخدم المترو الجوي الذي يمتد على طول 15 كيلومتر، شوارع الزرقطوني، المقاومة ومحمد السادس، وادريس الحارثي. كما ينتظر اعتماد الربط بين خط الطرامواي والخط الحديدي الجهوي المستقبلي، وبمجرد تشغيله سيقل المترو الجوي حوالي 400 ألف راكب يوميا. في السياق ذاته، هناك مشروع تمديد خط الطرامواي في أفق الربط المباشر للحي المحمدي والفداء بأحياء المستشفيات والحي الحسني وكورنيش عين الذئاب، وسيمكن هذا التمديد من إقامة خط ثان سيكون تكميليا للخط الأول، كما هناك دراسة إقامة ربط جديد بين القطب الحضري للرحمة عبر الطرامواي على طول 4 كيلومترات. أما في ما يتعلق بحافلات النقل العمومي، فهناك مخطط يروم إلى خلق مسارات خاصة تعادل جودتها تلك التي يوفرها الطرامواي، إذ ستقدم هذه الوسيلة ميزة الحصول على كلفة إنجاز تقل عن تلك الخاصة بالطرامواي (60 مليون درهم للكيلومتر مقابل 200 مليون درهم للكيلومتر الواحد من خط الطرامواي، ويتعلق الأمر ب 4 خطوط ستنجز على طول 50 كيلومترا بنظام "الحافلات بجودة خدمة عالية". يشار إلى أن مشروع "المترو الجوي"، اتخذ قرار إطلاق الدراسات القبلية في شأنه بأبريل سنة 2013، لتنطلق في شتنبر من السنة نفسها، كما أنهيت أشغال الدراسات الجيولوجية والتقنية من طرف المختبر العمومي للتجارب والدراسات والمسوحات الطبوغرافية. كما أنهيت الدراسات المتعلقة بالأثر البيئي والاجتماعي لهذه الوسيلة، أما إعادة تمركز الشبكات الفوق والتحت أرضية مع "ليديك" والفاعلين الآخرين فهي في طور الإنجاز.