تعيش مدينة الدارالبيضاء، خلال هذه الفترة، حركية واضحة تتمثل في الأوراش الجارية لعدد من المشاريع، التي بدأت قبل أشهر في نقاط مهمة بالمدينة، فيما ستشهد بعض المناطق التابعة للمقاطعات الست عشرة، أشغالا تهدف إلى إعادة الهيكلة والصيانة لرد الاعتبار لصورة الدارالبيضاء، كولاية كبرى في المغرب. وستشهد المدينة افتتاح خمسة مشاريع كبرى، خلال هذه السنة، في حين ستشرع المقاطعات في إنجاز مخطط العمل الاستعجالي، الذي جاء لتصحيح بعض الثغرات الحاصلة، ومن ثمة تحسين عيش المواطنين في الدارالبيضاء، خاصة أن النمو الديموغرافي لم تواكبه سابقا بعض التدابير والإجراءات لخلق توازن وتكافؤ في قلب مدينة مستقطبة. سعيا لإبراز التطورات الجارية في مدينة الدارالبيضاء، التي تهم في شقها الأول "البرنامج الاستعجالي"، والشق الثاني يهم المشاريع التنموية التي تحتضنها المدينة، نظمت ندوة صحفية الاثنين الماضي، بولاية المدينة، بحضور محمد ساجد عمدة المدينة، وخالد السفير والي الجهة، لرصد برنامج تغطية الأولويات لجهة الدارالبيضاء من أجل تحسين عيش البيضاويين، بعدما جرى تخصيص 2,820 مليار درهم، منها 1,160 مليار درهم، كمساهمة من وزارة الداخلية لتمويل البرنامج. وتأسس تشخيص وبلورة هذا البرنامج على معطيات ميدانية للفاعلين العمليين، مثل مجلس الجهة ومجالس العمالات والجماعات والمقاطعات، والمجتمع المدني وفاعلين اقتصاديين وإدارة شركات عمومية وشركات التنمية المحلية. من جهة أخرى، يتضمن البرنامج بعض المقومات تتعلق بالتأهيل الحضاري للعمالات والأقاليم، والأمن، وكذا الطرق والسير، وتأهيل المساحات الخضراء وفضاءات الترفيه، ثم تعزيز شبكة النقل، وتأهيل المناطق المعزولة، دون إغفال تطوير شبكة الإنارة وتحسين الولوج إلى الخدمات الأساسية (الماء والكهرباء والتطهير)، إلى جانب تدبير النفايات والرفع من مستوى النظافة بالمدينة. ورصدت الندوة مجموعة من التدابير المندرجة في إطار "البرنامج الاستعجالي"، كما استعرضت المشاريع المهيكلة التي انطلقت سلفا. مبلغ 110 ملايين درهم لتعزيز الأمن خُصص مبلغ 40 مليون درهم لتزويد المدينة بكاميرات للمراقبة، قصد تعزيز الأمن بالدارالبيضاء، و20 مليون درهم لإقامة وتشغيل محطة مركزية لتنظيم السير، ثم 50 مليون درهم لاقتناء معدات التنقل والبث لتحسين قدرات تدخل قوات حفظ النظام، ومن ثمة تعزيز أمن البيضاويين. مبلغ 365 مليون درهم لعصرنة الطرق أطلق ورش مهم لتحسين حركة المرور بالمدنية، وتيسير تنقل السكان، بعدما خصصت وزارة الداخلية غلافا ماليا لهذا الغرض، ويهم إعادة وتهيئة 19 شارعا، و13 ملتقى بالدارالبيضاء، بكلفة تناهز 220 مليون درهم، ثم إنشاء طرق إضافية بغلاف مالي يقارب 35 مليون درهم، مع تحسين محاور السير على مستوى المقاطعات، يتعلق بالطرق والأرصفة، بقيمة مالية تقارب 110 ملايين درهم. مبلغ 245 مليون درهم لتحسين إطار العيش لخلق فضاءات جيدة للترفيه والاستجمام، سيسخر مبلغ 35 مليون درهم لتمويل حديقة الجامعة العربية وإعادة تهيئتها، فيما ستخصص 115 مليون درهم لتهيئة مساحات خضراء بالمدينة، مع الصيانة والإصلاح للطرقات والمدارات الطرقية وتأهيل الحدائق التاريخية. كما سيستثمر مبلغ 65 مليون درهم لهيكلة حديقة الحيوانات عين السبع، التي ستضم حديقة للألعاب وفضاء غابويا على مساحة ممتدة إلى 10 هكتارات. من جهة أخرى، سيعاد إصلاح وعصرنة مركب محمد الخامس بغلاف مالي يصل إلى 30 مليون درهم، إلى حين إنشاء الملعب الكبير للدارالبيضاء. مبلغ 200 مليون درهم لتحسين النقل هناك مساع للرفع من جودة الخدمات التي يقدمها قطاع النقل بالدارلبيضاء، ومن المنتظر أن يخصص غلاف بقيمة 200 مليون درهم لاقتناء حافلات جديدة للنقل العمومي، لفك معضلة الاكتظاظ بوشارع المدينة مبلغ 620 مليون درهم لتأهيل محيط المدينة جرى تحديد 3 مناطق للاستفادة من برنامج تأهيل المناطق المحيطة بالدارالبيضاء، والمفتقرة للتجهيزات، ولهذا وقعت ثلاث اتفاقيات تتعلق بصرف 620 مليون درهم لتمكين سكان دوار مكانسة ودواوير سيدي بلحسن، ثم الهراويين من الولوج إلى الخدمات الأساسية. مبلغ 138 مليون درهم للإنارة العمومية ستتخذ بعض التدابير لتجديد شبكة الإنارة العمومية وتوسيعها، على مستوى الجماعات الخاضعة للسلطة المفوضة، (الدارالبيضاء، المحمدية، وعين حرودة)، للرفع من نسبة الإنارة بمجموع الدارالبيضاء، وسيكلف هذا المشروع حوالي 138 مليون درهم. من جهة أخرى، ستستفيد حوالي 1000 أسرة من الربط الفردي بالماء الشروب والكهرباء، تقطن بالفداء وعين السبع والمدينة القديمة، ومولاي رشيد، وابن امسيك ودرب السلطان، وتبلغ كلفة المشروع حوالي 19 مليون درهم. مبلغ 250 مليون درهم للتطهير يهدف مشروع ربط مجموع المواطنين بنظام التطهير، إلى إنجاز أشغال توسيع وتمديد الشبكة الضرورية، لربط التجزئات والإقامات والمساكن القائمة بنظام التطهير السائل. ويشمل هذا البرنامج ربط جميع التجزئات الموصولة وغير الموصولة بالشبكة العمومية للتطهير، تتعلق بالتجزئات القائمة والمأهولة، منذ سنوات، وجرى الترخيص للعديد منها بإقامة تجهيزات للتطهير الخاص، مثل حفر تجميع المخلفات. مبلغ 119 مليون درهم لولوج خدمات التطهير يُتوخى من هذه الإنجاز المندرج في سياق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تطوير وتفعيل شبكات توزيع الماء الشروب والكهرباء، إلى جانب إقامة تجهيزات لتطهير المياه المستعملة، لفائدة الدواوير وضواحي الدارالبيضاء، خاصة أقاليم مديونة والمحمدية والنواصر، وهناك مبلغ آخر يناهز 39 مليون درهم لتعويض وتجديد السبكات الموجودة. مبلغ 480 مليون درهم لتدبير النفايات يحرص مجلس مدينة الدارالبيضاء على إيجاد كيفيات جديدة تساعد على تدبير قطاع النظافة بشكل أمثل، وعلى هذا الأساس خصصت ميزانية 480 مليون درهم، لضمان خدمة جيدة للنظافة وتدبير ناجع للنفايات بمجموع الدارلبيضاء. ومن المرتقب اقتناء 220 تجهيزا مجرورا يوجه للجمع الجوال للنفايات، ويهم الأمر شاحنات لجمع النفايات، ومعدات لحملها وغيرها، وكذا شراء 80 عربة مجرورة للتنظيف (منها 6 للشواطئ)، وتتمثل في مكانس ميكانيكية للطرقات، ومكانس، ومعدات للغسل، وجرارات. كما سيتم اقتناء 9920 مستوعبا وصندوقا، منها 20 مدفونة و151 بسعة كبيرة، إلى جانب 9000 سلة مهملات، تتجلى في سلال عمومية للنفايات، وصهاريج من الصلب، وسلال معدنية، ودلاء قابلة للإزالة ينتظر وضعها بمجموع أنحاء المدينة، ثم 870 نقطة لتجميع النفايات المنزلية، والنفايات الخضراء، والنفايات الخاملة والضخمة. من جهة أخرى، يرتقب إحداث هيأة جديدة لمراقبة وتتبع العقود. تحتضن مدينة الدارالبيضاء، في سياق تنفيذ تدابير "برنامج تغطية الأولويات لجهة الدارلبيضاء الكبرى 2014"، مشاريع بالموازاة، بدأت أشغالها قبل فترات، فيما ستنتهي خمسة مشاريع منها هذه السنة في تواريخ متفرقة. مبلغ 240 مليون درهم لإنجاز نفق دكار سيساعد نفق المدار الطرقي "دكار" المعروف ب"شيميكولور" على تسهيل حركة المرور، اعتبارا إلى أن هذه النقطة تعد التقاء لعدد من المفترقات الطرقية، ومول المشروع من قبل الجماعة الحضرية للدارالبيضاء وصندوق التجهيز الجماعي، بقيمة مالية تقارب 240 مليون درهم، بعدما أطلقت أشغال المشروع في مارس 2012، ومن المنتظر بدء استغلاله نهاية شهر مارس المقبل. ويتميز النفق بوجود منافذ للإغاثة وتجهيزات للتهوية والإنارة، ومخادع للسلامة والحريق، وتجهيزات للمراقبة الإلكترونية. مبلغ 400 مليون درهم لحديقة سندباد تعد حديقة سندباد أول حديقة للألعاب في المغرب، وستفتح أبوابها شهر دجنبر المقبل، حيث ستكون بمثابة قطب حقيقي للترفيه، يحتوي على مكونات فندقية وخدماتية، إضافة إلى حديقة للألعاب، متوفرة على 16 تجهيزا للعب (كراسي طائرة، وكاروسيل، ومنعرجات للتزلج، وسفينة قراصنة). ويقوم هذا المشروع الذي أنجز من طرف مجموعة "أليانس" و"صوميد" و"سوسييتي جنرال دي ألب" على مساحة تمتد إلى 160.863 مترا مربعا، وسيتضمن حديقة للحيوانات تأوي مئات الفصائل الحيوانية على مساحة 48.104 أمتار مربعة، وحديقة أركيولوجية موجهة لعصور ما قبل التاريخ وللتربية البيئية، التي ستغطي فضاء ممتد على مساحة 31.450 أمتار مربعة. وتبلغ تكلفته 400 مليون درهم. مبلغ 400 مليون لإنجاز الطريق المداري سيخول الطريق المداري الجديد، الذي سيخدم المدينة (الحي الحسني، ليساسفة، بوسكورة، ودار بوعزة)، المدار الجديد، جنوب غرب، تجنبا لوسط المدينة، وتطلب إنجاز الطريق المداري، الممول عبر استثمار مشترك بين وزارة التجهيز والنقل ومجلس المدينة، غلافا ماليا بقيمة 400 مليون درهم. ويتخذ هذا الطريق المداري شكل طريق سريع بمسارين 2*2 على طول 8.7 كيلومترات، وسيحظى بثلاثة بدالات على مستوى طريق الجديدة وطريق الرحمة وطريق أزمور، ومن المنتظر دخول الطريق حيز الاستغلال صيف هذه السنة. مبلغ 500 مليون لتوسيع الطريق السيار حضري بعد أشغال توسيع الطريق السيار الحضري للدارالبيضاء إلى 3 مسارات، على طول 20.5 كيلومترا، يرتقب أن يكون عمليا شهر أبريل المقبل، إذ تطلب إنجاز المشروع غلافا ماليا يصل على 500 مليون درهم، وسيسمح بتحسين انسيابية حركة السير المهمة لولوج المدينة. مبلغ 9 ملايير درهم لإنجاز المترو الهوائي أنهيت الدراسات التنقية لمشروع "المترو الهوائي، فيما التركيبة المالية في طور الإنهاء، وسيمكن هذا المشروع من ربط وخدمة العديد من أحياء الدارالبيضاء، (مولاي رشدي، وسيدي عثمان، والمعاريف وبوركون، وسباتة ودرب السلطان، ولاجيروند)، كما سيربط الأحياء التي لا يخدمها الخط الأول ل"الطرامواي". وتصل سعة المترو الهوائي إلى 400 ألف راكب، خلال اليوم الواحد، وسيكلف إنجازه استثمارات 9 ملايير درهم. مبلغ 1,4 مليار درهم لبناء المسرح الكبير ستنطلق أشغال المسرح الكبير، خلال النصف الأول من هذه السنة، ويمزج المسرح الذي وضع تصوره على شكل مدينة ثقافية من قبل "بروتزامبارك" (مكتب كريستيان دو بروتزامبارك)، بشراكة مع المهندس المغربي رشيد الأندلسي، بين تراث ومعاصرة مدينة الدارالبيضاء، عبر مداخل متعددة تحول المكان إلى مدينة حقيقية، وموقع بوسط المقاهي ومكتبات المنطقة، ومسرح يحظى بمظلة كبيرة تحتضن الساحة بأكملها، وقاعة عروض مفتوحة على الساحة تسمح بتنظيم العروض بالهواء الطلق. وسيفتح المسرح الكبير أبوابه سنة 2017، بعد ثلاث سنوات من أشغال الإنجاز، فيما يكلف إنجازه مبلغا يصل إلى 1.4 مليار درهم. مبلغ 850 مليون درهم لحماية المدينة من الفيضانات وقعت أخيرا، اتفاقية تمويل ومنح أولى طلبات العروض الخاصة بإنجاز القناة الغربية، من أجل حماية المدينة من الفيضانات، وسيسمح المشروع الذي يعد ثمرة التعبئة المالية لمجموعة من الفاعلين، بتصريف مياه واد بوسكورة نحو المحيط بالقرب من منطقة سيدي عبد الرحمان، لحماية المدينة من مخاطر الفيضانات، خلال ارتفاع مستوى المياه بالوادي. وستطلب مشروع القناة غلافا ماليا يزيد عن 850 مليون درهم، كما منحت أولى طلبات العروض الخاص به، في أفق انطلاق الأشغال به، خلال النصف الأول من هذه السنة. مبلغ 700 مليون درهم لتحسين انسيابية حركة السير تتواصل المشاريع الكبرى الرامية إلى تحسين انسيابية حركة السير، مع قرب انتهاء اتفاقية التمويل المرتبطة بتهيئة العقدة "أ" بملتقى العمالات، وتلك المتعلقة بملتقى "عزبان" على الطريق الوطنية رقم 1، وسيتطلب هذا المشروع غلافا استثماريا بقمية 700 مليون درهم، وسيساعد على تخفيف حركة السير على مستوى المحاور الطرقية. كما أن هناك مشروع إطلاق أشغال قنطرة بملتقى سيدي معروف، خلال السنة الجارية، وسيتطلب إنجازها غلافا ماليا بقمية 700 مليون درهم. مبلغ 1,7 مليار درهم لحل إشكالية السكن وضعت سلطات مدينة الدارالبيضاء، إطارا تعاقديا للتدبير وبرنامج متكاملا لإعادة إسكان 9250 أسرة، معنية بالإخلاء الفوري، وسيكلف هذا البرنامج الذي يمتد تنفيذه على مدى 36 شهرا، حوالي 1,7 مليار درهم. كما أن هناك جهودا لتسريع عملية إعادة الإسكان واستبدال دور الصفيح بفضاءات جديدة للعيش، توفر مجموع التجهيزات الاجتماعية الضرورية، ولهذا الغرض جرت تعبئة غلاف مالي بقيمة 5 ملايير درهم، وأعيد إسكان حوالي 55 ألف أسرة. محاربة تلوث الساحل بالجهة الشرقية ستتوفر الدارالبيضاء قريبا على قناة ساحلية لشرقها، قصد تنظيف المدينة وجعلها موصولة بشبكة تطهير، ويهدف هذا المشروع محاربة تلوث الساحل بالجهة الشرقية، ستكون القناة مسخرة لالتقاط وتحويل المياه العادمة، وتمتد على طول 22 كيلومترا، إضافة إلى وجود محطة للمعالجة القبلية على مستوى البرنوصي وقناة بحرية للتصريف على طول 2.2 كيلومتر، وسيكون المشروع جاهزا شهر دجنبر المقبل.