نجح رجال الدرك في بلدة غفساي بضواحي إقليم تاونات في وضع حد لزعيم عصابة متهم باستعمال سلاح القنص للسطو على ممتلكات السكان. وتواصل مصالح الدرك البحث عن باقي أعضاء هذه العصابة التي كانت تفضل مباغتة المزارعين انطلاقا من الغابات المجاورة ومداهمة منازلهم وسرقة أموالهم وبهائمهم تحت التهديد باستعمال السلاح، قبل التواري مجددا بالغابات. وتعمل هذه العصابة على نقل المسروق وترويجه في مناطق أخرى. وقد دفعت هذه الهجومات المباغتة التي استمرت منذ حوالي 3 سنوات ساكنة المنطقة إلى تكوين مجموعات لتأمين تنقلاتهم. ففي 16 نونبر الماضي، اقتحمت العصابة دوار عين اقشر بجماعة تفرانت ببلدة غفساي، مستعملة ثلاثة أسلحة نارية. وأثار هذا الهجوم حالة من الذعر في أوساط الساكنة. وأطلقت المجموعة 8 رصاصات أصابت شظاياها فردين من الدوار. ولم يتمكن سكان الدوار الذين تكتلوا لرد الهجوم المباغت من إلقاء القبض على أفراد المجموعة الذين لاذوا بالفرار. وساعد حضور رجال درك كل من بلدات الورتزاغ والقرية وغفساي السكان في ملاحقة المجموعة وإلقاء القبض على اثنين من معاوني المتهم بتزعم العصابة. كما ألقي القبض على شخصين من أقرباء زوجته وأطلق سراح أحدهما فيما الباقون حددت جلسة محاكمتهم في 14 يناير من 2010. ولم يجد زعيم المجموعة التي تتهمها الساكنة بزرع الرعب في أوساطها لما يقرب من 3 سنوات، من حل سوى تقديم نفسه لدرك بلدة الورتزاغ بضواحي تاونات. ويواجه زعيم المجموعة، الذي يراهن على قرار تقديم نفسه للسلطات للتخفيف من الحكم القضائي الذي ينتظره، عدة تهم تتعلق بالسرقة واستعمال السلاح الناري وإضرام النار في محل تجاري والاختطاف والهجوم على مساكن الغير. وحددت أولى جلسات محاكمته في 28 دجنبر الجاري. ويرتقب أن يقدم إلى المحاكمة، في حالة اعتقال، رفقة رفاقه المعتقلين في المجموعة الأولى، وذلك إلى جانب تقديمه مع معتقلي المجموعة الثانية في 14 يناير المقبل. وإلى جانب هذه التهم، فإن زعيم المجموعة سيمثل أمام القضاء في ملف آخر لم تحدد جلسته بعد ويتعلق بإضرام النار في محل تجاري بدوار أولاد بوعسول ببلدة غفساي نتيجة صراعات انتخابية. ويراهن ساكنة هذه المنطقة على جلسات التحقيق مع زعيم المجموعة الذي وضع تحت حراسة مشددة بالسجن المحلي عين قادوس بفاس، لكشف الغموض الذي يلف هجومات هذه المجموعة والجهات التي يمكن أن تكون متورطة في التواطؤ معها، في وقت يشير فيه عدد من ساكنة المنطقة إلى أن عمليات المجموعة تأججت كذلك في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة. وتعرف بلدة غفساي بكونها من المناطق التي غزتها زراعة القنب الهندي في السنين الأخيرة. وتغيرت الأحوال الاجتماعية لعدد من مزارعيها الصغار. لكن هذه الزراعة فتحت المجال أمام تنامي الإجرام وانتشار الاعتداءات على هؤلاء. ويجد أغلب المزارعين صعوبة في الإدلاء بشكايات في هذه الاعتداءات والسرقات لرجال الدرك، خوفا، تارة، من أن تكون أسماؤهم ضمن قائمة المبحوث عنهم في قضايا زراعة الكيف، وتارة أخرى، خشية انتقام محتمل لأفراد المجموعات المعتدية.