تسيطر حالة من الهلع على عدد كبير من المزارعين «الصغار» للقنب الهندي ببلدة غفساي بضواحي تاونات، نتيجة هجومات متكررة لعصابات مقنعة تنفذ عملياتها أثناء حلول الظلام. وقد سبق لهؤلاء المزارعين أن اشتكوا من «مشاكسة» عناصر محسوبة على جهاز الدرك لهم عبر مداهمة دواويرهم وتهديد ذكور الدواوير بالاعتقال تفعيلا لمذكرات بحث يقال إنها صادرة في حقهم بتهمة زراعة «الكيف». ولا يستطيع أغلب ضحايا هذه العصابات التوجه بشكاياتهم إلى مقرات الدرك بالمنطقة، خوفا من أن يطالهم الاعتقال بتهمة زراعة «الكيف» التي تطاردهم أينما حلوا وارتحلوا. ما يزيد من تفاقم أزمتهم مع المجرمين. وأفضت هجومات المقنعين على دواوير هذه المنطقة التي تعيش تنامي الإجرام بسبب تفشي استهلاك المخدرات بها، إلى السطو وسرقة محلات تجارية صغيرة بكل من تافرانت وبني كيسان وافراوة وسرقة مبلغ 42 مليون سنتيم بدوار حجر زيامة. وبين كل هذه الهجومات، تم العثور على جثة مواطن بدوار القليعة. ولا يزال التحقيق جاريا لتحديد ملابسات وفاة هذا المواطن. كما تم الهجوم، في نهاية الأسبوع الماضي، على محطة للوقود بمركز دائرة غفساي وسلب أحد عمالها ما بحوزته من أموال، بعدما عمد المقنعون في جنح الظلام إلى تكسير أضواء المحطة. وأفضت مطاردة بعض المواطنين لأفراد هذه المجموعة إلى إلقاء القبض على أحد أفرادها. وتستعين بعض هذه المجموعات بسيارات من نوع «مرسيديس». كما تستعين بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء، وعلى رأسها السيوف والسكاكين لتنفيذ عملياتها. وتبين للسكان، بعد إلقاء القبض على أحد المتهمين بتنفيذ الهجوم على محطة الوقود أنه يشتغل سائقا لسيارة العصابة. ويقول حميد دويمة، أحد الفعاليات الجمعوية بالمنطقة، إن المداهمات الليلية التي يتعرض لها سكان هذه البوادي في الأشهر القليلة مرشحة للارتفاع أمام شساعة المنطقة وكثرة المواصلات التي أصبحت تميزها. ويشير دويمة إلى أن ضواحي تاونات أصبحت تعاني من نزوح الجانحين من المركز في اتجاه غاباتها كملجأ للتخطيط لتنفيذ الاعتداءات والاختباء وتقسيم الغنيمة، وذلك بعدما تم تضييق الخناق عليهم في المدن.