حركة غير عادية تشهدها شوارع مدينة تاونات والجماعات المجاورة لها. مجموعات بشرية تخترق شوارعها يوميا مبكرا، تترصد عيونهم سيارات الأجرة والحافلات... على أكتافهم حقائب ظهر خفيفة حملت ما خف وزنه واعتبر ضروريا.مشهد يتكرر كل سنة وفي نفس التوقيت، هجرة موسمية تعرفها منطقة الريف وبعض جماعات إقليم تاونات، نحو حقول الكيف التي رغم كون زراعتها في بعض المناطق قد عرفت انخفاضا بسبب الخوف من الاعتقال والسجن، إلا أن لعبة القط والفأر لا زالت مستمرة بين السلطة ومزارعي القنب الهندي. فقد بدأت الحملات الاستباقية من طرف السلطات لمنع ومحاصرة زراعة الكيف مبكرا. اعتقالات في صفوف المزارعين بلغت إلى حد الآن حوالي127 شخصا، منهم 79 شخصا بدائرة غفساي، و48 شخصا بدائرة تاونات، وحلول بتعويض تلك الزراعة تظل استثنائية، فزراعة " نعناع كتامة" تظل صامدة في بعض المناطق لأسباب عديدة منها صعوبة التضاريس وبعد الهكتارات المغروسة لفائدة بعض أعوان السلطة وبعض النافذين في المنطقة، ممن يفضلون منحها مؤقتا لمزارعين يشكلون درعا واقيا لهم ويحول دون جر أقدامهم في مشاكل زراعة القنب الهندي. ويرى أولاد عياد رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بغفساي، أن الحملة الحالية تغيب فيها الجدية، فالعديد من المزارعين غرسوا أراضيهم ، وكان الأجدر بالسلطات أن تقوم بالحملة أثناء بيع البذور واكتراء أو شراء آلات الحرث. وتساءل أولاد عياد لما لا يتم التركيز على عملية كراء الدولة لأراضيها، ومساءلة وزارة الأوقاف حول الأراضي التي يتم كراءها: لمن تكترى؟ وفي أي نشاط فلاحي تستخدم؟ وهل المداخيل التي تحصل عليها الوزارة وتعد بالملايين هي فقط مداخيل أنشطة فلاحية عادية؟؟ خاصة وأن مداخيلها بالمنطقة تعد بالملايين.السلطات بالمنطقة قامت بتكوين لجنة إقليمية ولجنتين محليتين على مستوى كل من دائرتي تاونات وغفساي، تضم السلطات المحلية والدرك الملكي والقوات المساعدة، والمصلحة الإقليمية للمياه والغابات، عهد إليها بالقيام بجولات تفقدية وفجائية ليلا ونهارا، لمختلف المناطق المعروفة بزراعة القنب الهندي. حملة تغيب فيها الجدية حسب الحقوقي أولاد عياد، خاصة ببعض الجماعات التي تعرف الزراعة بشكل عادي، بل وشهدت عملية الحرث وقلب الأرض في غياب لأي تدخل، ولا زالت الغابة تعرف استنزافا طيلة السنة لفسح المجال أمام زراعة القنب بمنطقة سرغينة الودكة... استنزاف مستمر تتعرض له عدة مناطق وغابات الإقليم، حاولت المندوبية الإقليمية للمياه والغابات التخفيف من آثار استنزاف الغابة بالإقليم بتدشين عملية توزيع مليون شتلة من الأصناف الغابوية بالمشتل الغابوي ساحل بوطاهر، حيث سيتم غرسها على مستوى 1150 هكتار، في إطار برنامج التنمية المندمجة، الذي تسهر عليه عمالة الإقليم، لإيجاد بدائل للقضاء على زراعة القنب الهندي، وهذه الشتلات يتم توزيعها مجانا على الفلاحين والجمعيات والتعاونيات التابعة لمختلف جماعات ودوائر الإقليم