أنصار ريال مدريد غير مقتنعين حتى الآن بالسياسة التي نهجها رئيس الفريق فلورينتينو بيريث، والذي أنفق حوالي 300 مليون أورو من أجل تعزيز الفريق بلاعبين نجوم هذا الموسم، إنهم يريدون منه أن ينفق أكثر، لأنهم يعتقدون أنه لا يزال يتوفر على الكثير من المال. الاستفتاءات التي نظمها عدد من الصحف الرياضية الإسبانية على مواقعها بشبكة الأنترنيت تشير إلى أن أزيد من 85 في المائة من أنصار الفريق الأبيض يؤيدون ضم لاعبين جدد إلى الفريق خلال موسم الانتقالات الشتوي، والذي سينتهي متم شهر يناير الحالي. وسيكون مقلقا لرئيس الفريق حين سيجد أن 15 في المائة فقط من الذين شاركوا في استفتاءات الرأي يعتقدون أن الفريق كامل ولا ينقصه شيء. أنصار الفريق من دعاة التدعيم يرون أن ريال مدريد ينقصه لاعب قوي في وسط الميدان، وأيضا لاعب بارع على الجناحين. وهم يرون أن الواقع المتذبذب للفريق مرده الأساس هو أنه لا يزال هناك ضعف في وسط الميدان، رغم القوة الظاهرة للاعب لاسانا، كما لا يزال هناك ضعف بين في أجنحة الفريق، وهو ما يعيق وصول كرات جيدة إلى لاعبي الهجوم من أجل تسجيل أهداف. ربما يكون هذا الارتفاع الكبير في عدد الداعين إلى تدعيم صفوف ريال مدريد بلاعبين جدد مرده إلى الهزيمة الأخيرة التي تلقاها الفريق في برشلونة بهدف لصفر أمام البارصا. صحيح أن ريال مدريد لعب مباراة جيدة جدا، لكنه في النهاية انهزم بهدف يتيم ضد مجرى اللعب، وهذا ما جعل جمهور ريال مدريد يحس بالغبن لأن فريقه لم يكن يستحق خسارة تلك المباراة، وأن النتيجة كانت ستكون أفضل لو أن الفريق الأبيض كان يتوفر على منظم جيد للعب، مثلما كان الحال مع اللاعب زين الدين زيدان، أو مع أجنحة ممتازة كما كان الوضع مع المدافع البرازيلي الصلب روبيرتو كارلوس، والذي كان غالبا ما يتخلى عن مهامه الدفاعية ليتحول إلى جناح نشيط يمد لاعبي الهجوم بتمريرات ممتازة تتحول إلى أهداف قاتلة. لكن هناك مسألة أخرى ستزيد في الإلحاح من أجل ضم لاعبين جدد، وهي المباراة الأخيرة التي أجراها الفريق في ميدانه، وانتصر فيها بأربعة أهداف لهدفين على فريق متواضع جدا اسمه ألمرية، حيث كان الفريق الأبيض منهزما بهدفين لهدف واحد، وتبين أنه يعاني من ضعف كبير، وكان من الممكن أن ينهزم أمام ألمرية، هذا الفريق الذي ينتمي لمنطقة لا تنتج شيئا غير الطماطم والخضر، وأنصاره يسمون أنفسهم «أنصار الطماطم». ويتم الحديث حاليا في مدريد عن إمكانية تعاقد قريب مع اللاعب سيسك فابريغاس، لاعب فريق الأرسنال الإنجليزي والمنتخب الإسباني، حيث عبر ريال مدريد عن استعداده لدفع أزيد من 50 مليون أورو من أجل جلبه وإلحاقه بالفريق قبل نهاية هذه السنة. كما يتم الحديث عن إلحاق اللاعب الهنغاري دسودزاك، الذي يلعب حاليا لفريق إندهوفن الهولندي، نظرا لسرعته الكبيرة كجناح أيسر، والذي يمكنه أن يحد من الانتقادات التي توجه حاليا إلى فريق العاصمة لكونه يلعب بلا أجنحة فعالة. لكن هل لا يزال ريال مدريد يتوفر على المال الكافي من أجل القيام بانتدابات جديد للاعبين جدد؟.. هذا سؤال سبق أن أجاب عنه المدير الفني للفريق خورخي فالدانو، الذي قال إنه لم تعد توجد سيولة مالية كافية لجلب لاعبين جدد، وهو كلام قد يبدو مقنعا لأن الفريق أنفق مالا كثيرا لجلب لاعبين مثل كريستيانو رونالدو وكاكا وبنزيمة وآخرون. غير أن كثيرين لم يصدقوا فالدانو واعتقدوا أنه يحاول فقط إبعاد «ضربة العين» عن فريقه، خصوصا وأن انتقادات كثيرة وجهت للفريق بسبب إنفاقه المبالغ فيه. لكن المشكلة أن كل ذلك المال المنفق لم يجلب الطمأنينة الكافية لأنصار الفريق، الذين كانوا يعتقدون أن فريقهم سيكون شبيها بسوبرمان هذا الموسم، غير أنه لا يزال ينقصه الكثير لكي يكون منافسا قويا لفريق البارصا، الذي لم يقم بتعزيزات قوية لصفوفه، ومع ذلك فإنه يحتل صدارة الليغا حاليا. المسألة الأخرى التي تدفع أنصار ريال مدريد لطلب التعزيزات، هي أن فريق البارصا سيقوم بتعزيز صفوفه هذا الشتاء بلاعب أو أكثر. ويرجح أن يكون لاعب ريال مدريد السابق، البرازيلي روبينهو، من بين اللاعبين الجدد في صفوف البارصا مطلع يناير المقبل، وهذا شيء يحتم على ريال مدريد القيام بشيء ما لمنافسة البارصا في كل شيء. الرغبة في جلب لاعبين جدد لريال مدريد لن تكون رغبة أحادية الجانب، أي من الجمهور فقط، بل إن الرئيس فلورينتينو أصيب بإدمان حقيقي من أجل تبذير كل المال الذي يملكه الفريق لجلب لاعبين جدد، وهو أيضا من الذين يعشقون مفاجأة الآخرين، ولا يحتاج لأن يطالبه أحد بجلب لاعبين جدد، لذلك سيكون جمهور ريال مدريد على موعد مع مفاجأة أو مفاجأتين سيقدمهما رئيس النادي لجمهوره. طبعا ستكون الفرصة مواتية لذلك وهو أن الجميع يحتفل برأس السنة الميلادية، وهذه المناسبة تتطلب الحصول على هدايا، وهدية الجمهور هو لاعب جيد ملفوف في أوراق ملونة.