«ريال مدريد سنة 2010 ليس هو فريق ريال مدريد سنة 2009». هل هذه أمنية عاطفية يمكن أن تذهب سدى أم إنها توقع علمي سيحدث رغم كل الظروف؟ في كرة القدم ليست هناك توقعات ثابتة، وليست هناك تمنيات يمكن أن تتحول بسهولة إلى واقع. والأماني في كرة القدم هي تماما مثل شكل الكرة، أي إنها مستديرة وتتدحرج ولا أحد يعرف متى ستقف وأين وكيف. مسؤولو نادي ريال مدريد يريدون أن يكون العام الجديد مختلفا في كل الأحوال، وهذا الاختلاف مرده إلى أن الفريق سيسترد كل نجومه الذين أنفق من أجلهم حوالي 300 مليون أورو في موسم واحد. البرتغالي كريستيانو رونالدو يبدو أنه شفي تماما من الإصابة التي عانى منها طويلا ولم تسمح له بالظهور بمستوى جيد خلال بداية الموسم، والبرازيلي كاكا عاد بدوره من الإصابة، وأيضا عاد من بلده البرازيل، حيث أمضي فترة طويلة متنقلا بين عيادات الأطباء وبين المنتخب البرازيلي. والفرنسي كريم بنزيمة سيعود من نزواته التي جعلته يرتكب في ظرف شهر واحد حادثتي سير خطيرتين، وهو ما جعل إدارة النادي توجه له إنذارا قويا، لكن غير مكتوب. كما أن بنزيمة سيستفيد ولو مؤقتا من غياب زميله هيغوايين بسبب الإصابة، حتى يثبت أن مكانه ليس كرسي الاحتياط. لاعبو ومسؤولو فريق ريال مدريد يتمنون أن تأتي السنة الجديدة محملة بالهدايا كما يأتي بابا نويل إلى غرف الأطفال محملا باللعب. إنهم يطمحون إلى الحصول على ألقاب جديدة نهاية الموسم، وبما أن الفريق أقصي من منافسات كأس الملك، فإن الطموح يتركز الآن على لقب الليغا، وهو طموح كان يبدو حتى الآن مشروعا قبل الهزيمة في بلباو السبت الأخير. فالفريق يحتل حاليا المرتبة الثانية بفارق 5 نقاط عن برشلونة، وفي حال ارتفاع الفارق إلى 8 أو 10 نقاط، فإن حلم الليغا سيصبح مجرد أضغاث أحلام. الأمنية الثانية التي يرجو لاعبو ريال مدريد تحقيقها هي الحصول على اللقب الأوروبي العاشر في تاريخ النادي. ولحد الآن توجد في حوزة الفريق الأبيض تسع كؤوس أوروبية، وهم يريدون هذا الموسم الحصول على الكأس العاشرة، وهناك سبب وجيه لهذه الأمنية وهو أن نهاية منافسات عصبة الأبطال الأوروبية ستجري في ملعب سانتياغو بيرنابيو، وسيكون من الرائع للنادي أن يلعب مباراة بهذا الحجم في ميدانه، أما في حالة العكس فإن الأمر سيكون مثل «ممون الحفلات» الذي يعد كل شيء للعرس، لكن العرس ليس عرسه. هكذا سيكون النادي الأبيض مجبرا على لعب مباراة النهاية وإلا فإن المرارة التي سيحس بها أنصار الفريق ستكون عصية على الوصف. السبب الآخر الذي يجعل ريال مدريد يعتقد أن السنة الجديدة ستكون فأل خير عليه هي أخبار التعاقدات الجديد مع لاعبين موهوبين. ولحد الآن فإن النادي يبدو مصرا على التعاقد مع اللاعب الإسباني الموهوب سيرخيو كاناليس، لاعب سانتاندير. كما أن هناك حديثا عن تعاقد مع لاعب في موقع الجناح الأيسر خلال موسم الانتقالات الشتوية. وطبعا هناك أحاديث عن اتفاقيات سرية وعلنية مع فرق أخرى لجلب لاعبين نجوم إلى النادي نهاية الموسم الحالي، مثل اللاعب الفرنسي فرانك بلال ريبيري، الذي يلعب حاليا في صفوف الباييرن الألماني. لكن مسألة التعاقدات تبدو مبهمة وغامضة. ففي الوقت الذي تتحدث وسائل الإعلام الإسبانية أو الموقع الرسمي للنادي عن عدد من التعاقدات، فإن المدير العام للنادي، خورخي فالدانو، يقول إن الفريق سيكتفي هذا الموسم بلاعبيه الموجودين حاليا، وأنه لن يتم التعاقد مع المزيد، وأن الفريق يكفيه نجومه الحاليون، وهم قادرون على الفوز بالألقاب. وفي كل الأحوال فإن هذه المسألة لا يمكن لأي أحد أن يحسم فيها باستثناء رئيس النادي فلورينتينو بيريث، الذي يقرر لوحده ما سيفعله، خصوصا وأنه أثبت في أكثر من مرة أنه يعشق جلب النجوم إلى الفريق، وأيضا سرقة الأضواء الإعلامية بطرق استعراضية. ويتذكر عشاق الليغا الإسبانية ما حدث نهاية الموسم الماضي، حيث فاز فريق برشلونة بثلاثة ألقاب هي لقب الليغا واللقب الأوربي ولقب كأس الملك، غير أن تلك الألقاب بكل ثقلها توارت إلى الوراء وأصبح الجميع يتحدث عن التعاقدات الاستعراضية التي كان يقوم بها فلورينتينو بيريث، وبدا أن جلب كريستيانو رونالدو أو كاكا أو بنزيمة أهم بكثير من ربح ألقاب ثلاثة في موسم واحد، مع أن التعاقدات مع اللاعبين مجرد وسيلة لربح الألقاب.