فريقا ريال مدريد وبرشلونة أصبحا يدركان أن أفضل وسيلة لكسب النجوم هي اصطياد اللاعبين الموهوبين وهم في عز الطفولة، تماما كما حدث مع الأرجنتيني ليونيل ميسي، لذلك فإنهما يتنافسان حاليا من أجل الظفر بموهبة كروية فذة، ومن كوريا هذه المرة. ويطمح فريق برشلونة للوصول أولا إلى اللاعب الطفل شينغ هو، بالنظر إلى أن ظهوره الأول على ملاعب إسبانيا كان تم خلال دوري لكرة القدم للاعبين تحت سن ال 14 سنة، والذي نظم مؤخرا في مدينة برشلونة. غير أن فريق ريال مدريد، الذي راقب بدوره لمعان هذا الطفل، مهتم بخطفه في أسرع وقت وتحويله إلى ميسي جديد، لكن بقميص أبيض هذه المرة. ويعتبر الطفل شينغ موهبة كروية حقيقية في بلاده، حيث سبق لمراقبين كوريين أن توقعوا له مستقبلا كرويا كبيرا، وهو ما دفع شركة الملابس الرياضية العالمية «نايك» إلى التعاقد مع شينغ للترويج لملابسها بين الأطفال، وبذلك ذاق حلاوة الشهرة والمال مبكرا. ووفق ما ذكرته صحف إسبانية فإن هناك اتصالات مكثفة بين أطراف إسبانية، من فريقي ريال مدريد وبرشلونة، مع الفريق الذي يلعب به حاليا شينغ هو، لكن فريق البارصا كان سباقا إلى دعوة شينغ من أجل البقاء في حضن النادي لمدة ثلاثة أيام إضافية بعد الدوري ولقائه بعدد من اللاعبين النجوم، وذلك من أجل إقناع اللاعب وأسرته بمدى قوة البارصا. لكن إمكانية التحاق شينغ ببرشلونة ليست مؤكدة، ما دام فريق ريال مدريد يملك امتيازا مماثلا لضمه وهو أنه يتوفر في صفوفه على لاعب طفل من كوريا الجنوبية، وهو ما يعتبره النادي ورقة قوية في يده حيث إن أطفال كوريا لا يندمجون بسهولة في محيط غريب وبعيد، وعادة ما يحتاجون إلى رفقة، وهو ما يقدمه ريال مدريد على طبق من ذهب لشينغ، طبعا مع الكثير من المال الذي لن يبخل به فلورينتينو بيريث، عاشق الصفقات الاستعراضية. وفي انتظار ما سيسفر عنه هذا الصراع القوي بين ناديين قويين وغريمين، فإن أنصار كل فريق يمنون النفس برؤية ميسي جديد، خصوصا وأن أنصار ريال مدريد سبق لهم أن تمنوا رؤية اللاعب ليونيل ميسي يرتدي القميص الأبيض، كما حدث من قبل مع النجم البرتغالي فيغو، غير أن هذه الأمنية تبدو اليوم مستحيلة، وهو ما يجعلهم يبحثون عن ميسي خاص بهم، وربما يكون من كوريا هذه المرة. فالصراع الكروي في إسبانيا لا يقتصر على فريقي ريال مدريد وبرشلونة، بل هو أيضا صراع آخر بين كبار الأسماء الكروية، أو صراع بين النجوم، وهو صراع يمكن تسميته فعلا ب«حرب النجوم». ووجد فريق برشلونة، الذي احتضن ورعى الأرجنتيني ميسي منذ سنوات طفولته، في تتويج هذا الأخير بالكرة الذهبية مناسبة لكي يلقن ريال مدريد دروسا في كيفية التنقيب عن الذهب، لذلك صرح رئيس الفريق، جوان لابورتا، بأن فريقه مختص في صنع الذهب ولا يستورده، في إشارة إلى أن ميسي هو ابن الفريق، عكس ريال مدريد الذي اشترى رونالدو ب96 مليون أورو، ويريد منه أن يحصل على التتويج. برشلونة يقول إن تتويج ميسي هو في حد ذاته تكريم لكل اللاعبين الذين نشؤوا وتعلموا في النادي، وهو أيضا تكريم لسياسة رعاية اللاعبين وتطوير مواهبهم، وليس شراء اللاعبين بمبالغ خرافية والمتاجرة بأسمائهم.