الصراع الكروي في إسبانيا لا يقتصر على فريقي ريال مدريد وبرشلونة، بل هو أيضا صراع آخر بين كبار الأسماء الكروية، أو صراع بين النجوم، وهو صراع يمكن تسميته فعلا ب«حرب النجوم». وتدور حاليا في إسبانيا حرب نجوم من المستوى الرفيع، وأبطالها هم لاعبا برشلونة، ليونيل ميسي وزلاتان إبراهيموفيتش، ولاعبا ريال مدريد كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا. هذه الحرب، كانت قد ابتدأت منذ سنوات بين اللاعبين رونالدو وميسي، أي قبل أن يأتي رونالدو إلى ريال مدريد، أيام كان يتمنى تتويجه بالكرة الذهبية وبلقب أفضل لاعب في العالم، وهو ما حصل عليه بالفعل، لكنه لا يزال يطمح إلى المزيد، ولا يزال يلقي بقنابل صامتة نحو منافسه ميسي، الذي كان يرى فيه وما يزال، منافسه الأساسي وعدوه اللدود في الحصول على الألقاب الكروية العالمية. وعندما فاز ميسي مؤخرا بالكرة الذهبية، التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول لأفضل لاعب في أوربا، فإن الصراع عاد مجددا إلى الواجهة، وبدأت حرب الكلمات بين اللاعبين، وأيضا ين الناديين الغريمين، ريال مدريد وبرشلونة، وهما اللذان يتنافسان أيضا من أجل أن يحصل لاعبوهم على لقب أفضل لاعب في العالم الذي تمنحه الفيفا. فريق برشلونة، الذي احتضن ورعى الأرجنتيني ميسي منذ سنوات طفولته، وجد في تتويج هذا الأخير بالكرة الذهبية مناسبة لكي يلقن ريال مدريد دروسا في كيفية التنقيب عن الذهب، لذلك صرح رئيس الفريق، جوان لابورتا، بأن فريقه مختص في صنع الذهب ولا يستورده، في إشارة إلى أن ميسي هو ابن الفريق، عكس ريال مدريد الذي اشترى رونالدو ب96 مليون أورو، ويريد منه أن يحصل على التتويج. برشلونة يقول إن تتويج ميسي هو في حد ذاته تكريم لكل اللاعبين الذين نشؤوا وتعلموا في النادي، وهو أيضا تكريم لسياسة رعاية اللاعبين وتطوير مواهبهم، وليس شراء اللاعبين بمبالغ خرافية والمتاجرة بأسمائهم. وفي الوقت الذي كان ميسي يتلقى تتويج «فرانس فوتبول»، فإن غريمه رونالدو كان يعيش أسوأ أيامه. فقد عاد من إصابة أبعدته عن الملاعب لوقت طويل، وهو لا يزال مهددا بالإصابة من جديد ما لم يلتزم بالاحتياطات الضرورية التي ينصحه بها الأطباء. كما أن أداء ميسي في المباريات يختلف كثيرا عن أداء رونالدو، ميسي يلعب في فريق متكامل في جميع خطوطه ويلعب أفراده بإيقاع واحد ويبحثون عن الأهداف بطريقة متناسقة وذكية، لذلك فإن البارصا لا يعاني كثيرا من أجل الحصول على الانتصارات. أما اللاعب رونالدو فإنه يلعب في فريق لا يزال يعاني من اضطراب في صفوفه، وكل لاعب يخوض المباراة بطريقته الخاصة، لذلك يظهر جيدا أن أهداف ريال مدريد تأتي عن طريق الصدفة أكثر مما تأتي عن طريق خطة متناسقة ومجهود ذكي. ويبدو فريق البارصا سعيدا هذه الأيام وهو لا يزال يحصد النتائج الجيدة والتتويجات. إنه سعيد أيضا لأن صفقاته الكروية تسير بشكل جيد، عكس فريق ريال مدريد الذي أنفق ثلاثة أضعاف ما أنفقته البارصا، ومع ذلك لا يزال ينتظر تعزيز صفوفه بلاعبين جدد خلال موسم الانتقالات الشتوي. وينتشي فريق برشلونة بلاعبه ميسي، مثلما ينتشي أيضا بلاعبه الجديد إبراهيموفيتش، الذي يعتبر صفقة ممتازة، خصوصا وأن اللاعب صار يتفوق في كثير من المباريات على ميسي، سواء من حيث الأداء أو من حيث تسجيل الأهداف. وفي كل الأحوال فإن أي فريق يجمع بين هذين اللاعبين سيعتبر نفسه محظوظا، كما أن باقي لاعبي البارصا لا يقلون كفاءة وفعالية. لهذا السبب يبدو رئيس البارصا سعيدا وهو يقول إنه يصنع الذهب عوض أن يستورده، مع أن فريق البارصا كان يشتري الذهب باستمرار عوض أن يصنعه، والدليل على ذلك هو مارادونا ورونالدو ورونالدينو وإيطو وآخرون. وفي الوقت الذي ينتشي البارصا بلاعبيه، فإن ريال مدريد يبدو مستمرا في البحث عن طريقة لإيجاد فريق قوي يناسب كل تلك الأموال التي أنفقها بداية الموسم.