سيكون الملعب الأولمبي بروما الإيطالية مسرحا للنهائي المثير لأغلى وأنفس الكؤوس الأوروبية، كأس عصبة أوروبا تتراقص بين فريقين عريقين أوروبيين وازنين، برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي سيتسابقان على التاج الأوروبي النفيس لحسم من سيضع أوربا تحت أقدامه ومن سيعانق اللقب الذي تجري وراءه أغلب الأندية الأوروبية· البارصا - المان: البلاطو المثير هكذا أريد لهذا النهائي أن يجمع بين فريقين يحظيان بشعبية كبيرة وإشعاع لا يقارن، الكثيرون هللوا لهذا الطبق الكروي الكبير إعتبارا لتاريخ الفريقين والمسار الجيد الذي وقعا عليه، ويجمع الخبراء أن النهائي يعد بالشيء الكثير وسيكون مثيرا، ذلك أن مجموعة من الصراعات الخفية ستكون حاضرة في المباراة، أكان عل صعيد الأجور التي تؤثث فضاء الفريقين أو المدربين وكذا القاعدة الجماهيرية التي يتوفر عليها الفريقين معا، ثم إن الحوارات الإسبانية عودتنا دائما على الندية والتشويق والمستويات الباهرة، هو طبق إذن يبقى غني في قمة أكيد أنها تحبس الأنفاس وتخطف الألباب· نهائي بخمس نجوم هو نهائي بخمس نجوم اعتبارا لعدد المرات التي فاز بها كل من برشلونة ومانشستر يونايتد لكأس عصبة الأبطال، وبلغة الأرقام فالمانيو يتوفق على البارصا بلقب واحد، إذ تحفل خزينة الفريق الإنجليزي بثلاث ألقاب فيما للفريق الإسباني لقبين المانيو عانق سنوات 1968 و1999 و2008 فيما البارصا عامي 1994 و2006· وحتى وإن كان هناك شح على مستوى الفوز بهذه المنافسة ذلك أن تاريخهما ووزنهما وقيمتهما لا توازي عدد هذه الألقاب وما تحفل به خزينة بعض الأندية كما هو الحال لريال مدريد الإسباني الذي فاز باللقب في تسع مناسبات وأسي ميلانو بخمس وليفربول، فإن رصيدهما على مستوى الألقاب المحلية يبقى وازنا فمانشستر يونايتد فاز بلقب البطولة الإنجليزية في 18 مناسبة وبكأس إنجلترا في 11 مناسبة بينما فاز برشلونة بلقب البطولة الإسبانية في 19 مناسبة وبكأس إسبانيا 25 وتلك أرقام تؤكد أن الفريقين إنما جعلا للجري وراء الألقاب لا غير·· الشياطين متوهجون كالعادة لم يمر الموسم الكروي الإنجليزي دون أن يبسط الشياطين الحمر سيطرتهم ونفوذهم وهم الذين اعتادوا على بصم إسمهم كل موسم بامتياز، مرة أخرى أبى أشبال أليكس فيرغسون إلا أن يتسيدوا البطولة الإنجليزية عندما عانقوا اللقب للمرة الثالثة على التوالي، ولم يكن هذا الإستحقاق ليأتي من فراغ سوى أن المانيو تنزه كيف شاء وعطل منافسيه من تشيلسي وأرسنال إلى ليفربول وأكد أنه حاليا زعيم الأندية الإنجليزية، والأكيد أن هذا اللقب سيكون له الأثر الإيجابي على اللاعبين، فعلى غرار الموسم الماضي سيحاول المانشستر إعادة نفس السيناريو حيث كان قد فاز بالبطولة وكذا كأس العصبة الأوروبية على حساب تشيلسي بضربات الترجيح، حتى أن جمهور >الشياطين الحمر< اعتبر أن الفوز بالبطولة فأل خير على الفريق لمعانقة اللقب الأوروبي للمرة الرابعة· برشلونة فوق السحاب لا أحد ينكر أن برشلونة قدم موسما مميزا سيبقى خالدا في أذهان عشاقه، بل عند كل الذين تابعوا تفاصيل موسم الإبهار الذي وقع عليه الكطالان، موسم أعاد الإعتبار لبرشلونة الذي تسيد الليغا من بابها إلى محرابها وكان أكثر ما صنع تميزه هو الفوز التاريخي على ملعب البيرنابو (62) على الغريم التقليدي ريال مدريد، وكان هذا الفوز هو ما حدد بنسبة كبيرة حسمه لقب الليغا، برشلونة أمتع وأكثر من هذا أنه زاد ليؤكد سيطرته عندما فاز بكأس الملك وبأي طريقة على أتليتيكو بيلباو (41) مؤكدا الثنائية المستحقة لفريق اعتبر ظاهرة هذا الموسم بامتياز· برشلونة استطاع تحطيم مجموعة من الأرقام هذا الموسم في الليغا وكرس العودة المجنونة لفريق أعاد الكرة إلى زمانها الجميل·· زمن الإبداع والإمتاع· ثلاثية الأحلام وتكريس الهيمنة أكيد أن المدرب الإسباني الشاب غوارديولا يريد دخول التاريخ بوصفه أول مدرب إسباني يسعى إلى تحقيق الثلاثية مع برشلونة، حقق هذا الموسم كل ما يتمناه أي مدرب بفوزه بالثنائية المحلية البطولة والكأس ويمني النفس أن يتحقق حلمه في معانقة الثلاثية التاريخية ويفوز بدوري أبطال أوروبا ليكمل هذا الوشاح التاريخي، بالمقابل فمانشستر يريد أن يكرس هيمنته ليس فقط على الصعيد الإنجليزي بل أيضا في أوروبا، يدرك أنه يحمل في جعبته ثلاثة ألقاب كرقم غير مقنع نظير تاريخه، لذلك فهو يسابق الزمن لتدارك ما فات خاصة أن الأندية الإنجليزية كانت قد طالتها عقوبة قاسية عندما منعها الإتحاد الأوروبي من المشاركة في المنافسات الأوروبية لأربع سنوات عقابا على أحداث الشغب التي عرفتها إحدى المباريات الأوروبية بين ليفربول وجوفنتوس بملعب هيزل ببلجيكا عام 1987· ثغرة في الدفاع وسطوة الهجوم وجد المدرب غوارديولا نفسه في مطب حقيقي نتيجة الفراغ المهول الذي يشكو منه الدفاع الكطالاني، غيابات وازنة يشكو منها البارصا، الظهيرين البرازيلي ألفيس والفرنسي أبيدال بداعي التوقيف والمكسيكي ماركيز لتعرضه للإصابة، فيما الأرجنتيني فإنه يغيب أيضا بوازع الإصابة منذ بداية الموسم، فراغات أكيد سيكون لها أثر سلبي على تشكيلة الفريق حيث سيكون غوارديولا مطالبا بالإستنجاد بلاعبين وتغيير مراكزهم لسد الفراغ· وإذا كان البارصا مطالب بترتيب تشكيلته على مستوى الدفاع فإن المانشستر ستكون وإلى غاية كتابة هذه السطور صفوفه مكتملة بإستثناء فليتشير، لتقابل بذلك المشاكل التي يشكو منها برشلونة على صعيد الدفاع·· جبهة هجوم الإنجليز التي تعد أيضا على غرار البارصا القوة الضاربة بتواجد لاعبين من أمثال واين روني وطيفيز وبيرباطوف وغيغز· الإبداع في مواجهة الواقعية قائدا برشلونة ومانشستر يونايتد غوارديولا وفيرغسون سيكون أمامهما وضع على الأسلحة لتحقيق الهدف المنشود، الفريقان يعدان من أفضل النوادي العالمية التي تقدم أفضل المستويات العالمية، لكن هناك ما يميز كل طرف على الآخر، فبرشلونة فريق يعتمد أكثر على العروض الجميلة والتقنيات والمهارات الفنية والحلول الفردية، نعرف أنه يهوى بناء عملياته بتمريرات قصيرة والإختراق من جميع المنافذ أكان عبر الأطراف أو الوسط، بالمقابل فالمانشستر يعتمد أكثر على الواقعية في اللعب والكرات الطويلة والإندفاع البدني، وهو ما عودتنا عليه الكرة الأنغلوساكسونية، والأكيد أن هذا الأسلوب المتباين للفريقين سيضفي نكهة خاصة على المباراة ويمنحها الحماس المرجو من خلال مواجهة بين إبداع البارصا وواقعية المانيو، ناهيك عن الحوار بين نجوم الفريقين من فالديس وبويول وبيكي وكزافي وإنييسطا وميسي وتيري هنري وإيطو عن الفريق الإسباني أمام فان دير سار وإيفرا وفيرديناند وسكولوز وأوشي وأندرسون وغيغز ورونالدو وواين روني وطيفيز وبيرباطوف عن المانشستر، حوار قوي ستسبقه أكيد أحداث مثيرة وعروض جميلة قبل معرفة بطل أوروبا الجديد· تاريخ المواجهات التقى مانشستر يونايتد مع برشلونة في المواجهات الأوروبية خمس مرات، كانت أول مرة في موسم 19831984 في دور الثمانية لكأس الكؤوس الأوروبية، فاز برشلونة في الذهاب، فيما فاز المانشستر في الإياب (30)، المرة الثانية كانت في موسم 19901991 في نهائي كانت في موسم (19941995)، حيث التقى الفريقان في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، وفاز برشلونة ذهابا (40) وفي الإياب تعادل (22)، المرة الرابعة في موسم (19981999) في دور المجموعات، انتهت مباراة الذهاب (33) وعلى نفس النتيجة التي انتهت بها مباراة الإياب، المرة الخامسة في موسم (20072008) في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، تعادلا سلبا في الذهاب وفاز المانشستر في الإياب (10)· سجل الأبطال 1956: ريال مدريد (إسبانيا) 1957: ريال مدريد (إسبانيا) 1958: ريال مدريد (إسبانيا) 1959: ريال مدريد (إسبانيا) 1960: ريال مدريد (إسبانيا) 1961: بنفيكا (البرتغال) 1962: بنفيكا (البرتغال) 1963: أسي ميلانو (إيطاليا) 1964: أنتير ميلانو (إيطاليا) 1965: أنتير ميلانو (إيطاليا) 1966: ريال مدريد (إسبانيا) 1967: سيلتيك (اسكتلندا) 1968: مانشيستر يونايتد (إنجلترا) 1969: أسي ميلانو (إيطاليا) 1970: فاينورد (هولندا) 1971: أجاكس (هولندا) 1972: أجاكس (هولندا) 1973: أجاكس (هولندا) 1974: بايرن ميونيخ (ألمانيا) 1975: بايرن ميونيخ (ألمانيا 1976: بايرن ميونيخ (ألمانيا) 1977: ليفربول (إنجلترا) 1978: ليفربول (إنجلترا) 1979: نوتنغهام فورست (إنجلترا) 1980: نوتنغهام فورست (إنجلترا) 1981: ليفربول (إنجلترا) 1982: أسطون فيلا (إنجلترا) 1983: هامبورغ (ألمانيا) 1984: ليفربول (إنجلترا) 1985: جوفنتوس (إيطاليا) 1986: ستيوا بوخاريست (رومانيا) 1987: بورطو (البرتغال) 1988: إيندهوفن (هولندا) 1989: أسي ميلانو (إيطاليا) 1990: أسي ميلانو (إيطاليا) 1991: النجم الأحمر (صربيا) 1992: برشلونة (إسبانيا) 1993: مارسيليا (فرنسا) 1994: أسي ميلانو (إيطاليا) 1995: أجاكس (هولندا) 1996: جوفنتوس (إيطاليا) 1997 : دورتموند (ألمانيا) 1998 : ريال مدريد (إسبانيا) 1999 : ريال مدريد (إسبانيا) 2000 : مانشستر يونايتد (إنجلترا) 2001 : بايرن ميونيخ (ألمانيا) 2002 : ريال مدريد (إسبانيا) 2003 : أسي ميلانو (إيطاليا) 2004 : بورطو (البرتغال) 2005 : ليفربول (إنجلترا) 2006 : برشلونة (إسبانيا) 2007 : أسي ميلانو (إيطاليا) 2008: مانشيستر يونايتد (إنجلترا) 2009: ···············؟