بعد أسبوع من الهدنة التي تعرفها كليتا الحقوق والآداب والحي الجامعي بمراكش، حملت منظمة «التجديد الطلابي» ذات التوجه الإسلامي فصيل «النهج الديمقراطي القاعدي»، ذي التوجه اليساري الراديكالي، مسؤولية الأحداث الدامية والاعتقالات التي شهدتها المؤسسات الجامعية الثلاث الأسبوع ما قبل الماضي. وقال مسؤول ب«المبادرة الطلابية ضد العنف»، الحسين المسحت، خلال ندوة صحافية نظمها الفرع المحلي لمنظمة «التجديد الطلابي» يوم الخميس الماضي بكلية الآداب بمراكش، إنه كما ذكر العنف داخل الجامعة أو نواحيها إلا وارتبط بفصيل «النهج الديمقراطي القاعدي»، واصفا هذا الفصيل الطلابي ب«الخطير»، الذي «يشبه الخلايا الإرهابية التي تفككها الدولة من حين لآخر»، بعد أن اتهم هذا الفصيل الماركسي اللينيني، باتخاذ بعض غرف الحي الجامعي، كمصانع لإعداد الأسلحة و»المولوتوفات»، التي قال إنهم يستعملونها لمواجهة السلطات الأمنية. وأوضح مسؤول «المبادرة الطلابية ضد العنف»، التي أسسها طلبة ينتمون لمنظمة «التجديد الطلابي» القطاع الطلابي لحركة «التوحيد والإصلاح»، أن الساحة الجامعية تعرف تحولا خطيرا، لدرجة «أصبحنا نسمع عن إزهاق الأرواح»، يقول المتحدث، مؤكدا أن الفصائل الطلابية مطالبة بالاتصاف بالنضج، لأن الجامعة والحركة الطلابية لم تعد تطيق أزمات أخرى. وأدان الكاتب المحلي لمنظمة «التجديد الطلابي»، طارق بنهدا، ما اعتبره «انتهاك حرمة الجامعة»، عبر التدخلات الأمنية ومداهمة الساحة الجامعية. وفي إشارة إلى بعض طلبة «النهج القاعدي»، اتهم المسؤول الطلابي السلطات الأمنية بعدم ملاحقة «بعض الأطراف التي ثبت تورطها في جرائم متكررة في حق الطلبة والمكونات الطلابية والأساتذة مما يهدد السلم والأمن الجامعي». ورفض مسؤول طلابي ينتمي لفصيل «النهج الديمقراطي القاعدي» في اتصال مع «المساء» هذه «الاتهامات»، معتبرا مواقف «التجديد الطلابي» من الأحداث التي شهدتها كلية الحقوق والحي الجامعي تحديدا، «شرعنة للإنزالات الأمنية وتمهيدا لضربات أخرى»، وأكد المسؤول الطلابي الذي رفض الكشف عن اسمه، أن احتجاجات «القاعديين» تهدف إلى الحفاظ على مصالح الطلبة، التي «تُضرب اليوم مع المخطط الاستعجالي»، وتتصدى لكل اعتداء على الطلبة. وأشار المصدر الطلابي، إلى أن إنزال وزارة الداخلية إلى كلية الحقوق والحي الجامعي، يسعى إلى ضرب الفعل النضالي، الذي «يدافع عن مجانية التعليم». وانتقدت «التجديد الطلابي» انتشار المحسوبية والزبونية في عملية الانتقاء في وحدات التكوين والبحث في الدراسات العليا، وكذا تزايد مظاهر «التراجع الأخلاقي» من خلال ظاهرة الإدمان على المخدرات في الوسط الجامعي والطلابي، واستشراء الميوعة في الفضاء الجامعي. وسجلت المنظمة «رداءة» الوجبات المقدمة للطلاب داخل الحي الجامعي، مشيرة إلى أن معدل الإشراف الطبي بمصحات الجامعة هو طبيب لكل 6 آلاف طالب، إضافة إلى الضعف التقني وهشاشة المصحات المتواجدة بالكليات، وغياب نظام للتغطية الصحية والتأمين على المرض لفائدة الطلبة. ودعا التنظيم الطلابي الشبابي، المكونات الطلابية إلى إنشاء ما أسماه ب«ميثاق شرف يقطع مع العنف بالجامعة»، وكذا تأسيس «جبهة محلية للدفاع عن حرمة الجامعة».